أَلانتِصارُ غَيَّرَ وَجْهَ الْعِراقِ وَأَعادَ لَهُ سُمْعَتَهُ أَلْجُزْءُ الثَّاني وَالأَخِير

لِوِكالة أَنباء [تَسنيم] الدَّوليَّة؛

نـــــــــزار حيدر

*أَدناه؛ هو الجُزء الثَّاني وَالأَخير من الحِوار الذي أَجراهُ الزَّميل عبَّاس جامكراني لوكالة أَنباء[تَسنيم] الدَّوليَّة والذي نُشر اليوم في الموقع الاليكتروني الرَّسمي للوِكالة بالُّلغتَين العربيَّة والفارسيَّة.

س٣/ یعتقد البعض أَنَّ الخلافات بين السياسيِّين ستستمرّ حتَّى بعد تحریر المَوصل لکسبِ المزید من الامتيازات على حسابِ بعضهِم.

ماذا تَقُولُ أَنتَ؟ وما هي توقُّعاتِك؟!.

الجواب؛ ومتى إِنتهت خلافات السياسيِّين مع بعضهِم؟! متى توقَّفت حمَلات التَّشهير والتَّسقيط ونشر الغسيل القذر ضدَّ بعضهُم البعض الآخر؟! ليس بين الكُتل والأَحزاب السِّياسيَّة فحسْب وإِنَّما حتَّى داخل الحزب الواحد والتيَّار الواحد!.

أُنظروا ماذا يفعل الآن [الأَمين العام لحزب الدَّعوة الاسلاميَّة] الذي خلعهُ البرلمان عن السُّلطة قبل حوالي ٣ سنواتٍ بسببِ فسادهِ وفشلهِ وتبنِّيه لسياسة [صناعة الأَزمات] التي أَدخلت البلاد في فوضى عارمةٍ! أُنظروا ماذا يفعل بالنَّاطق الرَّسمي للحزب رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوَّات المسلَّحة! إِنَّهُ يقود أَشدّ وأَقذر حملة تسقيط ضدَّهُ عِبر شبكة واسعة في وسائل التَّواصل الاجتماعي! من خلالِ التَّقليل من شأن ما أَنجزهُ وصحَّحهُ من مشاكل ورَّثها لَهُ! تارةً، ومن خلال وضع العصي في عجلة مسيرة الحكومة من جانبٍ آخر! فما بالُك بالآخرين؟!.

أَكيد ستشتدُّ الصِّراعات بين السياسيِّين وَنَحْنُ نقترب من إِستحقاقٍ إِنتخابيّْ نيابيٍّ جديد! كلٌّ يتغنَّى بالنَّصر وكأَنَّهُ هو الذي أَنجزهُ ولولاهُ لما نزلَ القطْر!.

أَلا ترى أَنَّهم كيف يُشمِّرون عن سواعدهِم الآن للانقضاض على النَّصر لحملهِ شارةً على صدورهِم لينزلوا بها في الانتخابات القادِمة التي ستجري في ربيع العام القادم؟!.

أَلا ترونَهم ينظِّمون صفوفهُم إِستعداداً منهم ليمتطُوا فرس النَّصر الذي لم يحقِّقوهُ! لتوظيفهِ في حملتهِم الانتخابيَّة القادِمة؟!.

وصدقَ من قال [إِنَّ الهزيمةَ يتيمةٌ، أَمَّا الانتصارُ فلهُ مليونَ أَبٍ].

إِنَّهم تُجَّار الدَّم وسُرَّاق النَّصر الذين لم تجدهم في ساحات الوغى عندما يحمي الوطيس لحظةً واحدةً! ولكنَّك تجدهُم فيها بعد أَن ينتهي كلَّ شيءٍ وتضعَ الحَرْبُ أَوزارها وكأَنَّهم ذهبوا يتسابقون على تجميع أَغلفة الرَّصاص المُنتشرة في ساحة المعركة للاتِّجار بها لاعادة تدويرِ أَنفسهِم في السُّلطة!.

لقد ثبُت بالدَّليل القاطع وبالتَّجارب المتكرِّرة إِنَّ هذا النَّوع من السياسيِّين لا يقرِّبهم لبعضهِم شيءٌ مهما اشتدَّت خطورتهُ على البلادِ والعبادِ!.

نتمنَّى على العراقييِّن أَن يتعلَّموا الدَّرس جيِّداً ويتذَّكروهُ عندما يقفونَ في المرَّة القادِمة على عتبةِ صُندوق الاقتراع ليُحسِنوا الاختيار هذه المرَّة، فلا يستنسِخوا نَفْسِ الوجوهِ الكالِحة التي لم تجلب الخيرَ للعراقِ، على حدِّ وصف الخِطابِ المرجعي!.

س٤/ بالنَّظر لوجود الاتفاقيَّة الأَمنيَّة بين واشنطن وبغداد، کیف ترى مُسقبل العلاقات العسکریَّة بین البلدَین بعد تحریر المَوصل؟.

الجواب؛ أَوَّلاً؛ فانَّ ما هو موجود بين البلدَين ليس إِتفاقيَّة أَمنيَّة وإِنَّما هي إِتفاقيَّة إطارٍ إِستراتيجيٍّ، إِتفاقيَّة شراكة إِستراتيجيَّة طويلة الأَمد بين البلدَين وأَنَّ الاتِّفاقات الأَمنيَّة والعسكريَّة واحدة من بروتوكولاتها!.

من جانبٍ آخر؛ فانَّ هذه الاتفاقيَّة التي صادق عليها مجلس النُّوّاب العراقي وقتها، تمَّ تدوينها وتنظيمها بما يُحقِّق الكثير من مصالح الْعِراقِ وعلى مُختلفِ الأَصعِدةِ، في إِطارِ المصالح المُشتركة بين البلدَين وفِي إِطارِ الاحترام المُتبادَل بين واشنطن وبغداد، وأَنَّ الْعِراق الذي يحتاج الى الاتفاقيَّة أَكثر من حاجة واشنطن لها، يرفض رفضاً باتّاً أَن تكون سبباً لحشرِ العراق في لعبةِ سياسة المحاور، خاصَّةً وأَنَّ المنطقة تضجُّ بالأَزمات بين مُختلفِ الأَطراف الاقليميَّة والدَّوليَّة! وأَنَّ الْعِراق لا يريدُ أَن يكون جزءً من هذه السِّياسة الفاشلة! وتحديداً في هذهِ المرحلة من تاريخهِ الذي يريدُ أَن ينشغلَ بنفسهِ لاعادة هيكلة سياساتهِ الدَّاخليَّة والخارجيَّة ومحو كلَّ آثار ومخلَّفات الحَرْبِ على الارهاب، وعلى رأسِ ذلك إِعادة البِناء والإِعمار وإِعادةِ النَّازحين إِلى مدنهِم وتعويضهِم عن الذي فقدوهُ بسببِ الارهاب!.

إِنَّ الْعِراقِ ما بعد الارهاب سيحرص على بناء علاقاتٍ متوازنةٍ مع كلِّ الدُّوَل، كلّاً حسب موقفِها من الْعِراقِ وأَهمِّيَّتها! ليتجنَّب سياسة المَحاور، وإِذا كان رئيس الحكومة السَّابق وعلى مدى دورتَين كاملتَين فشلَ في تفعيل إِتفاقيَّة الاطار الاستراتيجي لحماية الْعِراقِ والنُّهوض بهِ! لأَيِّ سببٍ كان، فانَّنا نأمل أَن يتحقَّق ذلك هذه المرَّة! خاصَّةً وأَنَّ السَّيِّد رئيس الحكومة د. العبادي قدَّم رُؤية بهذا الصَّدد وتحديداً خلال زيارتهِ الأَخيرةِ الى واشنطن.

أَمَّا حجم التَّواجد العسكري الأَميركي في الْعِراقِ ونوعيَّتهُ ومدَّتهُ فذلك أَمرٌ تقدِّرهُ وتقرِّرهُ الحكومة العراقيَّة حسب الحاجةِ التي تقتضي لحماية الأَمن القومي للبلاد!.

إِنتهى

٧ تمُّوز ٢٠١٧

لِلتّواصُل؛

‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com

‏Face Book: Nazar Haidar

‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1

(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here