اطالب باحالة ملف الموصل الى التحقيق الدولي

مازن الشيخ

اخيرا’وبعد حرب شوارع طاحنة’ربما لم يسبق لها مثيل’تحررت الموصل’من سيطرة وحكم الوحوش البشرية والتي تسمى داعش
,لكن الثمن كان باهضا’
حيث ارواح بريئة زهقت’
’وبنى تحتية’هدمت’
واموالا طائلة بذلت
’من اجل طرد اؤلئك الوحوش البشرية’وتخليص’ماتبقى من مواطني الموصل من حكمهم الكابوسي,
لكن التحرير هو نتيجة’فمن كان السبب؟
وكيف تمكنت عصابات قليلة العدد والعدة من الاستيلاء على ثاني اكبر مدينة في العراق’اضافة الى اكتساحها ثلث مساحة اراضيه واسقاطها تحت نفوذها؟
بل وكيف تمكنت من قطعات كثيرة العدد جيدة التسليح من وحدات الجيش العراقي النظامي الرسمي؟
كل هذه الاسئلة كانت’ولازالت مطروحة
ورغم انه قد جرى تحقيق(صوري)في تداعيات اسقاط الموصل’وباقي المحافظات’’ومن قبل لجنة متخصصة شكلها البرلمان العراقي,(وكما تتطلبه المسرحية)وخرجت بنتائج ووجهت اتهامات
الا اننا لم نجد اي ردة فعل او اجراء محاسبة لمن اتهموا’سواءا بالخيانة المتعمدة او حتى التقصير!
فهل يجب علينا ان نحتفل بالنصر’وكأن الدواعش قدموا من كواكب اخرى’أو نبعوا من الارض’
بينما في الحقيقة ان لااحد يجهل’أو ينكر
’بأن هناك ايدي معينة فتحت لهم الباب’وافسحت المجال’لكي يسيطروا ويحكموا’ويقتلوا’ويدمروا’ويتسببوا اخيرا بتلك الخسائر الجسيمة التي مني بها الوطن؟
يقينا ان هناك ايدي معينة تعمدت التسبب بماحدث’
وان تلك المدينة الامنة’سلمت للدواعش’وبتواطئ مكشوف
كل المؤشرات تؤكد ان الموصل’وباقي المحافظات قدمت للدواعش على طبق من ذهب
لايجاد’مبررلسحق وتدمير تلك المدن’واذلال سكانها,’واضعافهم’في طريق اخضاعهم لارادة اجندة خارجية
انا لااجرم احد’لأني لااملك دليلا ماديا
لكن من حقي ان اوجه اتهاما
واطالب باجراء تحقيق دولي جاد في حقيقة ماحصل
فالاعتمادعلى الاجهزة القضائية العراقية’لن يأتي بنتيجة’حيث ان المتهمين هم اصحاب القرار والسلطة العليا’ومن المستحيل ان تتمكن اية جهة من مقاضاتهم
لذلك فليس من المعقول ان تتخذ من الخصم حكما
من المفارقات التي لم يسبق ان سجل التاريخ لها مثيلا
ان قادة عسكريون وبرتب عالية ومسؤوليات كبيرة هامة
يفرون من ساحة المعركة’ويتركون كل اسلحتهم’بل وحتى ملابسهم العسكرية’كما فعل قادة الجيش الذين كانوا(يحرسون الموصل)العالم كله راى وامام كاميرات الاعلام الدولي’أؤلئك (القادة) وهم يهربون بجبن وتخاذل يثير الاشمئزاز’ويسئ الى كل قيم الجندية’امام حفنة من عصابات الدواعش’ويتركوم ملايين البشر’الذين كانوا تحت مسؤوليتهم’ضحايا سهلة لتلك الوحوش البشرية
ثم ليس فقط لم يعاقبوا ويعدموا كما تنص عليه كل قوانين الجيوش في العالم
بل كوفئوا
حتى ان احدهم وهو عبودكنبر’قيل انه ’وبعد ايام قليلة من هزيمته وهربه من الموصل’احتفل بزواج ابنه في نادي الصيد وقطع الطرق المؤدية الى النادي الواقع في وسط مدينة المنصور الراقية
فهل هذا الامر طبيعي؟
الا يمكن ان يثير الف علامة استفهام حول حقيقة ماحدث؟الا يمكن الجزم بان أن مافعله كنبر وزملائه في الموصل’كان تنفيذا لاوامررئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة انذاك’والذي كان يشغل مناصب:-وزير الدفاع ووزير الداخلية ووزير الامن القومي ورئيس جهاز المخابرات’الخ’’الخ’’الخ؟
اكرر بأني لااملك دليلا’على خيانة وتواطئ اي فرد
لكني اطالب بتحقيق
حيث ان داعش لم تكن لتكون لولا تصرفات واستفزازات رئيس افشل حكومة في تاريخ البشرية
ذلك الذي تعامل مع المحتجين بترفع وعنجهية
والذي بدلا من ان يفاوضهم اتهمهم بالخيانة وزعم انهم مجرد فقاعة
تلك الفقاعة انفجرت الى مايشبه القنبلة الذرية
مما اكد مدى خوث وتخلف وقصر نظر(مختار العصر)والذي تسبب في ماساة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية
الكلام كثير وطويل
لكن مااود الاشارة اليه
ان الذين تضرروا مما حدث في الموصل ينتظرون انصافهم
واعادة حقوقهم
وتعويضهم
واول قضية هي تحديد من تسبب بماحدث لهم وتقديمه الى المحاكمة
ذلك الامر وحده يمكن ان يطفئ النار
عدى ذلك فالارض سوف تحترق على من فوقها
فليس هناك قوة في العالم تستطيع ان تثني مظلوما بريئا’لم يرتكب ذنبا’ولاناقة له ولاجمل’بما حصل’
خصوصا عندما يفقد كل مايملك من مال وعيال’ويجد نفسه ينقل من سكن محترم ومنزلة اجتماعية الى مجرد مشرد في خيمة تفتقر الى ابسط مقومات الحياة الادمية’ثم يهمل ويترك لمصيره المجهول’وكأنه مجرد رقم في مجموعة!
انذاك لن يكوم امامه الا خيار شمشون
فاحذروا يااولي الالباب’ويامن بيدكم القرار’فلن يعيد الاستقرار الا العدل’وانصاف المظلوم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here