الحصار ضد قطر ولد ميتا فدفنه الغرب

النظرة الضيقة و الغباء السياسي لحكومات السعودية و الامارات والبحرين هي التي اوقعتهم في ورطة لم يعودوا يستطيعون ان يجدوا لها حلا وهي انهم حاصروا شعوبهم قبل ان يحاصروا الشعب القطري كما ان الغرب لم يستجب لهم كما تصوروا بل ان اكثر الدول الغربية طلبت منهم التعامل بتعقل والحوار مع قطر دون شروط مسبقة وبالاخص امريكا التي عوّض عليها محمد بنزايد من خلال سفيره العتيبة ومحمد بن سلمان من خلال صفقة القرن المليارية متناسين ان الغرب لا يتصرف بالعاطفة والانفعال .
فمن الطبيعي ان تهتز العلاقات بين الدول وان يحدث بينها اختلاف في وجهات النظر ومن يملك العقل يحل الموضوع بالحوار و النقاش وغير العاقل ( ولا اقول الغبي ) يحكّم عاطفته فيحول الاختلاف الى خلاف ويؤزم الامور بين الدولتين وبالتالي يحتاج الامر الى وسيط ليحل الاشكال .
الحاكم العاقل اول ما يفعله في هذه الحالة هو ان يكسب شعبه الى جانبه وان يبعد شعب الحكومة الاخرى عنها بمعنى ان يستميلها الى جانبه او بالحد الادنى يشعرها بانها ليست مستهدفة بالخلاف اطلاقا وبالتالي يكسب شعبه فيحصل على تاييد قوي ويحرم الحكومة الاخرى من تاييد شعبها فيكون موقفه قويا في اي تفاوض اونقاش اوحوار .
الحكومات التي حاصرت دولة قطر خسرت شعوبها والشعب القطري منذ البداية ولهذا ولد حصارها ميتاً حيث لم يترك اي تاثير يذكر على قطر وانما انعكس التاثير السلبي عليها فاصبحت تنتظر الفرج من قطر نفسها فكيف حدث ذلك ولماذا ولد الحصار ميتاً وعليهم دفنه باسرع وقت .
حكومات الحصار عادت شعبها قبل ان تعادي قطر حيث اصدرت قرارات هددت فيها شعوبها باقصى العقوبات ان هي اظهرت تعاطفا مع قطر وشعبها ولو بالحد الادنى وهوما اثار شعوبها حقا لان هناك اواصر عدة تربطهم بقطر وشعبها واهمها الاواصر الاجتماعية وصلات القرابة والرحم وبالتالي شعرت شعوب ابوظبي و السعودية والبحرين بان حكوماتها تعاقبها على امور لطالما هي شجعتها وتغنت بها ودعت اليها فما بالها الان تتنكر لها وبالتالي خسرت هذه الحكومات تاييد شعوبها لقراراتها الظالمة ضد الشعب القطري . ولو كانت هذه الحكومات تعتقد بانها على حق فعلا لما احتاجت الى تهديد شعوبها بالويل و الثبور
ولوكانت هذه الحكومات عاقلة فعلا لما خسرت الشعب القطري نفسه حيث استهدفته في حياته معيشته بينما كان عليها اان تاخذه الى جانبها ولكن افتقادها للعقل وانقيادها للضغينة والحقد جعلها تنتقم من الشعب القطري بشكل لم يشهده التاريخ العربي والاسلامي على اقل تقدير فماذنب الطالب القطري وهو يدرس في بلدان الحصار ( المفترض انها شقيقة ) ان يطرد من جامعته ويمنع من اداء الامتحانات ويرحل الى قطر ليضيع مستقبله ؟ وكيف يصل الحال بمملكة تدعي انها خادمة للحرمين لان توقف القطريين وتمنعهم مندخولبيت الله الحرام الذي جعلها امنا وآمنا للجميع ؟ ايعقل ان تطرد الام القطرية وتمنع من ابناءها كما حدث في ابوظبي؟
ان العقل اثبت حضوره الحقيقي في قطر بينما حل الغباء في دول الحصار ففازت قطر بان وقف العالم الى جانبها بينما حل الغباء في بلدان الحصار فخسرت جولتها وولدت جنينا ميتا .
قمة العقل والذكاء هيما قامت به الحكومة القطرية و الشعب القطري حيث اعلنت بان شعوب دول الحصار لا علاقة لهم بقرارات حكوماتهم مهما كانت ظالمة وانهم بانفسهم واموالهم وممتلكاتهم مصانون محترمون في قطر فكسبت شعوب دولالحصار بقراراتها الذكية هذه وفي نفس الوقت لم تهدد شعبها بشيء بل هددته في حال تعرض لشعوب دول الحصار وهو قمة الذكاء والوعي بحيث كسبت قطر حب وتعاطف شعوب دول الحصار وبنفس الوقت وجدت شعبها الى جانبها مؤيدا ومساندا ومدافعا لانه شعر في تصرفات الاخرين حقدا دفينا وكراهية شديدة فالتف حول قيادته وبنفس الوقت اظهر لشعوب دول الحصار حبه وتقديره لها ولهذا وجدنا هذا التصرف الراقي في عدم التعرض لتلك الشعوب ولا حتى في وسائل التواصل الاجتماعي .
حكومة قطر كانت واثقة من تاييد الشعب لها بينما حكومات الحصار تعلم جيدا انها لا تتمتع بثقة شعوبها فهددتها بالسجن والغرامة والحكومة التي تخسرشعبها لن تربح معركة ولا نزال ولا حتى لعبة التيلة .
مع كل التمنيات للشعوب كافة بالامن والامان والتقدم و الازدهار ولتحمل حكومات الحصار جنينها الميت وتدفنه وتعود لعقلها قليلا لتستعيد ثقة شعبها على اقل التقادير بعد ان فقدت ثقة العالم بها لتصرفاتها الغبية .

محمد العبد الله

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here