بمناسبة الذكرى الثالثة لرحيله ، محطات من حياة القيادي البارع حبيب محمد كريم

جواد ملكشاهي
مع تأسيس الدولة العراقية الحديثة والحاق ارض وشعب كوردستان بها ، انطلق النضال القومي الكوردي من اجل التحرر والعيش على ارضه سيدا معززا مكرما ، ولديمومة النضال برزت قيادات وشخصيات عديدة تركت بصمتها على المراحل المختلفة من الثورات والانتفاضات الكوردية.
حبيب محمد كريم الملكشاهي، هو القيادي البارع والصحفي والسياسي البارز والمفكر الذي افنى زهرة شبابه في التفاني بالنضال ونذر حياته لنصرة قضية شعبه من دون كلل أو ملل وتمكن بكفاءته العالية وقدرته الفكرية الخارقة من تسلق السلم القيادي في وقت قياسي وان يحظى باهتمام قيادة الحركة التحررية الكوردية وعلى رأسها البارزاني الخالد.
يعد المناضل حبيب محمد كريم احد المناضلين الذين افنوا حياتهم في السعي الحثيث والتفاني لتحقيق طموحات ابناء شعبه وقدم الكثير من اجل تحقيق الاهداف التي ناضل من اجلها. عاصر حبيب محمد كريم سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردستاني الاسبق مرحلة حساسة وكان شاهدا على مراحل التحولات التي شكلت الخطوط العريضة لنضال الشعب الكوردي ، اذ كان من الاوائل الذين قارعوا الدكتاتوريات بشتى صورها واشكالها.
ويعد كريم حلقة وصل بين جيل النضال القومي الماضي والحالي ، وكان له دور فاعل ومساهمة كبيرة في تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني
ولد في 16 /1/1931 في ناحية زرباطية التابعة لمحافظة واسط وانتقل الى بغداد عام 1939، اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية فيها والتحق بكلية الحقوق في عام 1952 وتخرج فيها عام 1959 واصبح مسؤولا عن تنظيمات بغداد للحزب الديمقراطي الكوردستاني عام 1954 وعضوا في اللجنة المركزية للحزب عام 1956 وجرى انتخابه سكرتيرا للحزب عام 1964 .
مثل حبيب محمد كريم هذه المرحلة بكل شغف واخلاص وجراء ذلك تعرض للاصابة اكثر من مرة وعانى الغربة بعيدا عن وطنه ، الى ان عاد الى الاقليم عام 2000 بطلب من فخامة الرئيس مسعود بارزاني وكان يعد مرجعا سياسيا وشاهدا على تحولات عصره .
وعند مفاوضات الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع حكومة احمد حسن البكر بشأن اتفاقية 11آذار عام 1970 طلب النظام من الحزب ترشيح قيادي لتولي منصب نائب رئيس الجمهورية بناء على الاتفاق الموقع بين الجانبين ، ونظرا لمعرفة البارزاني الخالد عن شخصية و قدرة وكفاءة الراحل حبيب محمد كريم رشحه لتولي منصب نائب رئيس الجمهورية العراقية ، الا ان النظام ولاسباب عنصرية وشوفينية وطائفية رفض ترشيح كريم وطالب بترشيح شخص اخر بدلا عنه.
ترك الراحل حبيب محمد كريم السياسة بعد صراع مرير مع المرض وانتقل الى جوار ربه في 30/7/ 2013 في احدى مستشفيات العاصمة اللبنانية بيروت وتم نقل جثمانه الطاهر الى مدينة النجف الاشرف ، حيث مرقد الامام علي (ع) ليوارى جثمانه الثرى هناك في مقبرة وادي السلام ، تغمده الله بواسع رحمته وفسيح جنانه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here