أنتصر العراق بدماء الأبرار

حسام عبد الحسين

أقتلع أرز الليل؛ وانفلق الإنتصار، وانشرح النهار بدماء الأبرار؛ وتعالى الفخر في حنكة الصبر؛ وتفانى الصبر على قلب الأم؛ لابنها الفتي الذي في القبر يرتقي، وبنتها النازحة التي في الهشيم تجري.

أعلن العراق النصر على تنظيم “داعش” الشؤوم وعلى قياداته السياسية المشاركة في العملية السياسية، الذين مهدوا له بأعتصاماتهم ومؤتمراتهم سيئة الصيت، وعلى الحكومة الفاشلة التي “سلمت” او فشلت في حفظ الامن، وقيادة الدولة العراقية انذاك.

شع هذا النصر بعد سيطرة القوات الأمنية على جامع النوري في الموصل، صاحبة “التأريخ”، حيث كانت اول محافظة عراقية يحدث فيها تمرد عسكري على ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 بقيادة الضابط “عبد الوهاب شواف”، وبمساندة دول عربية واقليمية، وأيضا زودت النظام البعثي المجرم بمجموعة من الضباط القساة الذين عرفوا بأجرامهم، وشاركوا في حروب النظام الصدامي ضد “كردستان”، وضد الانتفاضة الشعبانية في وسط العراق وجنوبه، وعلى رأسهم وزير الدفاع السابق “سلطان هاشم”.

موروث تأريخي مهد “لداعش” استفادة منه في خراب البنية التحتية الاقتصادية؛ والاجتماعية؛ والثقافية في الموصل، وأتخذ منها عاصمة لدولته الإسلامية الفانية عسكريا في العراق، اما فكريا فهي متواجدة، لأنها مأخوذة من امهات الكتب والمصادر الإسلامية، وربما يظهر لنا هذا الفكر بغير مسمى، لوجود الأرضية المناسبة في ضعف مؤسسات الدولة بشكل عام، وفي الدستور العراقي، في الفقرة “أ” من المادة الثانية: (لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت الإسلام)، ما هو الإسلام في هذه المادة؟!، وهل هو الإسلام الذي راحت ضحيته آلاف الشهداء؟ ام هو الإسلام الذي يعتقد به “داعش”؟!، أو ربما الإسلام السياسي؟!.

لذا ما حدث من نصر مجرد علاج، والعراق بحاجة إلى وقاية، والاخيرة مسؤولية الحكومة في تثبيت الاسلام الحقيقي لينسجم مع نص الدستور، وبالتعاون مع المؤسسة الدينية، وتثبيته في المناهج الدراسية، وتثقيف المجتمع على حب الوطن والمحافظة عليه، ووضع آلية محددة لمحاربة الفساد المالي والاداري، وعدم عودة من ساعد تنظيم “داعش” بمحاولات ارجاعهم في مؤتمرات بحجج واهية؛ وإعادة تنظيم المؤسسة العسكرية والأمنية، وتأهيلها وفق الإطار الوطني، وضبط التحولات المالية من الخارج بما يلبي عدم تمويل اي نشاط خيري دولي يهدف إلى نشر الفكر الديني المتشدد.

لليل أربعة عشر أسما؛ ولن يزول الا بالفجر؛ والقاعدة وداعش وتليها خمسون أسما، تتوالى في الظهور ما لم يحسم الشعب موقفه؛ ليظهر الفجر.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here