كركوك تقترب من انجاز جسر ستراتيجي يربط الجنوب بكردستان

كركوك/ مروان العاني

أعلنت ادارة محافظة كركوك عن قربها انجاز أضخم مشروع لانشاء طريق ستراتيجي يربط مدن جنوبي ووسط العراق باقليم كردستان، وفيما أعلنت ان تكلفة المشروع البالغة 68 مليار دينار ضمن تخصيصات البترودولار من الحكومة الاتحادية، وعدت بأكمال عشر مدارس حديثة ستدخل للعمل مطلع العام الدراسي القادم.

وقال محافظ كركوك الدكتور نجم الدين كريم في حديث لـ”المدى”، ان “كركوك ستشهد مع مطلع العام الدراسي الجديد ادخال عشر مدارس حديثة ومتطورة هي الأولى من نوعها بالمحافظة والعراق ذات 32 صفاً والمنفذة وفق مواصفات حديثة من قبل شركة ايطالية والتي جاءت ضمن مشروع شمل انجاز 35 مدرسة”.
وأكد كريم ان “كركوك ايضا ستشهد نهاية الشهر القادم اكمال مشروع الطريق الحولي وهو واحد من المشاريع الستراتيجية والحيوية في العراق والذي سيؤمن مسارا للشاحنات والمسافرين وينشّط الحركة الاقتصادية في العراق وكركوك بشكل خاص الى جانب انجاز واحدة من اروع المباني الحديثة في العراق هو تشييد مبنى المحافظة والمجلس نهاية العام الحالي”.
وقال كريم ان “ما يتحقق في كركوك هو مكسب لنا جميعا ورسالة تعكس حرص ادارة ومواطني كركوك لتحقيق التقدم والرخاء”.
هذا وأشار المهندس الخبير عبد الكريم حسن رفيق الى ان “المشروع يتألف من طريق عريض بممرين عرض كل ممر 12 م اي ثلاث خطوط للمركبات يبدأ من جسر السليمانية شمال شرق كركوك وينتهي بتقاطع ناحية تازة جنوب كركوك 15 كم وبطول 21 كم”.
وأوضح رفيق ان “العمل الآن يجري بالمسارات الاخيرة للممرات بجانبيه الأيمن والأيسر للطريق بعد اكمال عمليات صب الكونكريت المسلح للممر الأيمن ومن المؤمل ان يتم انجازه للمرور نهاية الشهر القادم”، مؤكدا ان “نسب الانجاز تجاوزت 93%”.
وأشار رفيق الى ان “المشروع الحيوي شمل في السابق تنفيذ 6 كلم ضمن تنمية الاقاليم شمال المدينة وسبقها عام 1982 تنفيذ جزء منه غربي المدينة بطول 9 كلم، وان ادارة المحافظة لديها خطط جادة في اكمال كامل حلقات الطريق الحولي للجزء المتبقي والذي يبدأ من تقاطع دوميز جنوب المدينة الى طريق كركوك تكريت بطول 8 كم”.
وشدد إن “المشروع الحالي سيضمن بمساراته بطول 21 كلم عدم دخول الشاحنات والمسافرين الى مركز مدينة كركوك بل التوجه عبر خارج حدودها لمدن كردستان والحدود التركية الايرانية”.
وأكد ان “المشروع سيسهم بتخفيف الزخم المروي وتسهيل حركة الشاحنات القادمة وسيربط طريق بغداد كركوك من دون اضطرار السائقين المرور بمركز المدينة”. وتابع ان “المشروع يضم ايضا اربعة جسور رئيسة مع قناطر صندوقية وانبوبية عديدة الى جانب الارصفة والجزرات الوسطية والربط مع الطرق الفرعية والتي تتقاطع معه”.
وأوضح ان “كلفة المشروع الذي تنفذه تسع شركات رصينة تصل 68 مليار دينار ضمن تخصيصات البترودولار للحكومة الاتحادية، كما ان المشروع الذي اعلن عنه مطلع العام 2014 لم يحصل فيه المقاولون على كامل مستحقاتهم المالية لكنهم تعاونوا بحكمة تجاه مدينتهم كركوك واعمارها بعد ان كان لمحافظ كركوك الدور الكبير في دعم وتشجيع المقاولين على الاستمرار بالاعمال الموكلة اليهم رغم الظروف المالية والاقتصادية التي يعاني منها العراق وكركوك بشكل خاص وتم تسديد جزء من مستحقاتهم عن طريق ما تحصل عليه كركوك حاليا من اقليم كردستان عبر جزء من تخصيصات البترودولار”.
وزاد ان “لمحافظ كركوك بشكل صريح الدور الجريء والواضح والقرار الشجاع والكبير بما يضمن سرعة التنفيذ للمشاريع واصراره على تقديم افضل الخدمات لمواطني كركوك بعيدا عن الضوضاء السياسية، قائلا بصدق من يشكك في رؤيتنا عليه زيارة كركوك ومشاهدة التقدم الحاصل في بناها التحيتة”.
وعد الخبير الهندسي المشروع بأنه من المشاريع الكبيرة في العراق والذي سيعمل على ربط وتنشيط الحركة التجارية من الموانىء العراقية الى المراكز الحدودية مع إيران وتركيا مرورا بالعاصمة بغداد وكركوك ومدن كردستان والمدن التي تقع على الطريق.
ولفت الى ان “المشروع سيقدم خدمة اخرى لكركوك وزيادة نشاطها التجاري والأستثماري وتأمين فرص عمل كبيرة لمواطنيها عبر العديد من الانشطة على طول الطريق الذي يمتد به المشروع كون كركوك اليوم هي الشريان الاقتصادي الوحيد للحركة التجارية بين جنوبي العراق والدول المجاورة.
وبين أن “كركوك واصلت تنفيذ مشاريعها الخدمية الحيوية لاسيما المدارس والجسور والمراكز الصحية، على الرغم من ظروف الحرب ضد عصابات داعش الإرهابية والتحديات الاقتصادية التي تواجهها وعدم صرف مستحقاتها المالية، فضلاً عن استقبالها أكثر من 650 ألف نازح بينهم 35 الف أسرة من الحويجة والنواحي التابعة لها”، مؤكدا ان “الإسراع بإكمال المشاريع الخدمية أفضل رد على تلك التحديات فالنصر الذي نريده عسكري واقتصادي وزراعي وخدمي”.
بدوره قال مدير المشروع المهندس قيماز علي موسى إن الملاكات الفنية والهندسية بالدائرة تواصل عملها بالطريق الحولي الذي يعد من المشاريع الخدمية الضخمة في العراق، مؤكدا ان العمل بمشروع الطريق الحولي بدأ مطلع العام 2014، بكلفة 68 مليار دينار، ضمن تخصيصات البترودولار، وكان المفروض أن يكتمل مطلع العام الحالي 2016، لكنه تأخر بسبب الأزمة المالية وعدم إرسال الحكومة الاتحادية تخصيصات المحافظة.
يذكر أن كركوك،(250 كم شمال العاصمة بغداد)، شهدت خلال الأعوام السنوات الست الماضية، تنفيذ أكثر من ألف مشروع منها تبليط واكساء أكثر من 1200 كم وتنفيذ 22 جسراً أو مجسراً بالمحافظة لكنها تشكو من عدم صرف الحكومة الاتحادية مستحقاتها المالية وتعاني من أزمة اقتصادية بسبب انخفاض أسعار النفط وعدم صرف الحكومة الاتحادية مستحقاتها المالية منذ منتصف العام 2013، فضلاً عن استقبالها أكثر من 650 ألف نازح، ما أدى إلى توقف الكثير من مشاريعها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here