هل يخضع الكرد للضغوطات الدولية؟ّ!

محمدواني
ثمة رفض عام للقرار الذي اتخذته السلطة في اقليم كردستان باجراء استفتاء على الاستقلال والانفصال عن العراق في 25 سبتمبر/ايلول المقبل رغم التطمينات التي قدمتها الى العراق والمجتمع الدولي بان الهدف الاساسي من الاستفتاء هو” تعزيزموقف إقليم كردستان العراق في المفاوضات مع بغداد لكنه لن يؤدي إلى انفصال عن العراق بشكل تلقائي”على حد قول رئيس هيئة الاستفتاء “هوشيارزيباري”، والعملية برمتها وفق هذا الطرح تشير الى عدة معاني ؛ اولا ان الاستفتاء عملية ذاتية محصورة داخل المجتمع الكردي لمعرفة رأي الشعب فقط بنوع العلاقة الوجودية مع بغداد ، هل تظل علاقته كما هي الان “علاقة مع وقف التنفيذ!”يشوبها التوتر والصراع المتواصل ام علاقة شراكة حقيقية في دولة ديمقراطية تحتكم الى القانون والدستور بحق وحقيقي ويطبقه على ارض الواقع ولا تحتكم الى المباديءالطائفية وتفرضها على الاخرين بالقوة ، وثانيا ان الاكراد يريدون من خلال الاستفتاء ممارسة الضغط السياسي على بغداد لتحقيق بعض المطالب الكردية”الدستورية”التي رفضتها سابقا وعلى رأسها تطبيق المادة 140 التي تعالج المناطق المتنازع عليها بين الاقليم والعراق والتي يعتبرها الاكراد جزءا من مناطقهم التي تعرضت لعمليات التعريب والتهجير في زمن نظام البعث البائد ، ثالثا الاستفتاء عملية تنفيس ديمقراطية وحق طبيعي مكفول للشعب الكردي بموجب القوانين والمواثيق الدولية ومن واجب المجتمع الدولي بشكل عام والدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية احترام ارادة الشعب الكردي وتأييده وتشجيعه لا كسر مجاديفه وتثبيط عزيمته من اجل مصالحها في المنطقة والمحافظة على المعادلات استراتيجية والتوازنات الدولية والاقليمية..
ورغم هدف الكرد المتواضع في ممارسة حقه الطبيعي ومرونة طرحه ، فان الامريكيين والعراقين على حد سواء رفضوا رفضا قاطعا اجراء استفتاء من اي نوع وباي معنى ، حتى ولو كان الاستفتاء من اجل الاستفتاء فقط ، ودون ان يطرحوا اي بادرة سياسية او مشروع استراتيجي عملي لتشجيع الكرد على التراجع عن خطوتهم والدخول في مفاوضات عملية ، كأن تتعهد بغداد بضمان الدول الكبرى والامم المتحدة بتفعيل المادة 140 الدستورية والاعتراف بحق الكرد في تقرير مصيره في اي وقت تنكث بعهدها وتخرق مواثيقها كما كانت تفعل دائما ، ولكن لم تقم بذلك ، بل راحت تصدر الاوامر وتندد وتهدد بعواقب وخيمة اذا اصروا على الاستفتاء في موعده المحدد ..
لم يقف عضو داخل التحالف الوطني الشيعي الحاكم بجانب الحق الكردي المشروع ، الكل وقف موقفا عدائيا منه وفي مقدمتهم رئيس مجلس الاعلى الاسلامي “عمار الحكيم”الذي زار دول المنطقة وآخرها ايران وكان المتوقع حسب المراقبين ان يثر “الحكيم”مسألة انشقاق اربع زعماء كبار من حزبه ولكنه تحدث عن الاستفتاء وقدم للايرانيين صورة مرعبة لمستقبل المنطقة وايران لوانفصل الكرد عن العراق، و لكي تكون الصورة رهيبة اكثر كافية لتأجيج الشارع الايراني ضد الكرد حشر البعبع الاسرائيلي في المسألة كالعادة وكررما قاله للمصريين في زيارته التحريضية من ان اسرائيل”تؤيد الاستفتاء الكردي”بهدف”ايجاد مركزلها في الشرق الاوسط”..
فهل يخضع الزعماء الكرد للضغوط الاقليمية والدولية الكبيرة عليهم ويتراجعوا عن اجراء الاستفتاء وخاصة ان ايران قامت في الاونة الاخيرة بقطع المياه عن اقليم كردستان وقصف القرى الكردية الحدودية بالصواريخ للضغط عليهم والتأثير على قرارهم؟! الايام القليلة القادمة ستظهر احداث العراق المتلاحقة الى اين ستتجه!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here