المرجع اليعقوبي يحذر من المؤامرات والصفقات التي تهدف الى سرقة انتصارات

المرجع اليعقوبي: يحذر من المؤامرات والصفقات التي تهدف الى سرقة انتصارات الشعب العراقي ويدعو الى قطع الطريق على الانتهازيين

صبري الناصري

حذر المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي من وجود المؤامرات والمداهنات والصفقات السياسية التي تحاك لخطف ثمار انتصارات الشعب العراقي لترتيب اوراق مرحلة ما بعد داعش على حساب دماء الشهداء وجهود المقاتلين وتضحيات المضحين”.

ودعا المرجع اليعقوبي “في كلمة القاها أمام احد فصائل الحشد الشعبي وعدد من فضلاء الحوزة العلمية بمكتبه في النجف الاشرف الى ضرورة الالتفات والحضور الفعال في الميدان بوعي وبصيرة لقطع الطريق على الانتهازيين والمداهنين والمجاملين- بصفقة هنا او اتفاق هناك – وعدم السماح لهم بإعادة العجلة الى الوراء.. والتسلق على هذا المنجز الكبير والنصر العظيم الذي ما كان ليحصل لولا دماء الشهداء وتضحيات المقاتلين بمختلف صنوفهم ومواقفهم ومعاناة عوائلهم”

وندد المرجع اليعقوبي “بما يروَّج هذه الايام من وجود بعض المؤتمرات المزمع عقدها ويشارك فيها من تسبب في هذه الفتن والخراب والقتل وكان عنصراً اساسيا في خلقها وتأجيج نارها ويتسابق مع غيره من الانتهازيين لحضور امثال هذه المؤتمرات استعدادا لحضور مؤتمر المانحين الذي سيعقد في الكويت[1] قريبا لإعمار المدن المحررة”

وقال المرجع اليعقوبي” ليس من الانصاف ان يقطف ثمرة هذا النصر من لم يكن لهم المشاركة في هذه المواجهة، فالمسألة لا تخضع للمجاملات والمداهنات .. ولا بد ان نكون اوفياء لهؤلاء الشهداء ولتضحياتهم فالشهداء هم احق من تزف له بشرى النصر ولعوائلهم ولكل من شارك في هذا القتال وقدم التضحيات”

ولفت المرجع اليعقوبي” الى عدم نهاية المعركة مع قوى الضلال والظلام لأنها مستمرة منذ بداية الخليقة وانما طويت صفحة من صفحاتها ونسخة من نسخها مشيراً الى النسخ التي سبقتها – كتنظيم القاعدة – والتي ستأتي بعدها لان الاسباب التي ولّدت داعش وامثالها لازالت موجودة والاجندات التي صنعتها لازالت تعمل، ومؤكداً على ضرورة اليقظة والحذر وايجاد حلول ناجعة والمعالجات السريعة مذكراً بأبرزها والواردة في البيانات[2] التي اصدرها ( دام ظله ) منذ اول يوم لسقوط الموصل والتي اشتملت على رؤية ومعالجة شاملة تقضي بالعمل على عدة جوانب”

وتابع”احدها المعالجة العسكرية التي تتضمن تشكيل جيش عقائدي رديف لمواجهة قوى الارهاب -التي خدعت اتباعها بالعقائد المنحرفة وضللتهم- فجاء التأسيس لمجاميع المتطوعين والحشد الشعبي بعد ان حصلت انتكاسة الجيش العراقي بسبب خلو الساحة من العقيدة لان الجيش لم يهزم في معركة الموصل عند دخول التنظيمات الارهابية الا انه كان ضحية مؤامرات معروفة وضحية قرارات ومواقف الفاسدين الذين كانوا في موقع المسؤولية آنذاك، مشيرا الى ما حققه الجيش الباسل من انجازات والذي جعل العالم يقف مبهورا ومتعجباً امام مواقفه وبسالته وصولاته طيلة المعركة مع قوى الشر والارهاب اذ لا احد يستطيع ان يخوض ما خاضه الجيش العراقي من الشرطة الاتحادية والحشد وكل القطاعات المقاتلة ويخط قتال متميز في الجانبين العسكري والانساني

كما تطرق سماحته في كلمته الى الجوانب الاخرى للمعالجة التي ذكرها سابقا وهي الجانب التربوي والاخلاقي والسياسي

واضاف المرجع اليعقوبي “ان احد أسرار انتصاراتنا يعود الى مقدار ارتباطنا بالله تبارك وتعالى، كما قال جلّ وعلا (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى) (سبأ/46) اما معايير الربح والخسارة فهي موجودة تبعا للمعطيات الميدانية وقد ربط الله تعالى في القرآن الكريم المواقف بالعقيدة فيكون تقييمها بمقدار ما تربطنا بالله تعالى وتقربنا من طاعته جل وعلا وهذا ما يميزنا عن غيرنا الذين يخوضون الحروب والصراعات في مختلف بقاع العالم”

واشار المرجع اليعقوبي” الى بقية المعالجات وهي المعالجة السياسية اذ لابد من حل مشاكلنا بالحوار والتفاهم وان يأخذ كل ذي حق حقه وان لا يتمدد على حساب الاخر او يظلمه فالقتال والعنف والارهاب لا يفضي الى نتيجة عقلائية وهو امر ترفضه جميع النواميس العقلانية في العالم .

اما المعالجة الفكرية فهي تفضي بمواجهة هذا المد الارهابي فكريا والوقوف على الاسباب الحقيقية لنشؤه وجذوره العقدية وان لا نكتفي بمعالجة الظواهر والاعراف دون معالجة المسببات الواقعية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here