فرحة النصر لن تكتمل إلا بمحاكمة مسيلمة الكذّاب!

ساهر عريبي
[email protected]

أثلجت الإنتصارات العظيمة التي حققتها القوات المسلحة العراقية بكافة صنوفها في معركتها ضد تنظيم داعش الإرهابي, أثلجت صدور جميع العراقيين الذين أحزنهم سقوط ثلث العراق, واستشهاد الآلاف من المواطنين على يد أوباش العصر وفي مقدمتهم شهداء مجزرة سبايكر.

خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات ودمار لحق بالعديد من المدن العراقية ماكان له أن يقع لو كانت الحكومة السابقة برئاسة نوري المالكي الذي كان يتولى منصبي وزير الدفاع والداخلية أيضا, لو كانت استغلت موارد البلاد البشرية والإقتصادية طوال سنوات حكمها والسنوات الأربع التي سبقتها, لو أنها استغلت جزءا من الألف مليار دولار لبناء جيش عراقي قوي أو حتى حشد شعبي.

لكن كل ما نتج عنها جيش فضائي انهزم خلال ثلاثة أيام امام بضعة مئات من الدواعش تاركا امامهم أربع محافظات عراقية لقمة سائغة, ليعيثوا فسادا وإجراما قل نظيرهما عبر التاريخ. لم يكن نوري المالكي بمستوى المسؤولية والموقع الذي شغله, فما كان يهمه تعزيز قبضته وقبضة عائلته الممثلة بابنه وصهريه واولاد خالته وأولاد عمه بل وحتى سائقه ايام المعارضة, على مفاصل السلطة.

ولم يكن المالكي مهتما ببناء جيش حقيقي يقف على رأسه المخلصون بل وضع على رأسه قيادات بعثية قمعت الإنتفاضة الشعبانية وفي مقدمتها الهاربون الجبناء من ساحة المعركة كنبر وغيدان والفتلاوي والغراوي ومن لف لفهم. وترك المالكي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة آلاف الشباب في قاعدة سبايكر ليلاقوا ذلك المصير المهول ولم يحرك ساكنا, ووصل داعش الى أطراف بغداد وكان القائد العام ترتعد فرائصه لولا ان تدخلت تلك اليد المباركة وخطت باناملها تلك الفتوى الخالدة التي لبّى ندائها عشرات الآلاف من العراقيين والتي تشكل إثرها الحشد الشعبي.

لكن مسيلمة الكذّاب مانفك هو والمستفيدين منه و طوال السنوات الثلاث الماضية من الإدعاء كذبا وزورا بانه اسس الحشد الشعبي مع ان أحدا لم يسمع بإسم الحشد من قبل. واما الفصائل المسلحة التي كان لها وجود من قبل وانخرطت في العمل السياسي فليس للمالكي ناقة ولا جمل في تأسيسها, ففيلق بدر تأسس في ايران وكان المالكي من أشد معارضيه وقد سحب أعضاء حزب الدعوة من معسكر الشهيد الصدر في ايران وأرسلهم لدراسة العلوم الحوزوية في قم تحت اشراف حسين الشامي وذلك إثر تشكيل نواة فيلق بدر .

واما سرايا السلام فهي إمتداد لجيش المهدي الذي أسسه السيد مقتدى الصدر وضربه المالكي تحت شعار محاربة الميليشيات الخارجة على القانون بزعمه, لكنه والحق يقال أسس عصائب اهل الحق من أجل ضرب التيار الصدري وفي خطوة تثبت نفاقه وإزدواجيته عندما يضرب ميليشيا ويؤسس أخرى. لكن فتوى المرجع السيستاني أضفت شرعية على كل سلاح خارج الدولة وجه بندقيته نحو قوى الإرهاب.

ثم جاءت كلمة الفصل من قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني الذي أكد بأن فتوى السيد السيستاني التي وصفها بالعظيمة هي التي أسست الحشد الشعبي. واليوم وبعد ان نجحت تلك الفتوى التاريخية في القضاء على دولة الخرافة ولكن بثمن باهض ألا وهو دماء آلاف الشهداء ودمار لحق بالعراق واستنزاف للموازنة, فإن فرحة النصر لن تكتمل إلا بمحاكمة مسيلمة العصر الكذاب نوري المالكي , الذي لم يكتف بتسليم العراق لداعش بل حاول أن يجير التحرير لصالحه, مستخفا بعقول العراقيين حتى ألقمه سليماني حجرا, أعقبه السيد مقتدى الصدر بدعوة لمحاكمته لينال جزائه على مارتكبه من جرائم يندى لها جبين الإنسانية!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here