قلوبنا معك فناننا الكبير دكتور بدري حسون فريد

قلوبنا معك فناننا الكبير بدري حسون فريد

يا للكارثة وانت تمر بهذه المحنة استاذنا الكبير والمسرحي الذي اسس للبنات المسرح العراقي الاولى وما اعترتك من محن واغتراب وشظف العيش ونحن نقف على مدى العوز الذي كنت عليه يوم كنت تسكن في قبو حقير مظلم ورطب والامراض تستوطن جسدك العصي على الانحناء والهزيمة في مدينة الرباط عاصمة المملكة المغربية حين كنا نزورك بين فترة واخرى الفنان فراس عبد المجيد والفنان والروائي كاظم الصبر والاستاذ مثال عبد الوهاب وانا يومها كنا نحس ونشعر بمدى الضيم الذي كنت تعانيه وترفض بإباء اي عون او مساعدة حتى وان كانت بصيغة السلف لتكتفي بمبلغ ١٥٠ دولار راتبك الشهري لقاء تدريسك في المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي مع بعض العون الذي يأتيك من ولدك البار
كيف انسى تلك الأزمة التي اقعدتك الفراش وكنت يومها مهدد بالعمى وغير قادر على سداد العملية في مستشفى الشيخ زايد فكتبنا وناشدنا مسؤولي العراق دون موافقتك طبعا لأنك كنت تأبى اي نوع من المساعدة وبشموخ تعلمنا منه الكثير وعرفنا من يكون بدري حسون فريد ذلك الهرم الشامخ الذي أبى ان يكون يوما بوقا لنظام القمع البعثي مقارنة بالبقية ممن هادنوا وتحولوا الى ابواق ومشاريع استجداء لعرض بضاعتهم للنفخ في قربة الطاغية الأجرب الأمر الذي اضطررت بسببه للنفاذ بجلدك من العراق تاركا كل الامتيازات والسكن المرفه والعيش الرغيد ووظيفتك المتميزة، انما غلبت الكرامة والنقاء الانساني الذي كانتا سمة وجودك بمواقفك النبيلة والاصيلة لتعيش في عوز وفاقة وتسكن في قبو تهرب منه حتى الفئران
كنت يومها قد توصلت بمراسلات تبدي استعدادها لتغطية تماليف العملية وكان من ضمن المتصلين بي الفنان نصير شمة، لكنك كنت تبدي رفضك وبقوة حتى جاءت المساعدة التي تبناها المرجوم وطيب الذكر جلال الماشطة وكان يومها مستشارا للسيد الطالباني رئيس الجمهورية الأمر الذي كان يدعونا للفخر والحيرة في آن ذلك الشموخ وتلك الأنفة وانت تجلل حضورك معنا بفرح غريب نعرف انك كنت تقاوم ما انت فيه من ألم وعذاب واحساس بالغربة وبصمت لا يعرف كنهه الا من يعاشرك ويقترب منك ويشعر بحجم ايلامك
كنت في فرح غامر يومها حين استلمت الجزء الاول من كتابك الموسوم “قصتي مع المسرح” وانت تحضنه وتتكلم عنه بفرح طفولي وعرفانا بهذا المنجز قمت انا بكتابة قراءة له فكانت فرحتك لا توصف اردفتها بقراءة ثانية للجزء الثاني الامر الذي حداك لتقديم الشكر والامتنان وكذا الاعجاب بما قمت به وانا اعتبر ذلك تشريف لي للكتابة عن قامة مسرحية ابداعية بحجم بدري حسون فريد وقبلها كنت في غاية السرور حين كتبت عن اصدارك الهام “فن الالقاء” الصادر في المغرب
فقط اود ان اعلم القارئ الكريم ان الاستاذ بدري زارني في داري بمدينة اسفي المغربية صحبة الفنان حسن هادي بمناسبة تقديمهما عرضين في تلك المدينة فكانت سهرة بقيت عالقة في وجداني حين بكيت انت كما الاطفال وانت معي في السيارة حين سمعت المطرب الاثير على قلبك ابو بكر سالم يغني احدى اغانيه القريبة على قلبك فبكينا معنى استذكارا للوطن الجريح
حسرتي والمي بانك تعاني هذه المحنة دون ان اراك وارافقك في هذه الايام العصيبة
ستبقى استاذنا الجليل منارة عز وشموخ ومدرسة تنير دروب الاجيال القادمة لتلك الاواصر الاي قلما تتوفر لدى مبدع عشق وقلسى وعانى وضحى من اجل رفعة المسرح العراقي فهل اعاد فنانو اليوم ولو الجزء اليسير من منجزك الوطني العظيم
انحني اجلالا لذكراك الطيبة فناننا الكبير
شافاك الله مما انت فيه من محنة صحية
وتبا لكل من ادار ظهره للوقوف الى جانبك
عزاؤك الوحيد بزوجتك الفاضلة التي كم كنت تتكلم عنها بحب وعرفان ووفاء وعشق طاغ وانت صحبتنا في المغرب
وكذا مع كل النبلاء من الفنانين والمثقفين الذين ما زالوا بذات الوفاء لخدماتك الجليلة لمسرحنا العراقي بوقوفهم معك
قلوبنا معك

جواد وادي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here