من واجبات الكورد في العراق قبل الاستقلال التام

عماد علي
انه لمن المحتم ان تكون هناك تحركات تفرضه حتى عملية الاستفتاء بذاتها و لوحدها و ليس الاستقلال كهدف هام، نعم تحركات قبل اجراء العملية في العراق الذي اصبح ساحة للاعبين و ليس لاعبا كالاخرين و يكون له الدور في السياسة الداخلية و الخارجية للبلد . الساحة التي تحوي على قوى متعددة الاطياف و الاهداف تتطلب جهودا مضنية للتعامل معها في شؤون كثيرة ولاسيما عملية مصيرية نادرة مثل الاستفتاء و استقلال كوردستان . ليس من المعقول ان يتجه اقليم كوردستان الى عملية استراتيجية كبيرة كالاستقلال و ان يكون ساكنا غير مباليا لما يمكن ان يجري في المركز العراقي و المنطقة و ما تبديه القوى العالمية المؤثرة و هو ملتهي بالقضايا و الازمات الداخلية الشائكة و لم يبال بالعملية الا اعلاميا و من باب الصراعات السياسية الحزبية فقط حتى اليوم .
المعلوم عن السلطة في العراق انها لم تكن بيد احد الاطراف بشكل مطلق منذ السقوط، بل حتى هناك اليوم خلافات بين راس السلطة التنفيذية و حزبه حول كيفية التعامل مع القضايا و المواضيع من جهة و الخلافات الشخصية المصلحية لرؤس اقطاب حزبهم من جهة اخرى . و عليه يمكن دراسة ما هو عليه مركز العراق و ان يستهل اقليم كوردستان بداية بتاسيس مجموعة من اللجان المختلفة لارسالهم الى بغداد لبحث عملية الاستفتاء بروح ديموقراطية و التفاهم مع الجهات المتنفذة المتعددة ومن اجل استيضاح المواقف و معرفة النوايا لكل منهم على انفراد، و يجب ان تكون اللجان الكوردستانية مختلفة التركيب اثنيا و مهنيا و فيها من كفاة القويمات و من الاكاديميين الاختصاصيين و السياسيين و االصحفيين و المثقفين بشكل عام و يمكن ان تختص كل لجنة لجهة متنفذة معينة في العراق و يجب ان تكون كل لجنة خاصة متمكنة من اجل التحاور المقنع معهم، ولجان اخرى لدول المنطقة و العالم ايضا .
و اقترح هنا ان تكون مهتمهم متعددة اضافة الى التحاور و التشاور، و الاهم هو اقناعهم على ان الاستقلال لن يكون على حساب اي منهم او على حساب مستقبل العراق و مصلحته بل يمكن ان يستفاد منه العراق من كافة النواحي،و استذكار التاريخ بان القضية الكوردية التي لم تحل من قبل اصبحت اكبر و اولى الاسباب لتاخير العراق و هشاشة مكانته في المنطقة والعالم لعدم تعامل السلطات المتلاحقة معهم بشكل منصف منذ الحاقهم بالدولة قسرا, و عليهم ان يضمنوا كلامهم بقرائن و ادلة و منها كيفية التعامل مع القضايا التي يمكن ان تكون عالقة بين الجهتين في حال الاستقلال و منها اقتصادية لمدة معينة .
فالحكومة المركزية تحت هيمنة قوى مختلفة و على اللجان ان تكثف جهودها من اجل التفاهم مع هذه القوى قبل السلطة التنفيذية لتامين عدم اثارة الراي العام بشكل مؤثر و امرار هذه المرحلة الحساسة دون ضجة مضرة بنا قبل الاطراف العراقية من جهة، و لقطع الطريق امام القوى الاقليمية من اللعب على وتر الخلافات الموجودة في السلطة المركزية و ان ضعوا العصى في عجلة الاستفتاء باثارة مثل هذه الخلافات بين القوى العراقية و بوسائل تعصبية و التي يمكن ان تؤثر على العملية و كيفية تنفيذها بشكل كبير .
يجب ان يجري كل هذا بعد التصالح و التسامح المطلوب بين القوى الكوردستانية الداخلية و ابداء اكبر تنازل و الذي يعتبر شهامة و نضال قبل ان يحتسب تنازلا في هذه الحال من قبل الجهة المتنفذة و الشخصيات ذات الصلة و القيادة الكوردستانية بشكل عام .
و من اهم المهامات هو الاهتمام بالمناطق المتنازعة عليها و ارسال لجان و شخصيات اصحاب كلمة سواء كانت اجتماعية او سياسية للتعامل مع القوى السياسية والاجتماعية التي يمكن ان يؤثروا على اجراءها في تلك المناطق و من ثم التفاهم على نقاط استراتيجية معهم ان كنا ننوي استيعابهم و يكونوا احرارا و اصحاب شان في كوردستان المستقلة .
اننا يجب ان نضع امام الاعين الوقت و ما يجري و نقرا المعادلات وفق المرحلة الانية و ما يمكن ان نستدل في المستقبل القريب و كيف يؤثر ما يحصل على عملية الاستفتاء . و المفروض ان نجد تحركات جدية من قبل المهتمين و اصحاب القرار داخليا و ان نلمس عملا كخلية النحل، الا ان ما المسه اليوم و احس به ليس هناك العمل و الجدية المطلوبة و بمستوى يمكن ان يوضح لي مدى جدية القيادة الكوردية و ما تتطلبه العملية، و اعتقد بانهم ليسوا بمستوى يمكن ان يؤدوا المهام بسهولة و سلاسة لضيق افقهم و تعاملهم مع الواقع و السياسة من منظور مصالحهم الحزبية الشخصية الضيقة لحد اليوم . و عليه يجب ان يعلموا اما ان يستهلوا العملية بجدية و قوة و ان يضعوا كل الامكانيات الخاصة بهم لخدمتها او التراجع و عدم التقرب منها ان لم يكونوا بموقع الامكانية و التحدي الذي تتطلبه العملية الصعبة في هذه المرحلة التي لا يمكن ان نتوقع ان تكون هناك مرحلة اخرى اكثر ملائمة بعد التاخر في تحقيق هذا الهدف من قبل و الاعتراف بالخطا في محاولة حل القضايا الداخلية بهذه الطريقة فضيلة .
فالجدية المطلوبة تبين مدى صدق نية القوى التي تدعي بانها تجري العملية مهما حصل، و لكن كل المؤشرات تدلنا على ان الهدف من الزعيق و الوعيد و التهديد و التخوين نابع من ان التوجه الى هذا الهدف كان اصلا نابعا من انقاذ الذات من الازمات التي اوقعوا انفسهم فيها و توقعوا بانهم يمكن بهذه الخطوات ان يقفزوا على ماهو الواقع و لم يهتموا بان فشلهم او تراجعهم سيؤدي الى نكسة نفسية و سياسية كبيرة بعد ان اعتقدوا بانهم يخدعون الشعب بتكتيكات باسم الاستراتيجية المقدسة للشعب الكوردي و يضعوا انفسهم في حفرة لا مفر منها سياسيا .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here