إعلان العبادي أنهى معركة استمرت 9 أشهر لتحرير الموصل

وصل رئيس الوزراء حيدر العبادي الموصل، يوم الأحد مرتدياً زيّه العسكري الأسود الشبيه بزي قوات مكافحة الإرهاب لإعلان النصر على تنظيم داعش في المدينة في وقت كانت العمليات مستمرة فيها من قبل قوات الجيش لطرد آخر مسلح مستميت من المدينة القديمة. في اليوم 266 من المعركة لاسترجاع الموصل شارك العبادي صورة لنفسه نشرها على موقعه الرسمي وهو يصافح يد ضابط عراقي بينما كان يسير على أرضية مدرج قاعدة جوية قريبة.

في وقت سابق كانت قوات مكافحة الإرهاب قد تم تصويرها وهي ترفع العلم العراقي فوق الضفة الغربية من نهر دجلة بعد ان زحفت القوات المتقدمة عبر المدينة القديمة حيث أسس مسلّحو داعش معقلهم الأخير هناك.
ويشكّل هذا اليوم نهاية لمعركة استمرت تسعة أشهر تقريبا، أي أطول من معركة تحرير ستالينغراد، ووضع حدّاً لثلاث سنوات من حكم تنظيم داعش الإرهابي.
وفي الوقت الذي مايزال فيه التنظيم يفرض سيطرته على منطقة الحويجة شمال بغداد ومناطق نائية من محافظة الانبار وصحراء قرب الحدود السورية، فإن فقدانه لمعقله في العراق يشكل صفعة لادّعاء التنظيم بدولة الخلافة.
واستمرت المعركة حول قطعة من الارض تقدر مساحتها بـ 50 في 200 ياردة في منطقة الميادين من المدينة القديمة حيث استمر عدد غير معروف من مسلحي داعش بالسيطرة على مدنيين كدروع بشرية.
ومن ناحية أخرى يعتقد ان مسلحين آخرين هربوا خلال الايام الاخيرة مع نزوح المدنيين. قسم منهم فجروا أحزمتهم الناسفة عند اقترابهم من نقاط الفحص الامني في حين حاول آخرون السباحة عبر نهر دجلة للهروب.
رغم ذلك شرعت البلاد بالاحتفال بما أعلن عنه العبادي انه “نهاية لدولة داعش المزيّفة”. وشهدت العاصمة بغداد مرور سيارت في شوارعها وهي مليئة بمحتفلين يلوّحون بريات العلم العراقي. وفي الموصل قام رجال الشرطة الاتحادية بتصوير أحدهم الآخر بأجهزة الموبايل لديهم وهم يرقصون ويغنون مع موسيقى الأغاني الوطنية بالاسلحة التي يحملونها.
وزير الدفاع البريطاني ميشيل فالون قال في هذه المناسبة إن “بريطانيا لعبت دوراً ريادياً ضمن التحالف الذي ساعد في تحقيق إزالة مجاميع الموت من الموصل. لقد قامت القوة الجوية الملكية بضرب أكثر من 750 هدفاً كجزء من حملة تحرير الموصل، وفي الوقت الذي أدت فيه هذه الضربات لوضع نهاية لداعش في المدينة، ما يزال هناك الكثير يتوجب فعله”.
وأضاف وزير الدفاع البريطاني قائلا إن “بقايا هذه المجموعة البربرية ماتزال تتواجد غرب حوض الفرات وستكون هناك حاجة لعمليات تمشيط داخل وحول الموصل بسبب التهديدات التي تشكلها العبوات الناسفة غير المنفلقة.
وفي معظم مناطق الموصل القديمة تبعث روائح جثث الموتى من بين أنقاض الأبنية المهدمة، في حين تحذر منظمات الإغاثة من أن سكان الموصل المتضررين نفسيا وبدنيا ستتطلب معالجتهم أشهرا إن لم تكن سنوات.
معركة استرجاع الموصل بدأت في شهر تشرين الاول الماضي مع هجمات قوات البيشمركة الكردية المنسقة من الشرق ووحدات الجيش العراقي تزحف من الجنوب.وكانت قوات العمليات الخاصة العراقية أول من دخل المدينة وكانت مسؤولة عن استرجاع وتحرير معظم مناطق شرق الموصل التي أعلن عن تحريرها الكامل في شهر كانون الثاني.
ومع استنزاف وحدات قوات العمليات الخاصة بالخسائر تولت قوات الشرطة الاتحادية ووحدات الجيش معظم معارك غرب الموصل.
وأثبتت غالبية هذه الوحدات ضعف تدريبها واعتمدت كثيرا على ضربات التحالف الجوية التي تسببت بخسائر بين المدنيين وإلحاق دمار كبير بأبنية المدينة.
ووصلت المعارك ذروتها الدموية في المدينة القديمة ذات الازقة الملتوية الضيقة المكتظة بالسكان في قلب الضفة الغربية من نهر دجلة.
وحتى الآن لم يكشف المسؤولون العراقيون عن أعداد خسائرهم العسكرية ولكن وزارة الدفاع الاميركية ووفقا لتقرير ميزانية تدريب وتسليح قوات مكافحة الارهاب العراقية الذي نشرته في شهر أيار فقد قدرت خسائر قوات العمليات الخاصة العراقية بحدود 40% من حجمها.
أما خسائر المدنيين فقد قدرت مؤسسة أير وورز Airwars لرصد المعرك أن مابين 900 الى 1.200 مدني قتلوا جراء قصف طائرات التحالف وكذلك بسبب القصف المدفعي للقوات العراقية. أما مسؤولو الدفاع المدني العراقيون فيتوقعون وجود ما يقارب من 4 آلاف جثة ماتزال مدفونة تحت الانقاض.
ونزح أكثر من مليون شخص بسبب المعارك، وقد كشف مسح أجرته الامم المتحدة لمعدل الدمار في المدينة ووجدت ان 15 حياً سكنياً في غرب الموصل قد دمر تدميرا كاملا.وتسعى الامم المتحدة الآن لجمع مئات الملايين من الدولارات لصندوق إصلاح قطاع الكهرباء الضروري في المدينة وكذلك إعادة إعمار شبكات المياه والصرف الصحي مع إعادة فتح المستشفيات والمدارس وأبنية دوائر البلدية في المدينة.
عن : أسوشيتدبرس
ترجمة/ المدى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here