السيدة المستشار الألمانية الدكتورة ميركل المحترمة,
نتوجه إليكم اليوم بكتابنا هذا ونحن راجين منكم دعم عملية السلام في سوريا.
نحن مجموعة من المستقلين السوريين, ننتمي إلى جميع فئات ومكونات وشرائح المجتمع السوري, ونعمل على إرساء السلام في وطننا سوريا.
إن الأحداث الأخيرة تثبت بأن كل المحاولات للوصول إلى حل للأزمة السورية قد باءت بالفشل, وأن مفاوضات السلام في جنيف وأستانا تقف أمام طريق مسدود، وأن الوضع في سوريا يزداد كل يوم مأساة وتعقيدا, حيث أن عدد الأشخاص الذين قُتلوا في الأزمة السورية قد تجاوز عتبة المليون، وعدد المصابين أضعاف ذلك, وجزء كبير من سوريا قد تم تدميره, وثلثي الشعب السوري أصبح في عداد اللاجئين أو النازحين.
لذا نرجوا منكم الدعوة إلى مؤتمر سلام من أجل سوريا في ألمانيا، وذلك بالتعاون مع الأمم المتحدة وكما قامت الحكومة الألمانية في عام 2001 عندما دعت إلى مؤتمر للسلام من أجل أفغانستان في بيترسبرغ بالقرب من مدينة بون.
سيُدعى إلى هذا المؤتمر فقط سوريون مستقلون، والذين لا ينتمون لا لقيادة المعارضة السورية ولا لرجالات نظام الأسد, حيث من المعلوم أن نسبة السوريين المستقلين يمثلون أكثر من 80٪ من الشعب السوري, وبالرغم من ذلك لا تتم مشاركتهم في البحث عن حل للأزمة السورية ولا يُؤخذ رأيهم بعين الإعتبار.
نحن على قناعة تامة بأن ألمانيا هي الدولة القادرة والمخوّلة الأكثر من بين دول العالم للقيام برعاية هكذا مبادرة، لأن لألمانيا سمعة جيدة بين كل فئات المجتمع السوري بسبب التزامها الحياد في الأزمة السورية وكذلك دورها الإنساني الكبير في احتضان عدد كبير من اللاجئين السوريين على أراضيها.
في البداية يمكن أن تتم الدعوة إلى لقاء تحضيري لمجموعة من الناشطين السوريين إلى جانب فريق أممي وآخر ألماني من أجل وضع جدول أعمال مؤتمر السلام, وتحديد كل القضايا التي يجب أن يتفق عليها السوريون في هذا المؤتمر, وكذلك تحديد عدد الأشخاص الذين سيشاركون في هذا المؤتمر. في هذا اللقاء التحضيري وفي مؤتمر السلام يجب أن لا تقل نسبة النساء عن 30٪.
في الخطوة التي تليها تتم الدعوة إلى مؤتمر السلام من أجل سوريا في ألمانيا, وبإدارة مشتركة ألمانية-أممية, حيث يتم كذلك دعوة مراقبين للمؤتمر, مثل الاتحاد الأوربي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي وكل الدول المؤثرة والمتورطة في الأزمة السورية.
قرارات هذا المؤتمر يجب أن تكون ناتجة من الاتفاقات التي توصل إليها السوريون وبعيدة عن أي تأثير خارجي كان. هذه القرارات سيتم رفعها لاحقا إلى مجلس الأمن من أجل إصدار قرار أممي داعم لها وبهذا تصبح جميع أطراف النزاع ملزمة بتنفيذها.
نحن نأمل أن يكون هذا المؤتمر عونا كبيرا للشعب السوري الذي قدم الكثير من التضحيات من أجل الحرية والديمقراطية, وأن يكون خطوة هامة في إرساء السلام الدائم في سوريا.
لا يسعنا هنا إلا نشكركم باسمنا وباسم الكثير من السوريين على مواقفكم الإنسانية النبيلة ولاستقبالكم بسخاء للاجئين السوريين في بلدكم, ونأمل منكم الدعم المتواصل من أجل تحقيق السلام والاستقرار في وطننا المنكوب سوريا.
تفضلوا بقبول فائق احترامنا وتقديرنا
جمال قارصلي وطلال جاسم
– نسخة إلى وزير الخارجية الألمانية السيد سيغمار غابرييل
ترجمة بتصرف للرسالة باللغة الألمانية المنشورة على صفحة “سوريون يدعون الأمم المتحدة وألمانيا لعقد مؤتمر وطني”
https://www.facebook.com/SyrianConference/