الحسين كاسر عروش الطغاة

حسين نعمة الكرعاوي
يقول عبد الرزاق جبران
غريب امر الحسين ((قتل من الطغاة وهو ميت اكثر مما قتل منهم وهو حي ))
ولأن كلمة غريب جاءت مجازاً , فليس عجيباً امرك يامولاي , مكثت في رحم بضعة رسول الله تسعة أشهر, فصنعت تاريخ لتسعة ائمة من بعدك , يفتخرون به , صنعت تسعة مدارس اخلاقية , فالاولى كانت عنواناً للتضحية , والثانية كانت ترجماناً لرفض الظلم الباطل , والثالثة كانت منارة شامخة لأسقاط لغة السيوف , والرابعة كانت حاملةً لشعار الرضا الذي رفعته , بقولك ( الهي اذا كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى ) في تعليم تقديم القرابين , والخامسة كانت فلسفة في الاقتداء والبسالة , والسادسة كانت ميراثاً للبطولات , والسابعة كانت مدرسةً لتعليم الاصلاح للأمة , والثامنة كانت ساحة للجهاد والدفاع عن الحق وعدم الصمت أمام الطغيان , ولكن مدرستك التاسعة كانت الاعلى والاسمى وهي مدرسة كسر عروش الطغاة .
عذراً أيها العالم فالحسين الخليفة الجهادي الثاني للمسلمين بعد علي , عذراً ايها المجتبى , فأنت قادتك الاعتبارات , واثرت بك شهادة ابيك وضعف جيوشك وقلة طاعتهم , فهادنت في الخلافة، ولم تكن تنازلا، بقدر ما كانت حكمة ذلك الوقت تقتضي الخروج بأقل الخسائر, في مرحلة عسيرة كانت , ولكن الحسين , عندما وجد ان الدين قائم , على خروجه وتضحياته , عندما مر على باله لوهلة من الزمن , ان راية محمد واله الطيبين الطاهرين تحتاج الى من يرفعها امام الكفر , ويجعلها ترفرف وسط ميادين الظلم والجور , تقدمت بكل شجاعة , فانت الذي لايمكن الا ان تكون عنوانا لكل شي , وانت الذي اخترت الشهادة فكانت عنواناً لخروجك لنصرة الدين في معرك انتصار الحق في كربلاء .
من واقعة الطف أستلهمنا البطولات , ومن أكثر المعارك جدلاً في التاريخ الإسلامي صنعنا التاريخ , واعدناه بصورة اخرى , فتلك الملحمة التي دامت ثلاث ايام فقط , فحولت مسار العالم لقرون , جاءات بصورة اخرى , امتدت لثلاث سنوات , لتكون بمثابة الثأر لاتباع الحسين , من اتباع يزيد , في الوقت الذي , كان الشمر واتباعه , يفقهون لغة السيوف , نسيوا ان لغة التضحيات , التي كان يعلمها فقيه الامة علي ابن ابي طالب لابناءه , لن تقف امامها , لا سليل سيوف ولا السبعين الف مقاتل . فها هي اليوم تنطلق من جديد , بشعارات وارهاب وتمويل , ولكن ابناء الحسين , لن يجعلوا ما حصل يعاد , فخرجوا وانتصروا , فمعركة كربلاء كانت , قصة تحمل معاني كثيرة , ” كالتضحية , ونصرة الحق , والحرية ” ومعركة تحرير العراق , من دنس داعش , حملت كل الاعتبارات , والمعاني الجهادية , والتضحية والولاء , التي جاءت بها مدرسة الحسين …

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here