إلى الفريق عبد الوهاب الساعدي

إلى الفريق عبد الوهاب الساعدي
عبد الستار نورعلي

أقدِمْ كما أقدمْتَ شُقَّ فضاءا
وارفـعْ لواءكَ ما حييْـتَ لواءا

واغرِزْ رماحَكَ في صدورِ عقاربٍ
لدغَـتْ مرابعَنـا صباحَ مسـاءا

مِنْ غابرِ الأحقادِ سُمُّ ندائهمْ
عـمَّ الحياةَ خرائبـاً ، وفنـاءا

يانبتَ ماءِ الهورِ، يا ابنَ نجيبةٍ
نشميّةٍ ، تلـدُ الأسـودَ وِقـاءا

أكبـرْتُ فيـكَ بطولـةً ، وإبـاءا
وشممْتُ ريحَكَ ماجداً مِعطاءا

شرفُ البطولةِ أنْ تكونَ وليدَها
في الرافدينِ مناقباً ، ومَضـاءا

الموصلُ الحدباءُ تذكرُ صولةً
مِنْ فارسٍ ملأ الدُنا أصداءا

فالسيفُ أصدقُ مُخبِرٍ ومُحاوِرٍ
مِنْ كُتْـبِ ألـفٍ لا ترُدُّ قضـاءا

يا أبسلَ الأبناءِ للأرضِ التي
مُلِئَـتْ نواديهـا بكمْ أضـواءا

ميسانُ حاضنةُ الرجالِ نسيمُها
مِسكٌ ، يُعطِّـرُنا غِنىً ، وغِناءا

والثورةُ الكُبرى ولادةُ مُبدِعٍ
ومناضلٍ رفدَ الربوعَ عَطاءا *

الشعبُ إنْ حُمَّ الوغى متواثِبٌ
شرِسٌ، يزيدُ الخاسرينَ شقاءا

يا ثابتَ الخطَواتِ، بوحُ قصيدةٍ
تروي الملاحمَ للنفوسِ شفاءا

فالشعرُ مِبضعُ فاسدٍ مُتَجبِّرٍ
والشـعرُ يزهـو بالتليدِ رداءا

دَينٌ على عنُقِ القصيدِ مبارَكٌ
أنْ يَقتفيْ الكُبراءَ والعظماءا

فاهنَاْ بتاريـخٍ يُنيرُ وفـتيـةٍ
شُمِّ النفوسِ منارةً وفداءا

واسْمو على خلَلِ العقولِ فإنّه
نزَقُ النفوسِ صغائراً ، وهَباءا

فالناعقـون مشـاربٌ ومذاهـبٌ
رضَعوا الخبائثَ أرضعوا الخبثاءا

يا موقظَ البركانِ بعد سباتِهِ ،
عهداً نزفُّ لكَ الندى إطراءا

لا يخجلُ الكَلِمُ البليغُ نصوغُهُ
دُرراً تُزيِّـنُ صـدرَكمْ إنشـاءا

* الثورة: المقصود مدينة الثورة في بغداد، مدينة الشهيد عبد الكريم قاسم

عبد الستار نورعلي
الخميس 13.7.2017

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here