الشاعرة الفحماوية أميمة جبارين

شاكر فريد حسن

أميمة رفيق جبارين من اوائل المبدعات اللواتي ظهرن على الساحة الأدبية الفحماوية ، واثبتت حضورها ووجودها بكتاباتها الشعرية المميزة ، التي نشرتها في الصحافة المحلية ، ومنها صحيفة ” الاتحاد” ، فلاقت الاعجاب والاستحسان من محبي الأدب والشعر والثقافة .

تميزت أميمة بالجرأة والشجاعة في تناول موضوعات كان يرى فيها مجتمعنا انها من الممنوعات والمحرمات ، فلم تأبه لذلك ، فكتبت عن الحب والحبيب وعشاق الأرض ، وعن الحرية والوطن ، والانسان الباحث عن حياة انسانية سعيدة ورغيدة وكريمة في مجتمع تسوده المحبة والعدل والتسامح الانساني .

اميمة منذ شبوبيتها وفتوتها تسلحت بوعي سياسي وفكري ، وثقافة تقدمية، فآمنت بالفكر التحرري الانعتاقي المنفتح على الحضارة والتقدم والحداثة والعصرنة ، وخاضت معارك قلمية كثيرة في سبيل تحقيق الذات وممارسة الحرية، التي ترى فيها الدرب والنبراس نحو تحقيق الانجازات والانتصارات لمجتمع التقدم والنور.

انحازت اميمة بكل ثقة وايمان ومعتقد لقضايا المرأة وتحررها الاجتماعي والفكري، ورأت ان مسالة تحررها مرتبطة بتحرر المجتمع اولا ً من الأفكار الظلامية والسلفية والذكورية.

أميمة جبارين في بواكيرها وتجاربها الشعرية اتصفت بصدقها وعفويتها وجمال تعابيرها الذبيحة بين عناد الكتمان وشموخ الاعزاز بالذات. وكانت تجلد الأنثى عندما تكبو، وحين تبحر بعيدة عن الشاطىء، من مرفأ العاطفة عند اشتعال اللهب بوقود الوجدان.

جمعت أميمة اشعارها بين شجن الروح ، وثورة الحب ، وتدفق العواطف ، وغطرسة الكبرياء،وذل الاعتراف بالندم ، وضعف الأنثى وسلطان العشق، فاشعلت الدرب بمشاعر دافئة غزيرة التدفق بالرغبة الجامحة صوب المصالحة مع الذات والنفس.

ولم تتركنا أميمة حتى بعثت رسالة الطمأنينة، لتؤكد انها باقية على الوفاءفي عذاب العشق الروحي الوجداني ، الذي يعمر قلبها وروحها.

وقد امتطت فن البديع بشكل لافت غير متصنع وغير متكلف ، وركبت طباقات الجناس اللفظية البديعة.

أميمة جبارين سحرت القلوب ولونت الألوان بنصوصها ونبض روحها وكلماتها اللاهبة، التي حملت دفئاً انسانياً صادقاً.

قرأت أميمة المشهد الشعري والساحة الأدبية وما يرافقها من مهازل ومسخرات من زمان فاعتزلتهما.وعرفت طاقتها وقدرها وتنازلت عن صفة شاعرة، واتجهت للانتاج والتربية والتأثير على الأجيال القادمة من خلال موقعها كمديرة لدار اليمامة للطفولة المبكرة. لكنها بقيت تبث نبضات قلبها وروحها من خلال لوحاتها النثرية عبر صفحتها الفيسبوكية.

فألف تحية لأميمة جبارين ، التي تخلت عن لقب شاعرة في زمن تتراكض فيه الكثيرات لينلن هذا اللقب السحري..!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here