خٌلق العفو والصفح والتسامح

هيام الكناني

لايمكن أن تخلو الأرض من أهل الصفح واللين والعفو فلو خٌليت لقلبت ؛ ولا احد ينكر ان لــ اعلام الامة ودعاتها الاثر البارز لنشر بذور الرحمة والمودة والرفق واللين والتأريخ يشهد ويكفينا اسوة بخاتم الانبياء سيدنا محمد واهل بيته وصحابته رضوان الله عليهم ؛ كيف يتسموا بشمائل الصفح والخلق واليكم صورة من صور اخلاق الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله (عندما دخل النبي صلى الله عليه واله وسلم مكة منتصرًا، جلس صلى الله عليه وسلم في المسجد، والمشركون ينظرون إليه، وقلوبهم مرتجفة خشية أن ينتقم منهم، أو يأخذ بالثأر قصاصًا عما صنعوا به وبأصحابه. فقال لهم النبي صلى الله عليه واله وسلم:(يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم؟).

قالوا: خيرًا، أخ كريم، وابن أخ كريم.. قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)

هكذا هي اخلاق الأسلام التي جاء بها نبينا الاكرم والتي يجب أن نتربى عليها

لنكون صورة ناصعة عن قيم الاسلام الحنيف والاخلاق الانسانية الصحيحة وهنا نذكر عن احد اعلام الأمة وأحد المحققين وهو يدعو للصفح ونبذ الفرقة والتطرف والعدوان ويحث على التسامح ونشر بذور المودة والرفق أسوة بأخلاق رسول الله عليه الصلاة والسلام حين يتسائل ماهو الحل لما يجري من تطرف وفرقة وما السبيل للخلاص منه قائلاً..

((اذن ماهو الحل وما هو السبيل لجمع القلوب على التسامح

والمحبة والالفة والوحدة التي تغيض الاعداء العنصريين الصهاينة من أي دين كانوا او

قومية او مذهب فالتعنصر والتصهين واحد اصله الشيطان الرجيم والنفس والهوى والدنيا))

وهنا أضيف عندما نسامح فان القلوب تصفى ويذهب الحقد ويحل السلام مع النفس اولا ومن ثم مع الاخرين ومن بادر في الصلح والمسامحة له اجر كبير عند الله والذي يسامح يدل على مدى حلمه وصبره وسيرهِ على نهج محمد وال محمد (صل الله عليهِ والهِ وسلم)

ويعود ليكمل مشواره التوعوي والتعبوي لكل افراد المجتمع وللامة الاسلامية جميعا بقوله : (الآن وفي كل آن ……. لنسأل أنفسنا ……. لنسأل أنفسنا وزعمائنا وعلمائنا …………. بل لنحاسب أنفسنا ونحاسبهم على كل ما صدر ويصدر من قول أو فعل أو موقف (( صَبَّ الزيت على النار)) وأدى بالمجتمع العراقي الى هذا السيل والصراع الطائفي القبيح الجارف للأجساد والأفكار , والزاهق للأرواح , والسافك لأنهر الدماء والمبيح للأموال , والهاتك للأعراض , …… لنمتلك الشجاعة والالتزام الأخلاقي والروحي والشرعي ولنعترف بتقصيرنا أو قصورنا في تقييم وتشخيص الظروف والأمور , وفي الخلل والسقم في اتخاذ المواقف المناسبة , …… فالخطابات فاشلة والفتاوى والأحكام غير تامة وقاصرة والمواقف خاطئة…….. إذن لنستغفر الله (( تعالى مجده وجل ذكره )) ونتب إليه ونبرأ ذممنا قبل أن نُحاسب يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا ندم ولا توبة …… نعم علينا (( سنـــــــة وشيعــــــــــــــة)) أن نفعل ذلك حقاً وصدقاً وعدلاً , ثم نصحح المسار والخطاب والفعل والموقف , فنعمل صالحاً وخيراً للإسلام والإنسان والإنسانية جمعاء , دون الانقياد أو التأثر بدوافع ومنافع شخصية أو فئوية أو جهتية أو طائفية أو قومية أو غيرها من أمور وتوجهات تـُفسد وتـُضل وتوغل في الظلم والجور والعدوان……. وإلا فأننا تحملنا ونتحمل المسوؤلية القانونية الوضعية والشرعية والأخلاقية والعلمية والتاريخية عن كل قطرة دم تـُسفك , أو روح تـُزهق , وامرأة تـُرمل , وطفل يـُيتم , وإنسان يـُروع ويـُظلم .

ما أجمل أن يكون الانسان محب للخير ويراعي حقوق الاخرين ويدعو للوحدة والمحبة والألفة ..عندها بلا شك سيزول غبار الكره والحقد وتنعم اللامة بنسم الحب والصفاء

فتعالوا ايها الأحبة معنا ندعوكم لنكون الطريق الامثل لبث روح التسامح بين طيات مجتماعتنا وننثر عبق اخلاقنا الاسلامية في الصفح والعفو لنحيا ونمهد لدولة كريمة رحيمة يسودها العدل والاحسان

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here