الاعلام والخيال والمال والسلطة والحرية والخبز……. نص فكري

الاعلام والخيال والمال والسلطة والحرية والخبز……. نص فكري

1
لا يوجد اعلام ناصع البياض في ذات الجهة لا توجد مؤسسة صحفية ذات فكر ونهج حر فمعظم الاجهزة الاعلامية والصحفية المرئية والسمعية والمقرؤة تنتمي للسلطة ايا كانت وفي اي دولة فلكل زمن صحافته ولكل زمن رجاله ولكل مشهد ارائه وافكاره لذا ما نراه على شاشات التلفزة وما نقرأه في الصحف وما نسمعه من اثير الراديو ينقل وجهة نظر معينة ولطبقة معينة ليس بالضرورة ان يكون صحيحا وفي ذات الوقت ليس خاطئا فالموضوع برمته عبارة عن اسس وقواعد للعبة عالمية اسمها الاعلام فالاهداف والتوجهات والطموحات هي من تحدد سير هذه العملية لكسب اكبر قدر من المساحة الفكرية وبهذا نكون امام مصطلح اسمه الصراع وهذا ما يختزله الاعلام العالمي خلف الكواليس فقوانين اللعبة تتلاعب بعواطف البشر وليس مهما ان تصل الفكرة بفكر حر يضع المرء امام اختبار الوعي والادراك المهم ان تصل بسيطة ومتواضعة دون هوامش فلسفية .
2
لا حدود للخيال والمال والسلطة فلكل واحدة منها قاعدتها الفكرية والتي تتناسب مع الواقع الذي تعيشه الحضارة بالمقابل ظهرت الكثير من المفاهيم الاخرى لكنها زالت بمجرد زوال فكرتها في العقل البشري لكن لطالما كانت هنالك ثغرة فلسفية من خلالها يمكن صناعة افكار جديدة رغم هذا لا يمكنها ان تصمد الا لفترة زمنية معينة بينما الخيال لا حدود له فمهما فكر الانسان فهنالك مساحات جديدة ستولد من هذا الخيط ومهما تعمق الانسان اكثر وجد امامه متاهة اكبر من التي سبق وخرج منها اما المال فهو ايضا يخالف نص الحدود فلو امتلك الانسان خزائن الارض كلها سيقف على خط نهاية اخر خزانة بحيث يبقى مليمتر واحد يفصل بينه وبين الفراغ سيبحث عن اخرى والسلطة بالنسبة للانسان هي التحرر الكامل من عبودية الحضارة وبهذا يمكن تخطي كل شيء والوصول لأي شيء فمنذ القدم كانت السلطة حلما يراود الانسان وشرع لأجل تحقيقه كل الوسائل والغايات للوصول اليها لكن رغم سلبية نظرية الخيال والمال والسلطة لكنها في الواقع تتصدر مشهد البشرية الذي بات قاب قوسين او ادنى من تخطي السبعة مليارات لذا من الناحية الايجابية والتي تكاد تزيل اي عامل سلبي على هذه النظرية فلا يوجد بديل اخر لهذه المفاهيم الثلاث فالرأسمالية مقارنة بالاشتراكية تتميز بالقوة الاقتصادية بينما الاخيرة تتميز بالثراء الفكري هنا من يحدد الصدارة اهو الخيال ام المال او السلطة ام الثلاث معا .

3
الحرية بدون خبز ازمة اممية والخبز بلا حرية صراع فكري لا نهاية له فلا يمكن عزل احدهما عن الاخر فبدون مشاركتهما ستواجه الحضارة مصاعب وتحديات لذا يجب دمج الاثنين معا فمشاكل الشعوب والامم ستحل اذا ما وجدت ارضية مناسبة لتوحيد وتفعيل مشروع الحرية والخبز والعمل بهما لتشكيل تجربة اممية ناجحة وفعالة فالشرائع والقوانين التي تدير شؤون الفرد في اي بلد من بلدان العالم لا تختلف كثيرا عن بلد اخر في النهاية القيم والمبادىء هي المحور الاساسي لدساتيرها ونظمها الداخلية وبهذا تبرز كواجهة لسياساتها الخارجية لكنها تبقى معلقة بين النفي والقبول لكن ما ان يبدأ العمل بمشروع الحرية والخبز كوسيلة وغاية حينها سيتحقق مفهوم النهضة العالمية .

ايفان زيباري
شاعر وكاتب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here