السيدة كآبة

السيدة كآبة

ضياء العبودي

بعد مداولة..
عمرها اطول من ذاكرتي!
حُكم علي:
بالحبس معها في زنزانة واحدة.
أضيق من آخر نفس!!
أمقت إدمانها لي..
وهي مولعة بزيارتي!!
هي تعلم..
وأظن الحكم كان بوساطة واتفاق!!
فالزنزانة مرتبة كاختناق..
الاختناق مصنوع من ليف مغلف برطوبة بحر..
البحر مهجور كبيت بلا وريث!
لا صياد او غرقى..
البيت تعوي فيه الظلمة..
يبث أنين آخر الأرامل:
يجول فيه خفاش محبوس كوصية ضائعة!!
يغازل جنية تتوق لقصة حب!
الجنية مكبلة بتعويذة منسية على الجدران..
الجدران تغص بصور الموتى..
وجوههم تؤنس وحشة المرايا..
المرايا فاقدة للذاكرة!!
فهي لا تتذكر الا مكتبة وكرسي يغلفهما البرد والنسيان!!
ليبقى الاقتراب ممنوعاً..
عصياً..
وربما ذنباً..
أظن أن الاجدى لو ألبسونيها!
كبدلة مجنون..
كم حاولت الانتفاض..
ان لا اكون جزءاً من متعتها..
لكن..
صيرني الحبس ثوباً لها..
حتى بت لا اعرف ان كنت أنا هي!
أم هي اسمها أنا!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here