إعلانٌ لِفُقراءِ ألعالم

بسم الله الرّحمن الرّحيم
[يا فقراء العالم إتّحدوا]؛ إتّحدوا ضد السلاطين و الطغاة و الأغنياء, فآلله تعالى معكم و يخاطبكم بقوله:
[مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَ مِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَ مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ](ألأحزاب23).
لا تركنوا للطغاة؛ لا تسمعوا شعاراتهم الكاذبة؛ لا تصفقوا لهم؛ قاطعوا مجالسهم؛ لقد جرّبتم جميع الأحزاب و التيارات و الكتل كما جرّبها آبائكم و أجدادكم, و كانوا أسوء تجربة شوّهوا وجه الأسلام و الوطن و الدِّين!

بل كثرت بسببهم الطبقات و الأحزاب و المنظمات و التيارات و آلأنشقاقات في بلادنا لأجل الدّنيا ثمّ فرّخت عن إنشقاقات و تيارات أخرى لأجل الحكم و المناصب و المزيد من الأمتيازات على حساب الفقراء و المعذبين؛ نُعلن أليوم للأنسانيّة جمعاء و لأمّة الأسلام خصوصاً و للشعب العراقيّ بشكلٍ أخصّ عن تشكيل تيار جديد – هو قديم في أصوله يمتد في أعماق التأريخ من هابيل و إلى آخر فقير اليوم – باسم (تيار الفقراء) (المستضعفين).

و إنّ آلأنتماء مفتوحٌ لكلّ آلمعذّبين في الأرض لأنّ هويتهم إنسانيّة واحدة, خصوصاً في عراق الفساد و الجّهل و الجريمة و الظلم و العبودية للدّولار و السّلطة و الشّهوة .. كما في كلّ الأرض, بشرط إيمان العضو بآلمبادئ ألأخلاقيّة و الفلسفيّة الأنسانيّة الكونّية ألتي يتّصف بها المستضعفون!

فلسفة تيار الفقراء:
ألفقير ليس بآلضرورة أن يكون مُعدماً من الناحية الماديّة فقط .. و إن كانت تلك الصّفة الميزة العامة المشتركة بينهم؛ بل قد يكون بآلأضافة لذلك؛ فقيرٌ في آلأخلاق و الفكر و العلم و المعرفة و آلآداب الكونيّة و في حقيقة الأيمان بآلله و بأسرار الكون, و يمكن أن يكون فقيراً في كلّ شيئ حتى الصحة البدنية, نتيجة الظلم و الفساد و الأستضعاف الذي كرّسه طُلّاب ألدّنيا من قادة الأحزاب و الكتل و الأئتلافات و التيارات و المنظمات العلنيّة و السّرية التي توافقت و تفنّنت في إستعباد الأنسان و بشتى الطرق و الأساليب اللاإنسانية و بإشراف و رعاية (المنظمة الأقتصادية العالمية) التي تُدير و تسيطر على كلّ حكومات و أحزاب العالم التي إستسلمت لها و عرضت بدورها خدماتها مقابل بقائهم في الحكم و بناء بيوتهم و هدم أوطانهم و كما حصل في العراق الدّامي و كل البلاد العربية و الآسيوية و الأفريقية و حتي الأوربية و الأمريكية و الأسترالية!

و لذلك يتأسس تيار الفقراء ليمثل أكثريّة الشعب العراقي و أكثرية الناس و الأمم في العالم مقابل مجموعة الأثرياء الكبار الفاسدين في (المنظمة الأقتصادية العالميّة) و خلفهم الحكام و الأغنياء الصغار من الرؤوساء و الوزراء و النواب و المستشارين و المدراء كذيول منفذة لخططهم الستراتيجية التي تهدف إلى إخضاع مصادر الطاقة في العالم عن طريقهم لشركاتهم و لمنافعهم لاذلال الفقراء و قهرهم.

إن قيامنا هو لله تعالى الذي أمرنا بقوله؛(قوموا لله مثنى و فُرادى) عن طريق نشر المحبة و الأمل و العشق و توزيع الثروات بآلتساوي بين الناس من دون التفريق بين الرئيس و المرؤوس؛ بين الجندي و القائد؛ بين الوزير و الموظف؛ بين الخادم و السيد, بعكس ما كان و ما هو عليه الحال الآن من الفوارق الطبقية و الحقوقية و الأجتماعية و السياسية بإستثناء فترة حكم الأمام عليّ(ع) .. حيث كان يعيش و يتمتع الجميع في ظل حكومته بحياة كريمة ملئها المحبة و الأخاء و الأمان و المساواة و العدالة!

و نعتقد بأنّ إمتداد هذا التيار الذي يُمثل المستضعفين بحسب وصف الله تعالى لنا في القرآن الكريم من شأنه أن يُحَكّم الحقّ و يحكم بآلحقّ بين الناس و أن يكنس بآلمقابل جميع التيارات و الكتل و الأحزاب التي ثبتت فسادها بسرقتها لأموال الناس و فرحتها بدنياها .. متعالية على الفقراء بعد عقود من الحكم و التسلط حيث سرقت قوت الفقراء من خلال قوانين إستكبارية راعت بآلدرجة الأولى رواتب و حقوق و مصالح الرؤوساء و الحاكمين العملاء, مقابل بيع كل مخازن و منابع و ذخائر الطاقة تحت الأرض و التي هي ملك الأجيال القادمة التي لم تلد بعد!

مراكزنا و مقرّاتنا هي كلّ أرض الله و ساحاته و كلّ بيوت الفقراء و مدارسهم و مراكزهم مفتوحة, و لا يوجد فيها خدم و حشم و حمايات و سيارات مصفحة و مدرعات و أسلحة دفاعية و هجومية ضد الناس, بل حماية الفقراء هم الفقراء, الذين ظاهرهم كباطنهم و قلوبهم كوجهوهم لا تبديل لخلق الله, بل الخادم الذي يخدم فيهم أكثر .. هو من يتقدّم الجمع و يكون أعلى علماً و فضيلةً و شهادة و تواضعاً, كما الشجرة المثمرة كلّما كانت ثمارها أكثر كان إنحنائها للأرض أكثر, و كما يقول المثل (سيّد القوم خادمهم) بعكس المسؤوليين و الوزراء و النواب الفاسدين الحاليين و الأثرياء الذين تكبّروا على الناس, نستثني منهم البدريين في قوات الحشد الشعبي و كل فصائل المقاومة العالمية و من مثلهم خارج العراق!

ديدنهم – ديدن الفقراء – الموالاة لله و للرسول و لولي الأمر .. والتواصي بآلصبر و الحق .. لا نفاق و لا كذب و لا غيبة بينهم و كما هو عادة و ثقافة الأحزاب الحاكمة اليوم في جلساتهم الحزبية, حيث إن زادنا الوحيد في إجتماعاتنا هو التقوى و المحبة و حديث العرفان و العشق و الأنس و الأدب و الفكر و أسرار الوجود!

موائدنا مشتركة و بسيطة و مجالسنا مجالس أنس و هيام في حُبّ و معرفة الله و الأنسان و الطبيعة و حبّ الجّمال!

لا مكان للخائنين بيننا, ديدننا الحلم و السّماحة, نُحبّ العلم و العمل و الصبر و التحمل و آلمُداراة و الأدب و الحياء و التسامح مع الجميع إلا مع المنافقين الذين لهم عدّة وجوه و طلعات و الذين يقولون أمامك ما لا يقولونه خلفك!

لا ينطقون – أيّ الفقراء – بغير الحقّ, و في محلّه؛ بعيدون عن الثرثرة و اللغوة التي ميّزت الأحزاب الأسلاميّة و الوطنيّة و القوميّة الحاليّة خصوصاً العراقيّة!

يُسارعون في الخيرات و مجالس الخير و المنتديات الفكرية و الثقافية .. سبّاقون في دعم اهل الفكر و الخير و في تكثير مجالس الأمر بآلمعروف, لا يتكبرون على الناس و على أهل الدّين و المعرفة و التواضع!

و جودهم في كلّ محفل و مجلس و مسجد مبعث للأمان و آلراحة و نشر المعارف و الخير و الهدوء و الأمن و النور, بعكس أعضاء الأحزاب الأخرى الذين محضرهم محضر سوء و مغثة و غيبة و نميمة و مبعث للفرقة و النبز و النفاق!

يبحثون – أيّ الفقراء – عن العلل و الأسباب و الجذور في كلّ خلق الله و آياته و ظواهره في هذا الوجود و منها مسألة (الغنى), حيث يعتقد بأن الأنسان لا يُغنى إلّا بآلبخل أو الحرام, و كلاهما أسوء من الآخر .. لأن (كافر سخي خير من مؤمن بخيل)!
و لأنّه و كما جاء في نهج البلاغة؛ [ما جاع فقير إلا بما مُـتّع به غني], فكيف الحال مع الذين رواتبهم الشهرية تعادل رواتب أكثر من 200 عائلة فقيرة بضربة واحدة.
سؤآلهم – أيّ أصحاب القلوب – و همّهم الدائم و الوحيد هو: [كيف ينام أهل آلدِّين و العلم بهدوء مرتاحين و في الأرض مئات الملايين من الذين يعيشون تحت خط الفقر بلا دواء و لا ماء و لا كهرباء و لا غذاء كافي و لا أبسط مقومات الحياة الطبيعية الأنسانية]!؟
هؤلاء الفقراء و كلّ من معهم ما كانوا يفتقرون لولا الأغنياء, و سيدخلون الجّنة بإذن الله بلا حساب؛ لأنّهم أحباب الله و أوليائه و لم يتعدّوا على حقوق و كرامة الآخرين و لم يسرقوا رغم كدحهم الدائم, و ليس عليهم شيئ, لأنهم لم يمتلكوا شيئ ليُحاسبوا عليه .. بل عاشوا نضيفي آلأيدي و الأحضان, لذلك فأنّ العاقبة الحسنى حليفهم بحسب وعد الله الذي قال:
[و َنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ](ألقصص/5).
و إنّ المؤمنين اليوم مستضعفون حقّاَ من قبل الأثرياء و أصحاب المال و الشركات و السلطة .. لذلك هم وحدهم حزب الله ..
أ لَا أنّ حزب الله هم الغالبون .. صدق الله العلي العظيم
عزيز الخزرجي
مفكر كونيّ
7/27/2017

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here