الفتى العراقي المغترب السيد محمد أحمد وتوت ينال الشهادة غرقا ً

تكسرَت غصات الألم في صدورنا فورتلقينا خبر فقدان فتى عراقي جميل عرفته من خلال وجوده في مدرسة أطفالي الذين فجعوا هم أيضا ً حين تلقوا الخبر عبر صفحات التواصل الاجتماعي ، التي عجت بكلمات النعي التي صاغتها أنامل شقيقته التي تدرس بذات المدرسة فضلا ً عن أصدقاء الفقيد أنه أحد شباب الجالية الصغار الذي لم يتجاوز عمره الخامسة عشر ربيعا ً والذي عُرف عنه ولعه بالرياضة وبعض الانشطة الاخرى ، ومنها السباحة التي أتاحت له أجواء الصيف ممارستها في إحدى بحيرات ديترويت ، حيث القدر كان يرسم فصوله على نحو مأساوي ، فلم يتوقع أحد أن أمواج البحيرة التي كان يسبح فيها ستلتهمه بهذه السرعة ، ماضيا ً الى رحاب ربه شهيدا ً سعيدا ً بإذن الله تعالى ، أنه الفتى العراقي الشهيد السيد محمد أحمد وتوت ابن الجالية العراقية التي ودعته بحرقة عبر موكب تشييع ، ومجلس تأبين إحتضنه مركز كربلاء الاسلامي في مدينة ديربورن ، وقد أستهل التأبين بكلمة لفضيلة الشيخ هشام الحسيني الذي تحدث عن الموت بوصفه المحطة الحقيقية التي لابد لكل إنسان المرور بها وتختلف اسبابه من إنسان لإنسان ولكن يبقى الموت الذي يتحقق عبر نيل الشهادة هو القيمة العليا للانسان وتحدث الشيخ عن أمور الحياة والموت وما يتصل بهما من قضايا تمس حياة الانسان مؤكدا ً على أهمية ان يتبنى الانسان القيم النبيلة خلال حياته ويعمل من خلالها وعلى أساسها كي يضمن له عاقبة سليمة بعد الموت وفي إطار الحديث عن سيرة الشهيد الشاب السيد محمد وتوت ألقى الشيخ هشام الحسيني قصيدة رثاء بحق الشهيد وتوت ، كما تحدث الشيخ فاضل الربيعي مستعرضا ً بعض المفاهيم المتعلقة بمسألة الحياة والموت داعيا ً الى التسليم بقضاء الله تعالى وقدره ، كما تحدث المرشح لعضوية مجلس بلدية ديربورن هايتس علي منى بالمناسبة مقدما ً تعازيه لعائلة الشهيد وللجالية ومعبرا ً عن حزنه لهذا المصاب الجلل متضرعا ً الى الله تعالى أن تكون هذه آخر الاحزان وأن يتغمد الشهيد السيد محمد وتوت بواسع رحمته داعيا ً الى الاهتمام بالشباب الناشئ بشكل جيد ليتمكنوا من أخذ دورهم الفعال في المجتمع كما دعا أبناء الجالية للمشاركة في الانتخابات المزمع إجراؤها الشهر المقبل ، وفي ذات السياق قدم المرشح لمنصب رئيس بلدية مدينة ديربورن جيم بارلي تعازيه الحارة للجالية العراقية ولأسرة الشهيد معبرا ً عن مواساته الخالصة عبر كلمة تخللتها دموع حزنا ً على الشهيد السيد محمد وتوت الذي كان تلميذا نشطا ً في ثانوية ديربورن هايتس مؤكدا ً على أهمية الاهتمام بالشباب الناشئ وتأمين سبل الأمان لهم في مختلف الاروقة العامة التي يرتادونها ، وبعد الانتهاء من كلمته تناول المعزون طعام العشاء بعد صلاتي المغرب والعشاء ترحما ً على روح الفقيد الشهيد السيد محمد وتوت الذي ودعته الجالية العراقية وسط أجواء حزينة وعزاؤنا الوحيد أنه إنضم لقافلة الشهداء أسكنه الله تعالى في فسيح جناته وألهم محبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا اليه راجعون .

قاسم ماضي – ديترويت

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here