لِقاءٌ ففِراق!

محمد حسب العكيلي
(الحُبُّ يولَدُ كما الحَياة)

سَمْراءُ فارعةٌ، حسناءُ مُبتَسمة، شعرٌ كما الليل، وَجه كما القَمرُ، تَرتَدي الثقة وفي داخلها حطام اليأس واضحُ.
تَجلسُ على مسافةٍ مني، وأُخالسها النَظرات، تَحتسي كأساً من البيرا المثلجة وكأنها تحتسي شيئاً من الأمل.
لم يَطولُ وقت انتظاري ونفذ صبر الذي ترقص عليه بمشيتها الرَشيقة، وجِسمها الإنثوي الى درجةِ الإثارة!

تَوَجَهتُ حَيثُ هي، فَتاةٌ مغربية الملامح عَربيةُ الدمْ جَميلةُ المَبسم، كلامها خليطٌ عَربي فَرنسي مع نطُقها مُفرداتٍ وجُمل انكليزية. حَييتُها : ( مرحباً) فَفوجِئتْ مُرتَبكة حتى اتمَمتُ تحيتي فَجلستُ معها على طاولةٍ مُستديرةٍ ينتَصِبُ عليها كأساً.
بدأ الحَديثُ اذنْ وبدأتْ الحياةُ تَرشقُنا بإستفهاماتُها الغَريبة، مَن وكَيف ولِماذا، انتَهت بَعضها بالإجابة وأُخرى بالسِكوت.
سَمِعتُ عن الجَمال المغربي خاصة التونسي منه لكنَني وجدتُها اجمل ولُربما أجمل العربيات جمالاً واخلاقاً رَغم ثيابُها القليلة التي سُرعان ما يَظنُ العَربي انها خاليةٌ منها، كانت الاخلاق أجمل صفات جَمالها.
كَسرنا وَقتاً ليسَ بالقليل لكنهُ اقل مما احتاجُ، حَيث كانت هي منتَظرة طائرتها المتوجهة الى تونس وانا انتظر طائرة بانكوك، عندي ساعةً وَنُصف ولَها اربَعةُ ساعات انتظار. فدعوتها للتَفرج على اسواق مطار اتاتورك فإستسلمتْ لدعوتي وصرنا نجولُ المطار جيئةً وذهابُ واغلب المسافرون ينظرون لجمالها الفذ ويحسدون حظي منه، امسينا اصدقاء العمر، عمر الرِحلة المُنتهية بعد دقائق الترانزيت.
أحسَستُ بغيرتي تجاهها وقلقتُ عليها بعد ان اتركُها بين نَظرات المُتربصين لتلك البرائة التي لم اكُن اتوقَعُها. ثم جَلَسنا في احدى مطاعم المطار وشَربنا ما راق لنا فلاحظتُ برائتُها الطفولية الغَير مُتوقعة وشَرعتُ انظرُ مَحاسنتها المُفتنة وخصرها الغير مُغطى حتى عَرضتُ عَليها ان تَرتدي جاكيت لكنها لم تحمل معها سوى حقيبة يدٍ سوداء راقية وكيس ابيض وَضعتْ فيه احتياجاتها. جِسمُها مُربك ومُفتن خاصة وانها تَرتدي بنطلون جينس ازرق ضيق وتي شيرت يُغَطي صدرها وما تحتهُ بقليل وخصرها ظاهرٌ للعيان كما الجمال المُشاهد.
الوقتُ ليس كما السيف، بل انهُ السيف نفسهُ فبدأ يضرب بدقائقهُ الاخيرة لَحظات الفراق الابدي رُبما! لكنهُ لن يكون كَذلك. لم يبقى سوى عشرين دقيقةٍ لاقلاع طائرتي فَتَوجَهتُ بِصحبَتُها الى صالة المغادرة مُفرِقةُ الاصحاب والاحباب وَلا ادري ايٌّ منهما كنا؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here