مصير طلبة “الليزر” المجهول!!

سلام الزبيدي

الشهادة في العراق بلا طعم بلا لون بلا رائحة, هكذا يصفها غالبية الخريجيين بعد ان صدموا بالواقع المظلم الذي ينتظرهم فيما بعد التخرج, فالتعينات خضعت للمحاصصة والمحسوبية والمنسوبية, وترك الخريج بلا حقوق ولا مستقبل وان كان كان متواضعاً, فاحلام الخريج بالحصول على ثمرة تعب السنوات بحرها وبردها ومعاناتها, ما هي الا اضغاث احلام.

ويكاد جملة جيوش الخريجيين يشتركون في معاناة الضياع, وان اختلفت اختصاصاتهم وتشعبت جامعاتهم وكلياتهم واختصاصاتهم, لاسيما اولئك الذين “لاهم في السماء ولا هم في الارض” كما يقول المثل الدارج, فلربما بعض الكليات والأقسام لهم فسحة امل في الحصول على التعيين وان كانت قليلة, لان اختصاصتهم قد ترد بين الحين والاخر على قائمة احتياجات هذه الوزارة او تلك وان تصارع عليها الاف العاطلين, لكن البعض الاخر هم منسيين وليس لهم من يعطيهم فسحة امل بالحصول على وظيفة كونهم اقسام وكليات شبحية, اختصاصاتهم لا تحتاجها الوزارات ولا الدوائر, وهذا يعني بانك ايها الطالب “تاخذ الشهادة وتتجه صوب مصيرك المجهول”.

ومن بين تلك الاقسام هو (قسم العلوم التطبيقية- فرع فيزياء الليزر) التابع للجامعة التنكلوجية, هذا القسم والفرع هو لايخرج طلبة لاتستقبلهم اي وزارة فقط, وانما الطالب فيه يدرس لمدة اربع سنوات, وعندما تسائله ما هو الليزر وما هي تطبيقاته ؟ يقول لك لا اعرف!!, ومع ان القسم يحمل اسم الليزر الا ان مناهجه بعيدة كل البعد عنه!!.

وهذه الآفة قد تجدها بغالبية الكليات لان المناهج الموضوعة هي كلاسيكية بعيدة عن الواقع, ما تجعل من الطالب فارغ المحتوى, لاسيما وانها تتركز على الجانب النظري فقط ولا يعطى للجانب العملي اي اهمية تذكر, ففي مثل هكذا اختصاصات تحتاج الى تكثيف الجانب العملي على اقل تقدير في المرحلتين الأخيرتين حتى يفهم الطالب ماذا يعني الليزر وكيف يستخدم وأين يستخدم ومتى يستخدم؟هل يتعلق في الجانب الطبي ام في جميع المجالات؟.

ليس من الصعوبة على وزارة التعليم العالي ان تعيد النظر في مناهج بعض اقسام الجامعات والكليات, حتى تستطيع ان تخرج طلبة قادرين على خدمة المجتمع ويمكن صقلهم بدورات خارجية واستثمارهم في تطوير الجانب العلمي والتكنلوجي المستخدم في جميع مؤسسات الدولة, والاستفادة منهم بتخصيص اقسام لهم في الوزارات العلمية والصحية, لاننا نهدر وقت ونهدر طاقات ونهدر كل شيء مع شديد الاسف, فهل من مجيب؟!.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here