داعش يثبت أقدامه في منطقة جبل حمرين

دشتي علي

تفيد المعلومات الاستخبارية للبيشمركة بأنه تمت ملاحظة تحركات مكثفة لمسلحي داعش في جبل حمرين خلال الأسابيع الماضية فيما يتوقع ان يكون معظم قادة التنظيم قد انسحبوا إلى المرتفعات والوديان الوعرة في المنطقة.

سلسلة جبال حمرين من الناحية الجغرافية والعسكرية تمثل منطقة وعرة تمتد من محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين إلى المناطق المحاذية للحدود الإيرانية لتصل الى محيط الحدود السورية.

جميع مناطق حوض حمرين وقعت تحت سيطرة داعش بعد حزيران (يونيو) من عام 2014 ولكن أعيدت السيطرة على معظم المناطق من خلال الهجمات المضادة للجيش العراقي والبيشمركة وعاد الاستقرار النسبي إليها، إلا أن المنطقة تشهد تحركات مكثفة لمسلحي داعش منذ أسابيع أصبحت مبعث خطر بالنسبة للأجهزة الأمنية والاستخبارية.

وستا رسول قائد محور جنوب كركوك لقوات البيشمركة قال لـ”نقاش”: انه “بعد هجمات الجيش العراقي في الموصل وهزيمة داعش في المدينة يعود مسلحو التنظيم المتشدد أفرادا ومفارز الى منطقة حمرين وقضاء الحويجة الذي يسيطر عليه التنظيم”.

واضاف: “ينوي داعش تعزيز صفوفه في المنطقة ولا يخوض معارك جبهوية ضد الجيش والبيشمركة وإنما يقوم بهجمات كحرب العصابات”.

وتشير معلومات قادة البيشمركة إلى تزايد أعداد مسلحي داعش في المنطقة وحول ذلك قال وستا رسول: “أعلن داعش ولاية الجبل قبل فترة في إشارة الى جبل حمرين”.

وعزا القائد في قوات البيشمركة سبب اختيار داعش لجبل حمرين إلى وعورة المنطقة واتصالها بسوريا الأمر الذي يساهم في تسهيل حركة مسلحيه بين العراق وسوريا.

ولا تتمتع سلسلة جبال حمرين بسمعة جيدة لدى القوات الأمنية والاستخبارية في العراق وكردستان حيث كانت المنطقة بؤرة لتحركات الجماعات المتطرفة منذ سنوات وكانوا يرون أن “بيوض الإرهاب” تفقس من تلك المنطقة.

وبعد عام 2003 كانت معظم الجماعات المسلحة المعارضة للسلطة الجديدة في العراق تحتفظ ببؤر في المنطقة وتقوم بنشاطاتها من هناك، وكانت جماعات (القاعدة وانصار السنة وجيش النقشبنديين وجيش المجاهدين وحزب العودة) المسلحة متواجدة في المنطقة قبل ظهور داعش وكانت تقوم بهجمات في كركوك وداقوق وطوزخورماتو وجلولاء والسعدية وقره تبه.

وهاجم مسلحون من داعش خلال الأسبوعين الماضيين جبهات البيشمركة في محور طوزخورماتو أكثر من مرة ما دفع البيشمركة الى تعزيز الجبهات وحفر الخنادق حفاظا على أرواحهم.

وأشار عبدالله بور قائد البيشمركة في محور طوزخورماتو خلال حديثه لـ”نقاش” الى عودة داعش الى حرب العصابات بعد فقدانه المدن الكبرى وقال: “لا يستطيعون احتلال اي منطقة والسيطرة عليها بل يقومون بهجماتهم فقط ثم يعودون الى مناطقهم”.

يخوض داعش حرباً نفسية ضد البيشمركة كما يقول عبدالله بور، مشيرا الى انهم يتجولون قرب سواتر البيشمركة ليلا ثم يعودون الى مخابئهم في حمرين نهارا.

ولا يشكل تواجد المسلحين في تلك الجبال خطرا على المناطق الحدودية لاقليم كردستان وجبهات البيشمركة فحسب بل يهدد الامن والاستقرار في المدن والبلدات العراقية أيضاً، ولم يخف وستا رسول قائد البيشمركة في محور جنوب كركوك ان تواجد المسلحين في حمرين لن ينتهي وسيستمر خطرهم على الإقليم والعراق.

لاهو شيخ جنكي مسؤول وكالة الحماية والمعلومات في مجلس امن الاقليم زار بغداد اوائل شهر حزيران (يونيو) الماضي واجتمع مع كل من وزير الدفاع ومستشار الامن الوطني العراقي، وأفاد بيان لمكتب لاهور طالباني انه تم خلال الاجتماعات بحث تواجد بؤر داعش في ديالى وسلسلة جبال حمرين التي تهدد سكان تلك المناطق وكيفية مواجهتها.

واعلن لاهور جنكي في تصريح لوكالة رويترز نهاية الاسبوع الماضي ان التنظيم المتشدد سيتخذ من حمرين بؤرة له، وأضاف: “اعتقد ان أياماً أصعب مقبلة”.

يضم حوض حمرين بحيرة حمرين التي يسيطر الجيش العراقي والحشد الشعبي على جنوبها وغربها فيما يخضع شمال وشرق البحيرة لسيطرة البيشمركة وتتوقع القوات الامنية ان يستخدم داعش البحيرة لتحركاته.

الرائد ريبين طه مسؤول عمليات البيشمركة في محور النقشبدي – تبج قرب جلولاء والسعدية في محافظة ديالى حمّل الجيش العراقي والحشد الشعبي مسؤولية الفراغ الأمني وقال “إنهم يتسللون من المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش والحشد الى حمرين ويهاجمون جبهات البيشمركة او يزرعون العبوات ثم يعودون”.

واضاف: “المهم ان داعش ليس لديه مقرات او مواقع في المناطق الخاضعة لسيطرة البيشمركة وقد حصنّا منطقتنا تماما”.

وتشكل منطقة جبل حمرين بالنسبة للقوات الأمنية العراقية والكردية اكثر خطورة من قضاء الحويجة اذ تخشى من تسلل داعش منها الى داخل المدن إذ يقوم بضرباته عن طريق التفجيرات ولاسيما وان لدى القوات الامنية تجربة مريرة بهذا الخصوص.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here