اهمال مشورة يوسف الكنعاني انقذتها فتوى السيستاني

نور الدين الخليوي

سنوات القحط المريرة التي تمر على بلدنا قدمنا فيها اغلى ما نملك، في طريقها نحو الانتهاء ارواح ازهقت ودماء اريقت و أرض اغتصبت و حرمة انتهكت، وهناك صوت اعتدنا على سماعة كل يوم في تلك السنين العجاف الا وهو الأنين، والحزن البادي على وجوه يتامى وأرامل وأمهات.

ها نحن اليوم نحتفل بانتهاء الجزء الاكبر من سنوات القحط، تلك التي لم ندخر لها شيء من سنوات الوفرة مسبقا، ولعل ذلك بسبب الملك، الذي لم يأته حلم السبع بقرات السمان و العجاف ولا السبع سنبلات الخضر و اليابسات، لأنه من الارجح كان يثقل بالأكل قبل النوم، او انه قد حلم بذلك ولم يجد احد من كهنة معبده ولا المفسرين فيه قادرا على مساعدته في تفسير حلمه، او ان بيناروس ذلك الخادم في رواق الملك اخبرهم بوجود يوسف النبي و اعطاهم مبادرة الحل قبل ان تصل سنوات القحط.

مبادرة يوسف لم تلقى اذن صاغية، لان ملك هذا العصر قد اخذته العزة بالإثم لم يعد يصغي لاحد، فلقد كان ملك عصرنا متغطرسا اكثر من فرعون الماضي، بدلالة رفضه كل ما قيل وقدم له من تحذيرات ومخاوف من دخولنا في زمن قحط لا يعرف مدته الا الله، فكانت نتيجة تكبر أله البعض هي دخولنا سنوات القحط من غير زاد ولا مؤنة، وسبب ذلك هو فرعون الحاضر الذي كان جل انشغاله في سني الخير و التبذير، هو جمع العطايا والاموال من بيت مال الدولة لدعم المعبد وكسب عامة الشعب لدين معبده.

لم يبقى الفرعون على سدة الحكم بعد ما تسبب بدمار بلده ولم يعرف ان هنالك هجوم غاشم على بلده، فلم يكن تسليح جيشه و قواه الامنية على اتم حال، فان اغلب الرماح و الاقواس و السيوف كان قد جلبها من بعض الممالك، وكانت هذه الاسلحة معضها فاسدة، ولا تصلح للقتال فضلا عن أشغاله لمقاعد الجيش والقادة ممن جاءوا بتزكية المعبد، فعلى هذا الاثر ترك الحكم لكن لم ينتهي زمن الفرعون، بقت تراكمات ذلك الزمن الذي لم يكن فرعونه منتبها لشؤون دولة، ومراقبة وزرائه فنخر دولته الفساد حين كان منشغلا بترتيب معبده والاستعداد لخلافة اخرى.

فبعد ذلك العهد سلم الفرعون الحكم لخلفه الذي كان عضوا صغير في المعبد، فطلب الحاكم الجديد اسناد من دول كبرى لكي يطرد كل معتد على بلده، فكان الدعم حاضرا له ولم يتخلف احد عن دعمه، وكذلك ترك حاكمنا دين المعبد واعتنق دينا غيره دين همه الاول بلده، واصبح الشعب حوله وقادة الدين الجديد معه ويأخذ المشورة منهم، لكن لم يكن قوي بذلك القدر الذي يستطيع ان يقضي على المعبد، وعلى كهنة الفساد الذين يعيشون الترف واصبحت اوزانهم كأوزان الحيتان وتغلغلوا في مفاصل دولته، لكن يحسب له تقوية جيشه و امتثاله لمؤمن زمنه في كل يوم جمعة.

النتيجة عندما تخلصنا من الفرعون لم نتخلص من كل شيء، فالفرعون اسس دولة عظمى داخل الدولة، فرحنا اليوم كشعب كبير بتحقيق النصر لكن يجب ان لا ننسى كل من تسبب بذلك وادخل الغزاة على بلدنا، كي لا يسلموا من العقاب العادل الذي يستحقونه

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here