طايحه جوه الفراش.

رحلة طويلة من احد محافظات الوسط،جلس الرجال في صفين متقابلين،وبدا الحديث احد السادة الإجلاء (المقصود هنا بالسيد اَي من نسل الأئمة أهل البيت سلام الله عليهم اجمعين)وقد استرسل بالحديث مرصعا حديثه بآيات من القران الكريم واحاديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك عن الأئمة عليهم السلام ،وكانت هذه الآيات والاحاديث تحث على إصلاح ذات البين والتسامح والاخوة ،وكانت هذه الأحاديث تتم في مايسمى بالفصل العشائري،حيث يجتمع الرجال والوجهاء يتقدم السادة وذلك من اجل حل قضية ما،وكان هذا الاجتماع بخصوص شابين تعرضا الى الضرب المبرح والطعن بالسكاكين والالات الحادت أدت الى نقلهم الى المستشفى وقد رقدوا لايام معدودة في العناية المركزة ،وقد أدى الحادث الى حصول عاهة مستديمة فيهما.

بدا الحديث شيخ عشيرة الشابين المصابين،وكالعادة كانت احاديثه في بداية كلامه مثلما بدا السيد ،حيث ذكر آيات واحاديث في الإخوة والتسامح ،وبعدهابدء كلام من هذا الشيخ ومن ذلك وكلها احاديث مجاملات وتطيب خواطر ولَم يأخذ بنظر الاعتبار حجم الأضرار التي وقعت على الضحيتين،وكذلك الامتثال للآيات القرانيه واحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك الأحاديث عن الأئمة عليهم السلام.

أقول طلب الشيخ ١٠٠مليون دينار عراقي كتعويض من العشيرة الاخرى ،ساد الصمت في المكان برهة من الوقت ،ثم بدأت عملية تنزيل المبلغ شيئا فشيئا ،١٠ملايين للسيد الذي تكلم في بداية الفصل،و١٠ملايين اخرى للوجهاء الحاضرين ،١٠اخرى انزلها الشيخ لاخواله الجالسين في المجلس،حيث قام احدهم وطلب منه مراعاة عشيرة الأشخاص المعتدين وقد أجهش بالبكاء حزنا عليهم،١٠ملايين اخرى انزلها لامر اخر ثم انزل١٠اخرى واُخرى ،وقد وصل المبلغ المتبقي الى ٤٠مليون ،بعدها قام الشيخ ونكلم بكلام همس مع احد الشيوخ لم يسمعه الحاضرون ربما تكون فيه خصوصية أو شيء اخر،ثم رجع الشيخ الى مكانه ،فتقدم له احد الاشخاص وايضاً همس في أذنه بكلام لم نسمعه،عندها نهض الشيخ من مكانه ورفع صوته مناديا على المجلس بان الفصل (طايح جوه الفراش)وهي عباره يستعملها الشيوخ بانه ليس هناك اَي غرامة أو مال يدفع من عشيرة المعتدي ،وإذا باصوات الصلاة على محمد وال محمد ترتفع عاليا،واخذوا يكيلون المديح للشيخ الذي تصرف بمال غيره ولَم يكلف نفسه بتطبيق الحقوق التي ثبتها الله أو رسوله الكريم التي كان يتكلم بها في الجلسة أو انه يقوم بمشاورة أبناء عمومته أو من وقع عليهم الاذى وهكذا ضاع الحق وتبخر وأصبح ادراج الرياح ،ثم دعاهم الشيخ الى تناول الطعام وبعدها عاد الكل الى من حيث أتى،ول يحق الحق الذي كان الجميع يتكلم به.
عباس الادريسي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here