كركوك من التعريب إلى الاستفتاء … (1)

كركوك المدينة الكوردية الجميلة التي لم تسلم من سياسية الأنظمة المتعاقبة على حكم العراق والتي بدأت مع اكتشاف النفط فيها سنة 19927 ولم تتوقف إلا بعد سقوط النظام البائد حيث شهدت مرحلة عصيبة جدا لم تشهد من قبله اشد و أسوءا واخطرمن التعريب على مر التاريخ ولم يتجرءا على فعله من قبلهم من هو اشد منهم قوة كالمغول ، التعريب الذي أداء إلى تخريب ودمار المدينة و التغيير الديمغرافي لسكانها الكورد من ناحية وهيكلية المدينة أدارياً من ناحية أخرى .
بداء التعريب مع اكتشاف أول بئر نفطي في كركوك وبالتحديد بابا كركر أبان حكم الانتداب البريطاني قامت السلطة الملكية والى جانبهم القومين العرب بتنفيذ خطط القوى المهيمنة ذلك الوقت لقاء بقائهم بالسلطة ، وعزفوا على أوتار العاطفية والقومية وعلى الطريقة الفاشية ، وقد تجلت سياستهم هذه أستخدم طرق سافرة عندما تعمدت شركة نفط العراق بعدم تشغيل العمال الكورد إلا بإعداد ضئيلة جداً قياسا بعدد نفوسهم فضلا عن كونهم سكان المنطقة الأصلين حيث بادرت في حينها بجلب الموطنين العرب من وسط وجنوب العراق للعمل في شركة نفط العراق كل ذلك ضمن سياسية هادئة الهدف منها حرمان سكان المدينة الأصليين من الكورد من تطوير قدرتهم الذاتية والاستفادة من عملية الانتعاش الاقتصادي آنذاك وبذلك تم وبسهولة قلع جذور الكورد التاريخية و اجتثاثهم من كركوك بصورة شبه نهائيه ، فالكورد لم يحصلوا من شراكتهم في هذا الوطن ألا على القمع والاستبداد والتهميش وغمط حقوقهم وفق نظرة الهيمنة الشاملة و الالغاة الأخر ، السياسية العنجهية التي أجهزت على الأخضر واليابس وأهلكت العباد والبلاد كل ذلك من اجل نزع هوية المدينة والشواهد على كوردستانية كركوك كثيرة وعلى ثلاثة مراحل مهمة .
أولا:. العهد الملكي ، كانت خطة العهد الملكي ترمي إلى تعريب مدينة كركوك الإستراتيجية والغنية بالنفط والمعادن والخصبة زراعياً كما سبق ذكره أعلا ، فضلاً عن تهجير وطرد الإلف العوائل الكوردية منها وأحلت محلهم عشائر عربية ، والاستيلاء على أراضيهم وتسجيلها على ملاك الدولة ومن ثم توزيعه على العوائل العربية التي استوطنت المناطق الكوردية خاصة بعد استحداث لجنة باسم لجنة توطين العشائر البدوية سنة 1951 ، ومحاولة إرضاء شيخ عشائر الشمر أنذلك .
ثانياً:. العهد الجمهوري ، بعد سقوط النظام الملكي في 14 تموز 1958 وإعلان الجمهورية العراقية ، كان الشعب الكوردي يرنو لتحقيق مطامحه بعد التغيرات التي حدثت ، لكن الشوفينين لم يفسحوا المجال لتحقيق هذا الطموحات ، فقد كانت الحكومة العراقية آنذاك تدرك جيدا الأهمية الإستراتيجية والاقتصادية لكركوك لذا كانت أنظارهم متوجهة إلى تعريب هذه المدينة العريقة ، ففي صيف 1961، قامت قوات الجيش العراقي بهجمات متتالية على المناطق الكوردية ومن ضمنها كركوك والتي اضطر فيها الشعب الكوردي اللجوء إلى السلاح وقامت على أثرها ثورة 11 أيلول المجيدة بقيادة القائد الكوردي الكبير الملا مصطفى البارزاني ، حتى كان احد اقتراحات القيادة الكوردية في مفاوضات آذار 1970 جعل كركوك مركزاً للحكم الذاتي .
ثالثاً :. عهد البعث الفاشي ، وهي من أسوا المراحل التي حلت على هذه المدينة خاصة بعد العودة الثانية للبعث في 1968 التي اتخذت سياسية التعريب صورا أبشع من سابقاتها وأكثرها سواء وذلك بقيام السلطات بتغير واقع المدينة من عدة وجوه وعلى مراحل منها نقل موظفي الأحوال المدنية وجيء بغيرهم بعد تزويدهم بالتعليمات المطلوبة حول العبث بسجلات النفوس النفوس وتزويرها ، فضلا عن تغير الأسماء التاريخية للإحياء والمناطق بحجة بناءها بشكل يناسب جمالية المدينة ، وبالأخير تصبح أشبه بمستوطنات يسكناها الوافدين من القومية العربية، في ظل حكم النظام البائد استخدم طرق وحشية ضد الكورد بمحافظة كركوك خاصة بعد دخول العراق الكويت وقيام الثورة في كوردستان وفقدانه السيطرة على محافظات الإقليم الثلاثة ، حيث كانوا يخيرون بأمرين لا ثلاثة لهما إما الترحيل إلى الجنوب مع اخذ أمتعتهم معهم ا والى كوردستان مع مصادرة كل ما يملكون ، ناهيك عن قانون تصحيح القومية سيئ الصيت ، وهو أن يغير قوميته ويجد أصلا غير أصله ، ونقل سجلاتهم لعام 1957 ، حتى إن طارق عزيز احد أهم أقطاب النظام السابق وفي مفوضات عام 1991 ولدى التطرق إلى وضع كركوك قال ( أنسو كركوك كما نسي العرب الأندلس ) حتى تم ازدر الستار على تلك الحقبة العصيبة مع سقوط النظام في مزبلة التاريخ .
يوسف عبدالباقي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here