حراك سني وتحالفات جديدة تحضيراً لمرحلة ما بعد داعش.. والمالكي يستنفر حلفاءه

تخوض شخصيات وأحزاب سنية عراقية حراكًا متسارعًا منذ أيام لبناء تحالفات جديدة مستقبلية قد تسهم في تغيير خارطة العملية السياسية في البلاد.

ويعتزم رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، تنظيم مؤتمر للمصالحة في بغداد ستشارك فيه قيادات سنية بارزة بعضها متهم بقضايا تتعلق بالإرهاب منذ زمن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، لكنه تأجل تزامنًا مع إعلان النصر النهائي على تنظيم داعش في الموصل.

ويحظي مؤتمر بغداد المزمع تنظيمه بتأييد واسع من أغلب الكتل السياسية، وسط معارضة من قبل بعض الأحزاب والشخصيات التي تذرعت بأن المؤتمر ذو صبغة طائفية، ودعت الحكومة العراقية إلى منع إقامته في العاصمة بغداد.

تحالف جديد يسبق المؤتمر

وأعلن رئيس البرلمان أمس الجمعة عن تحالف عراقي جديد ضم أبرز الشخصيات السنية كوزير المالية السابق رافع العيساوي، ورجل الأعمال خميس الخنجر ومحافظ نينوى أثيل النجيفي، فضلًا عن نائب رئيس الجمهورية الحالي أسامة النجيفي وأحمد المساري وجمال الكربولي ونحو 300 شخصية سياسية أخرى .

وقال النائب أحمد المساري، الذي تلا بيان التحالف الجديد من العاصمة بغداد، إن ” التحالف يرفض التجمعات الطائفية ويؤمن بالدولة كمرجعية دستورية” ، مضيفًاً أن “هذا التحالف جاء بناءً على معطيات داخلية فرضها الواقع العراقي لتصحيح مسار العملية السياسية”، حسب تعبيره.

وأضاف المساري، أن تحالف القوى يرى بأن “استقرار العراق مرهون بتحقيق الأمن في المناطق التي تعرضت للإرهاب، وإعادة تأهيلها بعد التدمير الذي لحق بها جراء العمليات العسكرية”.

وفي أربيل عاصمة إقليم كوردستان أعلن عدد من السياسيين “الممنوعين” من دخول بغداد انضمامهم إلى “تحالف القوى الوطنية” مؤكدين إنه ” تحالف مكمّل للمؤتمر الوطني الذي انعقد في بغداد، ولا يمثل انشقاقاً في الصف السني”.

وقال وضح الصديد الذي تلا بيان أربيل بحضور محافظ نينوى أثيل النجيفي ورافع العيساوي، وغيرهم، إن تحالفهم يعمل على توحيد البيت السني، والاستعداد لمرحلة ما بعد داعش، والاستحقاقات المقبلة.

تحالف نواب مقربون من المالكي

ومع هذا الحراك السني الذي يستعد لمرحلة ما بعد تنظيم داعش لم يهدأ نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي الذي بدأ بإصدار البيانات الرافضة لعقد مؤتمر “بغداد” عادًا إياه مثيرًا للفتنة، مطالبا بعض الشخصيات بحسم ملفاتهم مع القضاء بشكل نهائي قبل المشاركة.

وبعد حديث المالكي نظم نواب سنة محسوبون عليه مؤتمرًا بقيادة رئيس البرلمان السابق محمود المشهداني وحضور شخصيات سنية وعشائرية تعرف إعلاميًا بـ”سنة المالكي” حيث شهد المؤتمر الذي نظم قبل يومين انشقاقات حادة بين الحضور بسبب الاختلاف على التمثيل والمشاركة في العملية السياسية.

وخرج العشرات من الشخصيات والوجهاء من المؤتمر وهم غاضبون من عدم ذكر مناطقهم وأقضيتهم ضمن المناطق التي بحاجة إلى مساعدات ودعم.

ويمثل هذا التيار نواب من محافظة نينوى يمتلكون حشودًا عشائرية تتبع لهيئة الحشد الشعبي، وهم النائب عبد الرحمن اللويزي، وعبد الرحيم الشمري، وأحمد الجبوري، فضلاً عن محمود المشهداني وغازي الكعود ومشعان الجبوري وغيرهم.

ويرى النائب في البرلمان العراقي مطشر السامرائي أن تلك المؤتمرات ينبغي أن تصب في صالح المكون السني، فكما أن المكون الكوردي لديه ممثلون عنه يدافعون عن حقوقه ويسعون لتحقيق مصالحه، وكذلك المكون الشيعي، لديه ممثلون في البرلمان، فعلى النواب السنة اليوم جمع كلمتهم وإجراء حوارات فاعلة مع القوى السياسية الأخرى على أسس المصالح المشتركة .

وأضاف في تصريح أن ” الساحة السنية مفتوحة وتسع الجميع، وفي الحقيقية أن تلك المحافظات والمناطق بحاجة إلى عمل وجهد كبير، مثل إعادة النازحين إلى مناطقهم المحررة، وإعمار البنى التحتية، وإنهاء حالة الفوضى التي تعيشها، وهو ما يجعل على سياسيي تلك المدن مهمات أكبر لتحقيقها بعيدًا عن التجاذبات السياسية والمصالح الشخصية والحزبية”.

ورغم إعلان رئيس البرلمان سليم الجبوري عن تحالف كبير ضم القوى السنية إلا أن مؤتمر بغداد المزمع عقده خلال الأيام الحالية تأجل بسبب ما قالوا إنه إعلان النصر على تنظيم داعش في مدينة الموصل.

من جهته يرى المحلل السياسي هشام الهاشمي أن هذا التحالف الجديد بين القوى السنية جمع النفوذ المالي والسياسي والعشائري والتنظيمي، فالخنجر والكربولي وسعد البزاز يملكون المال، أما سليم الجبوري وصالح المطلك وأسامه النجيفي فهم لديهم خبرة ساسية كبيرة، وعبد الله الياور وأحمد البوريشة، فلديهم ثقل عشائري، فضلاً عن امتلاك رافع العيساوي والمساري والصديد البعد التنظيمي”.

وأضاف الهاشمي في تصريح إن ” تحالف 14 تموز يحرص على مراعاة الجوانب الإصلاحية للتحالفات السنية السابقة، والعودة للسير على خطى جبهة التوافق العراقية كما في عام 2006 وتأسيس مظلة أو هيئة سياسية سنية “.

وتابع،بالقول أن ” المجتمع السني بهذه التحالفات قد يحصل على نتائج انتخابية تملك أريحية كبيرة في التعامل مع التحالف الشيعي والتحالف الكردي في المستقبل القريب “.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here