هل سيتحول الصراع بين اربيل وبغداد الى حرب طائفية؟!

محمدواني
عندما زحفت قوات تنظيم “داعش” نحو بغداد في يونيو من عام 2014 وشكلت خطورة كبيرة على الحكم الشيعي في بغداد اعلن المرجع الشيعي علي السيستاني عن حالة استنفار قصوى في المجتمع الشيعي واصدر فتوى”كفائية”بتأسيس هيئة الحشد الشعبي من عامة الجماهيرالشيعية والميليشيات المسلحة العقائدية التي كانت لها دور كبير في الحرب الطائفية التي جرت في عامي 2006 و2007 وذلك لمواجهة خطر التنظيم الارهابي ، رغم شراسة ودموية “داعش”المعروفة فان بعض الميليشيات الشيعية المنضوية في هيئة الحشد(اكثر من 50 ميليشيا)لاتقل عنها خطورة وشراسة وخاصة بعد تعاملها الفظ مع اهالي المناطق السنية بعد تحريرها من يد قوات “داعش” وحالات الخطف والقتل الجارية فيها لحد الان..
وستبقى ميليشا الحشد الشعبي قوى طائفية عقائدية ضاربة جاهزة لمواجهة اي قوة تريد زعزعة الحكم الشيعي وخاصة بعد ان اخذت طابعا شرعيا بعد ان صوت البرلمان العراقي على قانون الحشد الشعبي عام 2016.. ومن المفروض بعد تحرير مدينة الموصل من قبضة “داعش” وانتهاء الحرب ، ان يحل الحشد الشعبي اوتوزع عناصرها على القوات العسكرية والامنية ويبقى السلاح بيد جهة امنية واحدة دستورية ، ولكن يبدو ان قوات الحشد تحضر نفسها من الان لمواجهات اخرى مع الاكراد وقوات سنية ولم تنتهي مهمتها ، ناهيك عن توجه بعض اقطابها الى المشاركة في الانتخابات العامة القادمة ليتولوا الحكم مع احتفاظهم بقيادة ميليشا الحشد!..
وبطبيعة الحال فان المراقبين لا يستبعدون حدوث حرب ضروس في المنطقة بين هذه الميليشيات الشيعية المدعومة حكوميا واقليميا وبين قوات البيشمركة وخاصة بعد القرار الذي اتخذه اقليم كردستان باجراء استفتاء للانفصال عن العراق ، وقد تكون خطة المواجهة المحتملة القادمة تدخل ضمن الاستراتيجية الغربية في احداث فوضى خلاقة في المنطقة ، بدأت بثورات شعبية عارمة سميت بالثورات الربيع العربي ولن تنتهي الا بسقوط كامل وشامل لشعوب المنطقة في اتون حرب لا تبقي ولاتذر ..
وقد مهدت القوى الغربية المتنفذة في الاعداد لهذه المرحلة ، وخططت لاحداث دمار شامل في المنطقة من خلال مواجهة بين الشيعة والسنة تصل الى اقصى مداها وقدظهرت بوادر تلك المواجهات العنيفة في سوريا والعراق واليمن بابشع صورها.. واخوف ما نخاف عليه هو ان تنعكس الحالة السياسية المتصارعة القائمة بين “التشيع” و”التسنن” على الجوانب الاخرى الحياتية”الثقافية والاجتماعية والدينية” وتتحول الحرب الباردة الموجودة بينهما الان الى حرب حقيقية تأتي على قواعد المجتمعات الاسلامية الهشة من اساسها ، كما حدث بين الطائفتين “الكاثوليك” و”البروتستانت” في اوروبا بين عامي 1618 ــ 1648 والتي سميت بحرب “الثلاثين” وراح ضحيتها اكثر من (20)مليون انسان .. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة ؛ هل في نية الدول الكبرى نقل هذه الصورة المأساوية الى مجتمعاتنا ، نعم يبدو انهم لايهمهم عدد الضحايا الذي يسقط جراء هذا الصراع العبثي والهاءنا لفترة اخرى بقتل بعضنا البعض بدواعي واهداف طائفية كما قتلنا بعضنا البعض بدواع ونوازع اثنية شوفينية في فترة من الفترات ؟ ولم لا ! فكل المؤشرات تدل على ذلك!واهم هذه المؤشرات هي استعدادنا التام لخوض هذا الصراع الطائفي وتنفيذ المخطط بحذافيره!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here