التحرك الامريكي المتأخر لذر الرماد في العيون

التحرك الامريكي المتأخر لذر الرماد في العيون
ان الازمة الحالية بين دول الخليج الفارسي كانت متوقعة،انها معركة أخرى، ولن تكون الأخيرة ، وسقطت كل الاقنعة في مسلسل الصراع في هذه المنطقة الحساسة . رغم الحملات الإعلامية الشرسة التي سبقتها، وحتى مع الحديث عن ان الكويت تلعب دور الوساطة لاحتواء أزمة التي تعصف بمجلس التعاون الخليجي، ورغم مساع دولية أخرى لتهدئة الأوضاع إلا أن الدول الخليجية الثلاث ومصر مصرة في إجراءات القطيعة .
يعتبر قرارالمقاطعة صفحة سوداء في مسيرة التعاون الخليجي، حيث جاء قرار المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين بقطع علاقاتها الدبلوماسية والقنصلية وإغلاق حدودها ومجالها الجوي مع دولة قطر صادما لشعوب المنطقة التي كانت تتطلع بشغف كبير إلى مزيد من خطوات التضامن بين دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة التحديات في هذه المرحلة الخطيرة .
وسط التوتر المتصاعد في العلاقات بين هذه الدول ولاسيما بين السعودية وقطرالتي وضعت قواتها “في أعلى درجات التأهب” في مخاوف من تدخل عسكري محتمل عبر حدودها الجنوبية مع الرياض . خاصة بعد فشل الوساطة الكويتية بين قطر ودول التعاون السعودية وبحرين والامارات واضافة الى مصر . الأزمة الخليجية ولدت انقساما وتباينا في مواقف الدول العربية والأجنبية ايضاً، فبينما اصطفت بعضها إلى جانب قطر، ومن بينها تركيا والجزائر وأعربت عن تضامنها معها، دعت أخرى إلى تغليب لغة الحوار من أجل التوصل إلى حلول للخلافات، في حين سارعت دول أخرى كالمالديف وموريتانيا الى تضامنت مع الموقف السعودي واما المملكة الاردنية التي خفضت مستوى العلاقات الدبلوماسية “حيث كانت الدولة الاكثر تضراراً من من هذه الازمة ، تكبدت قطاعات تصديرها خسائر بملايين الدنانير منذ بدايتها و الصادرات البرية الأردنية توقفت بشكل كامل، منذ بدء سريان قرار المقاطعة أو بخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي معها.
كان هناك 3 سيناريوهات معدة امام الموقف القطري من قبل دول المقاطعة ، الأول أن تتراجع قطر عن موقفها وتظهر نوعا جديدا من السياسة حتى تثبت أنها دولة متناغمة مع المجتمع الدولي، والثاني بعدم الاستقواء بدول خارجية، والثالث أن يحدث زخم داخلي وتسخين من القيادات وعبث بدولة قطر وتهديد بمواطنيها.إلا انها رفضت القاء الشروط عليها بما يمس سيادتها واستقلالها.
وقد استدعت قطر 16 دبابة طراز “ليوبارد” من مخازنها في الدوحة. كما ان وزارة الدفاع القطرية سبق وان بعثت رسالة إلى الحكومات السعودية والإماراتية والبحرينية، في 5 يونيو/ حزيران ، وذكرت فيها بأنها ستطلق النار على أي سفن تدخل مياهها من هذه الدول الثلاثة . تاريخ الدول الخليجية مشبع بالانقلابات السياسية المدعومة في أغلبها من الدول الكبرى وحسب مصالحها وتديرها دول في المنطقة وعلى رأسها السعودية والإمارات، ويبدو أن الأيام القادمة ستعيد تكرار هذا المشهد من جديد، فعلى خلفية التوترات الدبلوماسية المشتعلة بين قطر والدول الخليجية وعلى رأسها السعودية والإمارات والبحرين، وبعد فشل الوساطة الكويتية في حل النزاعات بين الطرفين، تأتي التكهنات بحدوث انقلاب اخر بعد سلسلة الانقلابات الماضية .
ويبدو أن أمريكا قد خططت لتغيير بعض حكام الدول الخليجية واحداث انقلابات على خلفية زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى المنطقة بالذات المملكة العربية السعودية قبل اسابيع ، وذلك بعد أن أصبحت الخطوات والتحركات السياسية لبعض هذه الدول غير مُرضية للنظام الأمريكي الجديد والذي يحاول فرض هيمنته على هذه الدول وربطها بعقود مالية تستنزف قدراتها مستقبلاً .وما زيارة وزير الخارجية الامريكي ركس تليرسون للكويت وقطر لتخفيف شدة الصراع كما يدعي ليسى إلا لذر الرماد في العيون وتعتيم الرؤى وهو المستفيد الأول لأن البعض في هذه المرحلة يطلب ودها، وهذا معناه صفقات أسلحة أكبر، ومشاريع أكثر وتمويل خليجي أكبر
عبد الخالق الفلاح – كاتب واعلامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here