العبادي و التحالف الوطني …. الخطاب الطائفي !!!

ناصر سعيد البهادلي

في مفارقة ملفتة هدد السيد حيدر العبادي من يتبنى الخطاب الطائفي !! ، وهذا يتعارض تماما مع وجود الاحزاب الاسلامية بشقيها الشيعي والسني في المشهد السياسي ، حيث اثبتت هذه الاحزاب بما لايدع مجالا للشك فسادها وفشلها في ادراة الدولة والوطن ، وما مضى من فترة سابقة تسيد فيها الاسلاميون المشهد السياسي لم يتركوا فيها من اثر يشفع لهم في انتخابهم كممثلين للشعب ، وليس لهم من وسيلة ناجعة في اعادة انتخابهم الا الطائفية والشحن الطائفي ، والخطاب الطائفي سيصبح ضرورة وجودية لهذه الاحزاب سواء الكتل المكونة للتحالف الوطني الشيعي او الكتل المكونة الى اتحاد القوى السني ….
ومن هنا نفهم استماتة التحالف الوطني بعدم التفريط في الاخوان المسلمين الذي يمثلهم الحزب الاسلامي في المكون السني او الشخوص الطائفية في الكتل السنية ، فوجودهم مترابط بل ولايستبعد اتفاقهم على عدم اقصاء اواجهاض الطائفية التي لا حياة لهم بدونها ، فهم جميعا ليس لهم من نقطة بيضاء يحمدهم الشعب عليها ، ففسادهم وسرقتهم للمال العام وارتباطهم باجندة اجنبية اوضح من ان يوضح ، فما من جهة سياسية اتت الا وكانت على مستوى من الفقر والعوز المادي لا تحسد عليه ولكن اليوم اصبحت املاكهم واموالهم تؤهلهم لان يكونوا من اصحاب المليارات هم وعوائلهم ومحسوبيهم …….
ولذا نجد ان التحالف الوطني يحاول جاهدا مساعدة الطائفيين من اتحاد القوى لعقد مؤتمرات طائفية واعطاء التمثيل الشرعي لاهل السنة حصريا بهؤلاء الطائفيين ، واما مؤتمرات وطنية او شخصيات وطنية ولا سيما اولئك ابناء ميدان مقارعة الارهاب فهي الخطر على مصالح التحالف الوطني الشيعي واتحاد القوى السني ، بل لن تسمح ادبيات الشرق الاوسط الجديد والسفارة الامريكية – ذات الاكثر من اربعة الاف موظف !! – بدخول شخصيات وطنية كلاعبين رئيسيين في المشهد السياسي العراقي ……
نعم هنالك فرصة اليوم بعدما اصبح العبادي مقبولا في الاوساط الشعبية العامة في العراق ، لكن عليه اعتماد خطوات اهمها :
1- استقالة من حزب الدعوة ( اربعة عشر عاما كافية لاثبات فشل الحزب بادارة الدولة واثراء ابنائه على حساب المال العام )
2- التواصل مع المرجعية الدينية لانتاج مشروع وطني يحظى بمباركتها ودعمها (هي الوحيدة القادرة على اجهاض مشاريع الطائفيين واجندة مشروع الشرق الاوسط الجديد)
3- تشكيل كتلة وطنية يتم اختيار الوطنيين فيها وبغض النظر عن خلفياتهم المذهبية والدينية والقومية وتتمتع شخصياتهم بالنزاهة والكفاءة ، وهنالك الكثير الكثيرمنهم .
4- اذا ما فازت الوطنية بالانتخابات فعليها رفض المحاصصة الوطنية واعتماد الاغلبية السياسية في تشكيل الحكومة التنفيذية وتقديم شخصيات كفوءة ونزيهة في ادارة الدولة ، زان لم تفز فعليها عدم المشاركة بحكومة المحاصصة وانتهاج المعارضة .
5- فتح كل الملفات ومنذ سقوط الطاغية ومحاسبة الفاسدين من الحيتان الى الاقل واعتماد من اين لك هذا ومن خلال لجان مختارة شخصياتها بعناية .

نعم ربما هذه الخطوات بمثابة اضغاث احلام لكن تتحقق ان كان لها رجال بحجمها ، فهل ياترى العبادي يسعى الى ذلك ام نرجح احتمال التوظيف والاستثمار لدماء ابناء شعبنا في مقارعة الارهاب لتبقى لعبة الطائفية والمكونات هي القائمة وما يتبعها من فساد وفشل ؟؟!!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here