صحيفة بريطانية: 8 أشهر من القتال انهكت الموصل ودمرت جميع بناياتها

ترجمة: حامد أحمد

ينقل مراسل صحيفة ديلي ميرور البريطانية كريس هوغس مشاهداته الاخيرة من ساحات القتال في منطقة الموصل القديمة وهو يرافق وحدات الفرقة الذهبية للعمليات الخاصة بقيادة اللواء فاضل برواري.

وأشار الى ان كل بناية في مدينة الموصل القديمة قد دمرت خلال المعارك الدامية التي استمرت لثمانية اشهر مع وصول القوات العراقية لمرحلة الخطوات النهائية لاجتثاث مسلحي داعش من الموصل.
ويقول المراسل هوغس ان اكثر من 1000 ارهابي، اغلبهم تعرضوا لجروح بليغة مايزالون يحتفظون بمنطقة لا تتجاوز مساحتها حجم ملعبي كرة قدم يقاتلون فيها حتى الموت، مشيرا الى انه رافق قوات العمليات الخاصة من الفرقة الذهبية بصحبة مصور الصحيفة الحربي روان غريفذس حيث واجهوا موجات من الهجمات الارتدادية المروعة.ويصف المراسل هوغس المعارك الدائرة على انها شديدة وصعبة جدا بحيث ان القوات العراقية تطلق مامعدله بحدود 10 الاف اطلاقة نار بالساعة الواحدة تجاه المنطقة المحددة التي مايزال مسلحو داعش متواجدين فيها. وان ساعات تفصلهم عن وضع نهاية لدولة الخلافة الشيطانية والارهاب الذي انتشر عبر العالم.وقال احد جنود الفرقة الذهبية لمراسل الصحيفة وهو يحمل مع بقية زملائه خزانات رصاص تحوي اكثر من 10 الاف اطلاقة لامداد الجنود المقاتلين الذين يردون على هجمات داعش: “نحن نفعل ذلك كل ساعة. ان مسلحي داعش يستمرون بمهاجمتنا ولهذا علينا الاستمرار باطلاق النار عليهم. انهم متوحشون”.
واضاف الجندي قائلا “لقد ارسلوا النساء الينا كانتحاريات. انهم حتى ليسوا بشراً”.
وفي مكان اخر قريب هناك جنود منهكون بسبب الحر الشديد يسكبون الماء على رؤوسهم غير مبالين بالجثث المرمية على مسافة قريبة منهم.
وينقل مراسل الديلي ميرور مشاهد من غارات طائرات التحالف، مشيرا الى ان قنابل طائرات التحالف تسقط على مواقع داعش في كل نصف ساعة في وقت تزحف فيه القوات العراقية الى الامام باستخدام بنادقهم الرشاشة للقضاء على القناصة المتواجدين في المكان.
ويقول المراسل هوغس انه خلال الايام السابقة كان مئات من المدنيين المرعوبين يغادرون المنطقة متحركين تجاه خطوط القوات العراقية ولكن يوم امس لم يشاهد اي مدني واحد ربما يكونوا قد علقوا في بيوتهم.
ويقول المراسل هوغس ان اللواء فاضل برواري اخبره بان رجاله واجهوا خلال ال 72 ساعة الماضية 17 امرأة انتحارية، واصفا اياهن بالارامل السود من زوجات مسلحي داعش الشيشانيين الذين قتلوا في المعارك.وأضاف اللواء برواري قائلا “اغلب هؤلاء النساء من روسيا او الشيشان. داعش ارسلهن لتفجير انفسهن وقتل جنودنا. هذا شيء فظيع نحن نواجهه”.
وقال برواري “لا نعرف بالضبط كم بقي من عدد مسلحي داعش في المنطقة، ربما 1000 الى 1.500.. انهم يقاتلون بشراسة وليس من السهل كم سيستمر ذلك.. ولكنهم محاصرون وجمعناهم في منطقة صغيرة جدا”.
ومضى اللواء بقوله “لقد استخدموا خنادق لمباغتة جنودي من ورائهم وعمدوا على فتح فجوات ومنافذ عبر جدران البيوت المتلاصقة للتسلل عبرها على امتداد الشوارع ثم يظهرون من جديد”.
وقال احد الجنود متحدثا لمراسل الصحيفة “لقد ارسلوا الينا انتحاريات مع اطفالهن يمشون امامهن لكي لا يتعرضوا لاطلاق النار. انه شيء فظيع ان يفعلوا ذلك، وهذا عمل على تأخير حسمنا للمعركة كثيرا”.
ويقول المراسل هوغس انه عندما سألت اللواء برواري متى يتوقع انتهاء المعركة اجاب: “لا نعرف بالضبط متى ولكن سيحدث ذلك قريبا”.
عن: ديلي ميرور البريطانية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here