لمسات الجمهورية الاسلامية في الواقع السياسي والامني العراقي بعد اسقاط المقبور

جعفر حسين طه

-الجمهورية الاسلامية قبلت بالواقع العراقي الجديد الذي كان بصالحها لكن على مضض
-“مضض”هذه غير متعلقة وسنتكلم عنها لاحقا لان التغيير كان بطريقة عسكرية اميركية ,ايران سواء كانت الشاه او الاسلامية دائما مادعمت عسكريا الكرد او الفصائل الشيعية
-السوال الاهم اين يكمن “المضض”؟ وحتى نعرف اين المضض لابد من مراجعة دقيقة غير عدائية لسياسة الجمهورية الاسلامية مابعد التغيير ٢٠٠٤
-الحسابات الايرانية كانت تتصور ان هناك فصيل شيعي من الفصيليين الكبيريين “الدعوة ،المجلس الاعلى” سيقوم باتباع سياسات معادية للوجود الامريكي في البلاد ،ومع عدم حصول ذلك ،ولان الفصيلان الكبيران رغبوا بالاندماج اكثر بالتجربة الجديدة كونها فرصة لن تاتي الا بعد مائة عام اخرى،حاولا اللعب ببراغماتية ،حول ان الصدام سيميل الكفة لصالح الخصوم المحليين من بعثيين او كرد او تيارات متشددة ولذا لابد من مسايرة الوضع لاخذ السلطة من الاجانب لصالح حكم يطغى عليه الوجود الشيعي في بغداد
-سياسيا ايران قبلت بذلك خوفا من الضغط الذي يمكن ان يبعدها من مناطق النفوذ لذا حاولت الاستفادة اكثر لارضاء العسكريين والسياسيين المتشددين داخلها عبر ان يقوم الفصيل الاول السياسي بتمشية الصفقات النجارية وفتح الاسواق العراقية امام المنتجات الوطنية الايرانية بينما تتم عملية البحث عن فصيل كبير يمكن ان يكون اكثر اندفاعا لاستخداك السلاح وتنغيص الوجود الامريكي وضرب مشروعه بمقتل حتى يقال انظروا للاميركان الاوغاد كيف صار العراق ساحة حرب بوجودهم
-كان عثورهم على التيار الصدري يصب في هذا الجانب كما ان التيار اراد اثبات وجوده بالساحة العراقية كفصيل شيعي لايمكن تجاوزه ولكنه يفتقد للخبرة ىالتدريب و التمويل حتى يكبر ويقف على قدميه وتكون له موارده الخاصة كما الاخرين

-الى هنا ولاننا لانريد التوسع بالشق السوري وكيف تقاسموا الساحة “القاعدة”للسنة والميليشيات للشيعة
-بقت الجمهورية الاسلامية تدعم الاحزاب الشيعية الكبيرة سياسيا لكنها تجني من ذلك عوائد مالية هائلة حتى تحول العراق لاكبر مستورد بعد العاصمة طهران لسيارات “السايبا”لرديئة الصنع والتي يمتنع حتى اقليم كردستان عن ادخالها للشارع الكردي

-من وجهة نظر عقلانية بعد متابعة دقيقة للسياسة الايرانية،لم يكن امام هذه الاحزاب الا عمل ذلك ،حتى يأمنوا لدغة العقرب القاتلة التي يطبخ سمها الايرانيون لهم ،لذاكانوا يقيسون رضا وغضب طهران من خلال تداعيات الشارع مابين التيار الصدري والقوات الاميركية،وكانت ولادة فصيل شيعي مسلح جديد،يسبب صداع مرير للقيادة السياسية في التحالف الوطني
-بقي العسكر والطرف المتشدد ينتظر لحظة مناسبة لادخال اطراف شيعية جديدة في لعبة السلطة ،لكن الظروف سابقا لم تكن مواتية ،السنة يتظاهرون في الشوارع،والصدريون انقسمواالى فصيلين ،الفصيل الجديد انشطر قسمين ايضا ،والايرانيون ينظرون بحنق الى “الشيعة الامريكان” الذين لايؤمنون ان بامكانية تحرير القدس ومواجهة الامبريالية يمكن ان يكون من خلال شوارعهم وتدمير مدنهم وقتل شبابهم دون المساس بشوارع وشباب اصفهان وطهران

-الذي اضعف القيادة الشيعية التي لاتريد المواجهة مع الجانب الاميركي والتي لاتريد الانخراط بلعبة المحاور هو الفساد الذي استشرا في الدولة العراقية والصراع المحموم بين المكونات كافة على الامتيازات والمناصب والمستحقات والمواقع،فاتكئوا بكامل قواهم على المقعد المصنوع من الخيزران الفارسي ونسوا ان النجاريين في طهران تعمدوا بعدم اسناده بقوة وتركه معرض للكسر في اي لحظة حتى يسجل انه قضاء وقدر

-جاءت لحظة سقوط الموصل تحت سيطرة داعش ليمثل نقطة التحول الكبرى والفرصة المنتظرة لادخال القوى الشيعية في قلب المعادلة السياسية والامنية والعسكرية وحتى تكون التفاحة المسمومة مناصفة في المنطقة ،جحظت عيون القيادة السياسية للتحالف الوطني الشيعي عندما رات ان الفصائل الشيعية المنافسة لها على السلطة باتت تناهز الثلاثين ،يصاحبها دعم شعبي،لحاله عامة للدفاع عن النفس،جاءت فتوى الجهاد الكفائي من المرجعية الدينية ،لاجل الدفاع واسناد القوات الامنية،ستغلت طهران الموقف وفتحت ابواب فصائلها امام الفائض الذي لم تستوعبه المعسكرات الخاصة بالامن العراقي ،بذلك اختلفت المعادلة وباتت الامور تسير اكثر باتجاه الصدام مع حلفاء التغيير

-تمكنت الجمهورية الاسلامية من صناعة قوى شيعية مسلحة اولا وتومن بجميع سياسات ايران المعلنة في المنطقة كما انها ترفض تماما العمل مع الشركاء الدوليين وهذا ظهر جليا في عمليات تحرير المدن العراقية وماحدث من خلافات حتى مع الحكومة ورئيسها الذي يفترض انه القائد العام لهم ،لكن الحقيقة التي نعلمها جميعا انهم لايؤمنون بالقيادة هذه لكن الضرورة والتكتيك المرحلي يقتضي منهم ذلك

-اليوم باتت الساحة الشيعية سياسيا مهيئة لعمل انقلاب جزئي عبر الضغط لصالح سياسات اكثر تشددا في المنطقة تجاه الدول والاطراف التي لديها مواقف بالضد من الجمهورية الاسلامية ينفذها سياسيون عراقيون يتبعون جهات مسلحة دون النظر لمصلحة البلد ووضعه ومستقبله

-التحالف الوطني من بينه التيار الصدري يعلم جيدا ان الايرانيين يعملون الان على اضعاف القوى الشيعية التي عملت مع الامريكان وقبلت بالعلاقات الطبيعية مع العالم لصالح شيعة يتظاهرون في يوم القدس العالمي ويعلنون مناوئتهم للاستكبار العالمي الذي يتوسلها مشغليهم لشراء اكبر صفقة من الطائرات

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here