في ذكرى ثورة 14 تموز 958 محاوالت الكشف التي تعرض لها تنظيم الظباط االحرار محاوالت الكشف التي تعرض لها تنظيم الظباط االحرار

في ذكرى ثورة 14 تموز 958 محاوالت الكشف التي تعرض لها تنظيم الظباط االحرار محاوالت الكشف التي تعرض لها تنظيم الظباط االحرار

فارس عبد الوهاب أمين
شهدت المرحلة التي سبقت ثورة 14 تموز العديد من المحاوالت
والخيانات وأبرزها اجتماع الكاظمية والذي يعرف ايضا بوشاية
الكاظمية، وقد سلطت العديد من الكتب والبحوث والمذكرات الضوء
على هذه الحادثة التي حصلت قبل الثورة بسنتين ففي عام 1956
وقبل تشكيل اللجنة العليا لتنظيم الضباط االحرار عقد لقاء دعا له و
نظمه اسماعيل العارف و حضره اربعة وهم العقيد الركن عبد
الوهاب امين والمقدم الركن رفعت الحاج سري والمقدم الركن
اسماعيل العارف والمقدم صالح عبد المجيد السامرائي في منزل
صفاء العارف شقيق اسماعيل العارف في منطقة الكاظمية وتم
الحديث بامور عامه و ال عالقه لها باي تداخل بالعمل الثوري,حسب
مذكرات المرحوم رفعت, وفي الصباح الباكر من اليوم التالي ارسل
رئيس اركان الجيش بطلب الضباط االربعة واخبرهم بتفاصيل
االجتماع وقام بنقل رفعت الحاج سري الى قلعة صالح في العمارة
واسماعيل العارف من منصبه سكريتر شخصي لرئيس اركان الجيش
الى ملحق عسكري في السفارة العراقية في الواليات المتحدة وصالح
مجيد السامرائي الى ملحق عسكري في السفارة العراقية في االردن
اما عبد الوهاب امين فابقاه بمنصبه مدير الشعبة الثانية في مديرية
الحركات العسكرية بوزارة الدفاع،
جميع الكتب والبحوث العلمية واالكاديمية تؤكد ان العقيد الركن
اسماعيل ابراهيم العارف هو الواشي وهو من كشف التنظيم امام
رئاسة اركان الجيش، فقد ذكر رئيس اركان الجيش رفيق عارف اثناء
محاكمته في محكمة الشعب برئاسة العقيد فاضل عباس
المهداوي)محضر محكمه الشعب الجزء الخامس( انه كان يعرف
بوجود تنظيم الضباط االحرار وأنه كان يعتبر الضباط مثل أوالده ولم
يحاسبهم او يخبر السلطة عنهم وانه ساعد التنظيم على النجاح بعد ان
قام بنقل الضابط الذي كان يشكل خطرا خارج ً على التنظيم الى
العراق ، وهذا الكالم ينطبق على اسماعيل العارف النه اصبح ملحقا
عسكريا بالسفارة العراقية في واشنطن،اضافتا, كما ذكر العقيد محسن
حسين الحبيب في مذكراته وهو عضو اللجنة العليا لتنظيم الضباط
األحرار ما يلي: لقد تساءل الكثيرون بعد حادثة الكاظمية عن اسم
الضابط الذي اخبر رئيس اركان الجيش باالجتماع، وانه من الواضح
لم يكن رفعت الذي أضره النقل اكثر من غيره بل واحد من الثالثة
اآلخرين والذي يجب ان يكون وثيق الصلة برئيس اركان الجيش لكي
يكون بمقدوره اخباره في صبيحة اليوم التالي من االجتماع، وطبعا
منصب اسماعيل العارف كسكرتير شخصي لرئيس اركان الجيش
تؤشر الى تلك الحقيقية، وبعد نجاح ثورة ١٤ تموز اتصل اسماعيل
العارف بجاسم العزاوي السكرتير الصحافي للزعيم وطلب منه اقناع
الزعيم بنقله الى نيويورك ليصبح مندوب العراق في االمم المتحدة
فوافق الزعيم على ذلك االمر الذي ادى الى غضب عبد السالم
عارف ووصفي طاهر وقد تجسد هذا الغضب في محاكمة عبد السالم
عارف في محكمة الشعب عام ١٩٥٨ عندما سأل عبد السالم وصفي
طاهر عن سبب تعيين اسماعيل العارف مندوب العراق في االمم
المتحدة على الرغم من انه هو الواشي في اجتماع الكاظمية اجابه
وصفي طاهر بانه يعلم انه الواشي لكنه يبقى قرار الزعيم ويجب
احترامه، هذا الحوار موثق في محاضر محكمة الشعب الجزء
الخامس.
كما ان العقيد الركن جاسم العزاوي وهو صديق مقرب السماعيل
العارف وشارك معه في انقالب ٨ شباط ضد ثورة تموز يقول في
مذكراته: ذكر لي العقيد الركن رفعت الحاج سري أنه يشك باسماعيل
بالموت اذا
عارف بانه الواشي بحادثة الكاظمية وانه أرسل اليه تهديداً
آخر او كشف ما يعرفه عن تشكيالت الضباط االحرار
ما ذكر شيئاً
واتخذ قرارا بعزله عن التنظيم تماماً وبعد ان صدر قرار بنقل
اسماعيل العارف الى بغداد في تاريخ ١ شباط ١٩٥٩ اخر رجوعه
خوفا من انتقام رفعت الحاج سري ولم يعود الى العراق اال بعد ان تم
اعتقال رفعت الحاج سري بتهمة المشاركة في حركة عبد الوهاب
الشواف عام 1959 وقرر السفر من الواليات المتحدة الى بريطانيا
عبر البحر بدالً من الطائرة لكسب الوقت، وظل في لندن شهرا كامال
وفي بيروت ثالثة اسابيع حتى تاكد بأن رفعت الحاج سري لن يخرج
من السجن، كما ذكر العقيد الركن عبد الكريم فرحان وهو عضو
اللجنة العليا لتنظيم الضباط االحرار في مذكراته وهو يسلط الضوء
على وشاية الكاظمية: ال شك أن المخبر كان ضعيف االيمان بالنجاح
ولعله تذكر حركة آذار مارس 1941 واعدام قادتها فسعى الى
الهروب وقد تحقق له ما أراد فابتعد عن الميدان وكوفئ على صنيعته
وكان منصب الملحق العسكري وما يزال من المناصب المرموقة
سواء كان في االردن او تركيا او الواليات المتحدة االميركية لمزاياه
المادية والمعنوية .
كما يذكر الدكتور مجيد خدوري في كتابه العراق الجمهوري طبعة
عام 1974 صفحة 35-36 ان جماعة رفعت الحاج سري يؤكدون ان
الواشي هو اسماعيل العارف والذي حاول تفتيت التنظيم الذي يعتبر
اقدم تنظيم للضباط االحرار وبتحريض من الشيوعيون وان اسماعيل
العارف اخذ المكافأ بنقله من السكرتير الشخصي لرئيس اركان
الجيش الى ملحق عسكري في واشنطن واضاف خدوري ان التنظيم
اعادة بناء نفسه في حزيران 1956 بعد الكبوة التي مر بها نتيجة
وشاية اسماعيل العارف وشكلت اللجنه العليا للضباط االحرار
واصبح عدد اللجنه العليا اربعة عشر ظابط ومنهم مسؤل لجنة
التخطيط والمتابعه الزعيم عبد الوهاب امين، وبعد التخلص من
الواشي اتبع التنظيم اسلوب الحذر والكتمان، يقول الدكتور براندون
روبرت كنج في كتابه المخابرات االمريكية وثورة تموز 1958
ترجمة مصطفى نعمان احمد صفحة 15 ان االخفاق االستخباراتي
االميركي كان ضربة قاسية والسبب يعود للكتمان والحذر الشديدين
بعد الوشاية مشيرا الى ان هذا الفشل ادى الى خسارة اكبر حليف
للغرب بالشرق االوسط كما يذكر هاني الفكيكي في كتابه اوكار
الهزيمه صفحه 254 ما يلي انه تم اعتقال اسماعيل العارف واخوه
المحامي صفاء العارف في يوم انقالب 8 شباط وعند وصولهم
للمعتقل في معسكر الرشيد مقر اللواء التاسع عشر صاح علي صالح
السعدي وبصوت عالي جدا وطلب من جميع الضباط احترامهم
وتقديم العشاء والشاي لهم النهم ضيفاه الشخصيان ومن الذين استفاد
منهم الحزب في تحقيق االنقالب االسود.
كانت هذه اخطر المحاوالت والدرس منها كان قاسيا على جميع
الظباط االحرار,ولكن الحنكه والسريه والحذر مكنا من تشكيل اللجنه
العليا لتنظيم الظباط االحرار و المباشره بخطة الثوره.
قام العقيد الركن عبد الوهاب امين بالتنسيق السري مع الزعيم الركن
عبد الكريم قاسم باصدار كتاب مديرية الحركات العسكريه لتحرك
اللواء التاسع عشر واللواء العشرين الى االردن من خالل بغداد مع
الذخيره الحيه مما مكن نجاح الثوره من اول اطالقه.
مع اطيب التحيات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here