ألمرجعية تُحدّد ألمسار ألسّياسيّ

بعد القضاء على داعش الوحشي؛ حَدَّدت ألمرجعيّة العليا و لأوّل مرّة في تأريخها ألمسار ألسّياسي الصحيح في عراق المآسي و الدم و الدّموع, مُبيّنةً ألدّور ألشّرعيّ المطلوب من آلعراقيين جميعأً خلال الانتخابات القادمة, و ذلك بالأشارة الواضحة و الصّريحة إلى الجّهة العقائديّة النظيفة الطاهرة الوحيدة ألتي تثق بها المرجعية ألعليا لقيادة و بناء العراق مستقبلاً, و هي الحشد الشعبيّ بقيادة البدريين و من تحالف معهم!

و قد تمّ التأكيد على ذلك من خلال تصريحاتٍ عديدة و واضحة خلال السنوات الماضية من قبل مُمثلها الشيخ الكربلائي و السيد الصافي و آخرين يمثلون نهج المرجعية العليا التي وحدها تمثل المسار الألهي في العراق!

و من أبرز تلك التصريحات الواضحة, ما قاله الشيح الكربلائي قبل إسبوعين من خلال منبر الجمعة و بكلّ وضوح:
[نُبارك للمقاتلين في الحشد الشعبي و من معهم تحرير مُدن العراق من دنس داعش].

و أخيراً الفتوى الصريحة ألعظيمة ألكبرى للسيد السيستاني و لأوّل مرة في تأريخ المرجعية التقليدية بوجوب إنتخاب الحشد الشعبي كأملٍ وحيدٍ لنجاة العراق و العراقيين من آلتبعية و الفساد و الظلم الذي دبّ في كلّ مفاصل الدّولة بدءاً بآلرئاسات الثلاث و إنتهاءاً بأصغر مؤسسة حكوميّة حتى الفراش الصغير, حيث قال بحقّ الحشد ألشّعبيّ:
[يا من ليس لنا من نفتخر بهم غيركم؛ لقد تحمّلتم مسؤوليّة الدّفاع عن حقوق العراق و شعبه و مقدساته في أحلك الظروف و أصعبها]!

إنّ وجوب إنتخاب و دعم المجاهدين ألبدريين الحقيين الذين أثبتوا ولائهم للحق و الولاية .. هو واجب ديني و وطني مقدس .. خصوصاً بعد آلأنهيار ألعراقيّ الحاليّ على كلّ صعيد خصوصا؛ السياسيّ و الأقتصادي و المالي و الأخلاقي و التربوي بسبب سياسة و أخلاق و مناهج و محاصصة الأحزاب التي حكمت العراق قبل و بعد 2003م و آلذي كثيراً ما نبّهنا عنه في مئات ألبيانات و المقالات و البحوث, و منذ سبعينيّات القرن الماضي!

إنّ وصول الشّعب بقيادة ألسّياسيين إلى آلحضيض مادّياًّ و معنوياًّ و أخلاقياًّ, لم يأت فجأةً أو نتيجةً لتطوراتٍ داخليةٍ و خارجيّة أو حتى داعشيةٍ – وهابية – باغتتْ ألعراقيين و فاجأتهم بما هم فيه و كما يدعي الفاسدون؛ بل ألإنهيار و الدمار .. جاء نتيجةَ عقودٍ من آلظلمِ و آلعمالة و آلنّفاقِ و آلعبث بعقول و حقوق ألأجيال ألجديدة و بمناهج الأحزاب و التربية و التعليم و آلدّين القشريّ و القيم العشائريّة آلتي سادت بين آلناس بالإضافة إلى عقود من الاستسلام الشّعبيّ و الإنصياع للقهر ألسّياسيّ و عبادة ألفرد القائد و الحزب القائد إلى حدّ التضحية بالنّفس و الوطن و الاستسلام الطوعي لذلك الحاكم أو الحزب إنطلاقاً من مبدأ الحفاظ على “العملية السياسية” و إستغلال ألدّين و تأريخ ألشّهداء المظلومين لأجل سرقة تضحياتهم و دمائهم و حقوق الفقراء و إستحمارهم.

و إنّ أخطر ما يُهدد دنيا و آخرة العراقيين هي الأحزاب الأسلامية الشيعيّة و في مقدمتها – حزب الدعوة – و كذلك الأحزاب الأسلامية السّنية و في مقدمتها – حزب الأخوان المسلمين – الذي تحالف مع حزب الدعوة .. و السبب أنّ القيادات العميّلة في هذه الأحزاب تختفي خلف صورة محمد باقر الصدر المظلوم و تأريخ الشهداء ألأبرار ألذين لهم تأريخ أبيض و ناصح, لأنهم إستشهدوا في سبيل الحقّ و العقيدة و العدالة؛ أمّا هؤلاء ألذين تسلّطوا بآلحرام و بمباركة المحتليين فإنّهم يُجاهدون لأجل آلمال و الفساد و التسلط و العمالة و الخيانة و الكذب و الغيبة و النميمة, و كما أثبتت الوقائع ذلك من خلال أكثر من 18 ألف مشروع وهمي على أيديهم, بجانب آلآلاف من ملفات الفساد التي عجّت بها كلّ مؤسسات و وزارات و رئاسات الدّولة العراقية, بحيث يصعب إستثناء شخصية واحدة من المسؤوليين!

و آلآن و بعد ما (نزل الفأس بآلرأس) كما يقول المثل المعروف و تحطم البلد و بات خاضعاً حتى النخاع لقوى الظلام و التكبر في العالم .. لا خلاص لكم أيها العراقيون إلّا بآلأنتفاضة و رفض ألأحزاب الدّينيّة و الوطنيّة و السياسيّة و العشائريّة و آلكتل التي سرقتكم و الوطن خصوصا الكتلة التي تضم الحكومة الحالية و البعثيين و الدّاعشيين و الطائفيين .. مقابل كتلة الحشد الشعبي التي وحدها حازت و بعد جهاد مرير و تقديم عشرات الآلاف من الشهداء و المعوقيين على تأييد المرجعية!

إن الحكومة الحالية و بسبب الجّهل العقائدي و الفكريّ الواضح في نهجها مع معظم نواب البرلمان الأميين فكريّاً و كذلك رئاسة الجمهورية و القضاء .. و بعد أن باعوا متّفقين بآلمحاصصة حتى ما موجود تحت الأرض و فوقه في السّماء بآلجُملة و آلمفرد و بآلآجل للمستكبرين لأجل جيوبهم و قصورهم؛ لا بُدّ من محاكمتهم عاجلاً, و كما تبيّن بوضوح من خلال ملفات الفساد و الأتفاقيات الأخيرة مع الشياطين في العالم, و تعهد البنك الدولي مرّة أخرى لتقديم الدّيون المليارية للعراق كي لا يبقى منفذاً و مهرباً للعراق من سلطة المنظمة الأقتصاديّة العالميّة التي تسيطر عن طريق البنك العالمي على الحكومات و الدّول بحماية الناتو و الجيوش المعدّة لذلك.

لقد وصل الوضع في العراق إلى حدّ ربط حتى مدراء الأقضية و النواحي بآلمخططات الأستكبارية مباشرة من خلال اللقاآت التي تمت و تتم بين السفراء و المسؤوليين الأجانب مع تلك الشخصيات المجرمة, و منها لقاء السفير البلجيكي اليوم مع قائمقام الفلوجة و قبله مع محافظ الرمادي و غيرهم, و هذا مؤشر خطير يندر بمستقبل أسود قاتم لم نشهده حتى في سياسة المستكبرين مع المستعمرات القديمة أو الحديثة!

و لا خلاص من العوق و آلفقر و آلظلم و آلعوز و آلأستعمار إلّا بآلتظاهر أمام بيت المرجعية العظمى الرحيمة .. لمرحلة أدق و هي تحديد المسار و النهج القيادي و القوانين التشريعية الأنسانية لضمان المساواة بين المواطنين كأمل وحيد للعراق و العراقيين في هذا الظرف الخطير!

و على العراقيين تقديم طلب واحد و بجملة واحدة .. لإنتخاب شخصيّة مخلصة من البدريين أو ممن تثق بها لقيادة ألبلد لإنقاذه من كيد و فساد الفاسدين الذين هم أسوء من داعش و محاكمتهم أمام الشعب في ساحة التحرير و إرجاع أكثر من (ترليون) دولار سُرقت من قبلهم على مدى أكثر من 13 عام, و إلغاء كافة الأتفاقيات المشبوهة مع الظالمين, و كذلك إلغاء معظم القوانين ألبرلمانية ألظالمة ألمعروفة التي نفّذتها آلأحزاب و الحكومات المتعاقبة!

و إنّ الحشد الشعبي مع القوات المتحالفة معها و التي حرّرتكم من داعش العسكري ظهير و كفيل لتحريركم و إنتصاركم على آلسّياسيين الفاسدين و أحزابهم الملعونة التي ترفع راية الشهداء كذبا ًو زوراً و ظلماً, و إعلموا بأن النصر حليفكم بعون الله ..

و بغير ذلك فأنّ كلّ عراقيّ سيُباع بسنتاتٍ و لا يبقى حينئذٍ شرفٌ أو أخلاقٌ أو قيمٌ ..
و العراق مع الحشد المقدس وحده ينتصر .. لا مع الأحزاب و السياسيين الفاسدين الذين إمتلأت بطونهم بالمال الحرام!
أللهم إنّي قد بلّغت .. مراد المرجعية العليا ..
أللهم فإشهد, و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
عزيز الخزرجي
مفكر كونيّ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here