لماذا (مؤتمرات للسنة) لمرحلة (ما بعد داعش) وليس (مؤتمرات للشيعة) لمرحلة (ما بعد الحشد)؟

مؤتمرات في اربيل وبغداد عقدت اخيرا.. بعد (ما سمي هزيمة داعش بالموصل).. فلماذا تعقد ما يسمى (مؤتمرات للسنة العرب لمرحلة ما بعد داعش).. ليقدمون (مطالبهم).. فلماذا لم يسمح لمؤتمرات للشيعة العرب لمرحلة ما بعد (الحشد)..

فهل المكون الشيعي بمنطقة العراق بلا مطالب؟؟ ولا مخاوف لديهم .. وخاصة ان مخاوف الشيعة بمنطقة العراق (مركبة).. وهنا يكمن تعقيدها.. فهم يخافون من (مرحلة الحشد بالجنوب بعد الموصل.. لا تقل من خوفهم من داعش).. وكذلك (مخاوف الشيعة من من ظهور ما يطلق عليه اليوم.. داعش 2.. فمن سوف يحمي الجنوب الشيعي من الفاو لسامراء.. من خطر الزحف السني المسلح الجديد ما بعد مليشة الحشد)؟؟ وخاصة ان المؤتمرين السنة ببغداد واربيل لم يقدمون هذه الضمانات..

فهل (سوف يرضى الشيعة بصخونة الحشد.. ولا بالموت على يد داعش 2).. كما رضوا بانتخاب (كتل سياسية فاسدة محسوبة شيعيا وموالية لايران.. خيرا من كتل سياسية سنية بهوى بعثي داعشي اخواني).. متغاضين عن حقيقة.. (الفساد خير بيئة لبروز الارهاب وادامته).. والنتيجة .. استمر نزيف ثرواتهم ودماءهم بمظلة (شيعة الكراسي).. ليدخلون بمتاهة (رهن مصيرهم كشيعة عرب.. بمليشيات دموية موالية لايران وموبوءة بالفساد بفساد الاحزاب والكتل السياسية التي تتبعها.. الذين كل همهم الدفاع عن مصالح ايران القومية العليا)..

وكذلك الشيعة لديهم مخاوف (من الحشد ما بعد داعش.. من تغوله والبطش بكل من يعارضه.. كمخاوفهم من داعش).. (فالمدن السنية تهدمت بالمعارك بين داعش وخصومها الشيعة والبشمركة والتحالف الدولي والقوات النظامية).. ولكن المخاوف (ان الجنوب سوف يهدم بايدي مليشة الحشد نفسها التي سوف تدخل بمعارك للسيطرة على المدن والثروة والمحافظات بالجنوب).. –

ومخاوف من (مطالب المؤتمرين باربيل وبغداد للقوى السنية.. ).. نفسها.. فهؤلاء المؤتمرين لم يقدمون ضمانات لوقف (الارهاب).. بالمناطق السنية (التي يطلقون عليها المناطق المحررة)؟؟ ولا نعلم (محررة ممن)؟؟ (فنحن لا نريد سنة يحاربون سنة.. باسم محاربة الارهاب.. ولا نريد سنة يعقدون مؤتمرات لمراحل .. بل نريد سنة دخولهم بالعملية السياسية يوقف الارهاب).. وهذا ما يؤكده عقلاء الشيعة لسنوات..

وكذلك مخاوف الشيعة من مقررات المؤتمرات السنية العربية.. التي تستهدف (الحفاظ على مكتسباتهم اللامشروعة التي جنوها بزمن صدام.. كالتلاعب الديمغرافي بطوق بغداد.. الذي نتج عنه حزام سني استيطاني يطوق الاكثرية الشيعية ببغداد)..

ويطرح السنة مصطلح (عدم التلاعب الديمغرافي).. اي يصرون على عدم (التطبيع الديمغرافي) في هذا الحزام الذي تم انشاءه اصلا بالعقود الماضية لخنق الاكثرية الشيعية فيها.. وقطع الطريق بين الجنوب الشيعي وبغداد.. لادراك السنة بان (الاقليم الواسع الشيعي العربي) يمتد من الفاو لسامراء مع بادية كربلاء لنخيب وديالى.. فعمد السنة خلال عقود حكمهم قبل عام 2003.. على التلاعب الديمغرافي في كثير من هذا الاقليم لتقطيعه جغرافيا وديمغرافيا.. فسلخت سامراء وبلد والدجيل من بغداد بالسبعينات.. باستحداث محافظة مسخ باسم صلاح لدين.. لاسباب طائفية.. وكذلك سلخت بادية كربلاء النخيب وضمها للانبار السنية.. وتم التلاعب الديمغرافي بطوق بغداد ضد الاكثرية الشيعية.

مختصر القول (في نفس الوقت .. السنة يتخوفون من ما يسمونه التلاعب الديمغرافي بحزام بغداد.. يتخوف الشيعة من عودة السنة لجرف الصخر مثلا بحزام بغداد ويتخوفون من عدم التطبيع الديمغرافي في ذلك الحزام).. علما (حزام بغداد السني هو استيطاني كاستيطان الصهاينة في فلسطين) شئنا ام ابينا.. يجب تطبيعه..

واستمرارا بالنقاش لتبيان مخاوف الشيعة.. كمخاوفهم (من حرب شيعية شيعية تجعل مدن الجنوب البصرة وبغداد وغيرها.. كالموصل وحلب بخرابها.. ولكن هذه المرة.. عبر معارك وصراعات بين اذرع مليشة الحشد وفصائله اي التدمير الذاتي للشيعة كما اشرنا سابقا).. ومخاوف (من استمرار الفساد المالي والاداري وسوء الخدمات والوضع الامني المزري.. فاذا داعش هزمت.. الكارثة ان ما بقى النظام السياسي الفاسد ببغداد).. ومخاوف من (استمرار الهيمنة الايرانية الاقتصادية والسياسية والعسكرية).. على حساب الصناعة والزراعة والخدمات بالعراق.. وعلى حساب المؤسسة العسكرية الرسمية ببغداد..

فالراي العام بالجنوب.. يدرك بان الحشد مليشياته هي (التفجير الذاتي للشيعة).. فاكثر من 100 الف مقاتل من مليشة الحشد تضخموا عدديا .. وانشغلوا بالسنوات الماضية بالمعارك بالمثلث السني.. فماذا بعد ان يعودون لوسط وجنوب الشيعي.. باسلحتهم الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ومنها الصواريخ.. مع قيادات متنافرة ومرجعيات متباينة.. وتوجهات سياسية متصارعة.. فمن مليشيات تمثل اجنحة سيايسة للاحزب والكتل.. ومليشيات تابعة لدولة اجنبية تحت عنوان (ولاية الفقيه)..

وهناك مليشيات تابعة حتى لمافيات الجريمة المنظمة من عصابات تهريب المخدرات والسلاح وغيرها..ولا ننسى بان فصائل الحشد اكثرها هي انفلاقات بعضها عن بعض.. فالعصائب انشقت عن جيش مهدي.. والنجباء انشقت عن العصائب.. وانصار الله الاوفياء انشقوا عن النجباء.. وبدر انشقت عن المجلس الاعلى وهكذا.

نعود ونكرر تساؤلاتنا.. للمؤتمرين باربيل وبغداد للقوى السنية.. فمطالبهم (لا نعلم يقدمونها لمن.. فمن اجتمع في هذا المؤتمرين.. هم بنفس الوقت جزء من النظام السياسي الحاكم ببغداد).. فهل سوف يقدمون مطالبهم لسليم الجبوري رئيس البرلمان وبنفس الوقت نجده معارضا بهذه المؤتمرات؟؟ ام لاسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية وهو ايضا يظهر كمعارض في هذه المؤتمرات.. ام لخميس الخنجر ؟؟ ام للعيساوي؟؟ ام للبرزاني الذي يريد استفتاء لاستقلال كوردستان ويعقد في عاصمته اربيل احد مؤتمرات اهل السنة؟؟)؟؟

وكذلك ما يميز هذه المؤتمرات.. ان (المؤتمرين لم يقدمون وجوه جديدة .. ولم يقدمون برامج عمل ومشاريع جديدة)..

والشيء بالشيء يذكر. .نكرر سؤال بصميم الموضوع :

سؤال يحيرني.. (لماذا الكل يحذرون من بروز تنظيم اخطر من داعش.. وهم على حق بذلك.. ولكن يبررون ذلك بدعوى.. استمرار تهميش السنة العرب يولد تنظيمات خطرة؟؟ فلماذا لا يخاف احد من الشيعة العرب بالعراق؟؟ هل الجميع ضامنين بانهم جبناء او ضعفاء.. ام اناس بلا احساس.. مهما سرقتهم وعيشتهم بالضيم وسوء خدمات وبطالة واستنزفت دماءهم بمستنقعات الحروب الداخلية والخارجية.. فهم يبقون جاثمين بمكانهم منبطحين قابلين بالذلة..ما زال اصنامهم المعممة وقياداتهم البالية باقية وجاثمة على صدورهم)… بمعنى هل ينظرون للشيعة العرب مجرد (خرية)؟؟ ابقيهم مرعوبين من البعبع السني.. ياتي الشيعة لايران وزعماتهم الفاسدة خانعين.. راضين بذلتهم.. غير قادرين على طرح بديل؟

……..

واخير يتأكد لشيعة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr
………………………………

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here