قوّات الحشد تصدُّ تعرّضات شرسة في الحضر وصحراء نينوى

أعلنت قوات الحشد الشعبي، أمس، صدّ هجوم لداعش في قضاء الحضر، فيما اشتبكت مع مسلحي التنظيم جنوب غرب صحراء نينوى وتمكنت من قتل انغماسيين اثنين وخمسة مسلحين.
وكانت قوات الحشد الشعبي، قد انهت مهامها غربي الموصل منتصف حزيران الفائت، وحررت خلال العملية قضاءي الحضر والبعاج، ووصلت الى الحدود العراقية ــ السورية. واندفع الحشد لتحرير مناطق غرب الموصل وصولاً الى الاراضي السورية، وكان هدف العملية قطع إمدادات التنظيم عبر سوريا.
وقال الحشد الشعبي، في بيان تلقت (المدى) نسخة منه، أمس، ان قواته دمرت ست آليات لداعش شمال قضاء الحضر غرب الموصل. وأضاف إعلام الحشد ان “قوات اللواء 11 في الحشد الشعبي دمرت ست آليات تحمل أسلحة مختلفة بصد تعرض لداعش شمال قضاء الحضر”. واضاف ان “طيران الجيش ساند قوات الحشد بصد التعرض”.
وفي سياق متصل، أكد إعلام الحشد أن قوات اللواء 33 كبدت إرهابيي داعش خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات جنوب غرب صحراء نينوى. وقال بيان للحشد، تلقت (المدى) نسخة منه، ان “أبطال اللواء 33 في الحشد الشعبي اشتبكوا مع إرهابيي داعش جنوب غرب صحراء نينوى، واسفرت الاشتباكات حتى الآن عن قتل انغماسيين اثنين، وخمسة مسلحين، فضلا عن تفجير سيارة تحمل سلاحا رشاشا عيار ٢٣ ملم، وهروب ثلاث سيارات تابعة لداعش”.
كما أعلن الحشد الشعبي، أمس الإثنين، إسقاط طائرة مسيرة على الحدود بين العراق وسوريا. وقال بيان للحشد إن “قوات اللواء 28 في الحشد الشعبي أسقطت، طائرة مسيرة على الحدود بين العراق وسوريا”. مشيرا الى أن “إسقاط الطائرة تم في منطقة تل صفوك على الشريط الحدودي”، من دون توضيح التفاصيل. وبدأت القوات العراقية هجومها لاستعادة ثاني أكبر مدن العراق في 17 تشرين الأول. وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد زار الموصل مطلع الشهر الجاري وأشاد بتحقيق قواته “النصر الكبير” في معركة استمر أشهرا.
ورغم ان الهزائم التي تعرض لها داعش، إلا أن مصير البغدادي مازال مجهولاً حتى اللحظة. وظل البغدادي متواريا عن الأنظار، حيث ترددت شائعات تفيد بأنه تنقل مرارا في المناطق التي يسيطر عليها تنظيمه بين جانبي الحدود العراقية السورية.
في غضون ذلك قال لاهور طالباني، قائد جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان، امس الإثنين إنه متأكد بنسبة 99٪‏ من أن البغدادي ما زال على قيد الحياة وأنه موجود جنوبي مدينة الرقة السورية، وذلك رغم تقارير عن مقتله.
وقال في مقابلة مع رويترز ان “البغدادي حي بالتأكيد. لم يمت. لدينا معلومات بأنه حي. ونعتقد بنسبة 99 بالمئة أنه حي”. وأضاف “لا تنسوا جذوره التي تعود لأيام تنظيم القاعدة في العراق. كان يختبئ من أجهزة الأمن. انه يعرف ما يفعله جيدا”.
وتابع المسؤول الكردي، الذي كان في صدارة جهود ملاحقة البغدادي ضمن التحالف الدولي “إنه الآن مطارد لكنه خصم ماكر. انه ليس شخصا سهلا. لديه خبرة تمتد لسنوات في مهارات الاختباء ومراوغة أجهزة الأمن”.
وأضاف طالباني ان “الأراضي التي يسيطر عليها (التنظيم) ما زالت حتى هذا اليوم مناطق وعرة. لم تنته اللعبة بعد بالنسبة للتنظيم رغم فقدانه الموصل بالكامل تقريبا واقترابه من خسارة الرقة كذلك”.
ويؤكد المسؤول الامني الكردي أن التنظيم يغير تكتيكاته رغم تراجع معنويات مقاتليه وأن القضاء على التنظيم قد يحتاج لثلاثة أو أربعة أعوام بعد لجوئهم للمناطق الجبلية والصحراوية لشن هجمات خاطفة وتفجيرات انتحارية. وقال طالباني “أعتقد أنهم يستعدون لقتال من نوع مختلف. أمامنا أيام أصعب مما يتصور الناس” مشيرا إلى قتال بأسلوب تنظيم القاعدة لكن أشد. واضاف “رأينا لماذا كانوا أكثر ذكاء. فتنظيم القاعدة لم يسيطر قط على أراض. وسيكونون أكثر ذكاء”.
وكانت العديد من التقارير التي تكهنت بمقتل البغدادي قد أثارت تساؤلات عن خليفته في زعامة مجموعة متنوعة تضم عراقيين وعربا آخرين فضلا عن مقاتلين أجانب أشداء. ويوصف ضباط المخابرات الذين خدموا في عهد صدام حسين بأنهم من وضعوا الستراتيجية العسكرية التي أرست للترويع في ظل حكم تنظيم داعش.
لكن لاهور طالباني يؤكد أن من الصعب معرفة أي من كبار مساعدي البغدادي ما زال على قيد الحياة، لكنه يعتقد أن أغلب القيادات موجودة في سوريا جنوبي الرقة.
وتوقع أن يتولى جيل أصغر سناً من حلفاء صدام السابقين المناصب القيادية في التنظيم. وأضاف “هؤلاء من يحل عليهم الدور… الجيل الأصغر عادة ما يكون أكثر خطورة”.
وتواجه أجهزة الأمن تحدياً يتمثل في تفكيك الخلايا النائمة. وقال طالباني “لا تحتاج لعدد كبير من الناس لتفجير قنبلة. مازلنا نطارد هذه الخلايا النائمة”. وأضاف “كل من نلقي القبض عليهم كانوا يخططون لتنفيذ هجوم في المنطقة”.
في غضون ذلك أعلن الكرملين، الإثنين، تضارباً في المعلومات التي تلقاها حول مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي. ورجح الجيش الروسي مقتله في حزيران الماضي، وأعلنه المرصد السوري لحقوق الانسان الاسبوع الماضي.
وقال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف للصحافيين، أمس، ان “المعلومات التي تصلنا متناقضة وتقوم وكالات استخباراتنا بالتحقق منها” مضيفا “ليس لدينا معلومات أكيدة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here