ترهل المفترسات في الغابة العراقية وتغيير المسميات !

احمد الحاج
ﻻشك ان المؤسسة التي يكثر فيها تبادل الاتهامات بسوء الادارة والتقصير و القيل والقال وكثرة السؤال وهدر المال إنما تعاني من ترهل وظيفي واضح للعيان يفرز انتاجا متذبذبا مخيبا للامال ودون المستوى المطلوب عادة مايسبق اشهار افلاسها وتسريح موظفيها سرا أو جهرا ، الحل الناجع لمثل هكذا مؤسسات متهرئة تمارس ما وصفه قديما الفيلسوف البريطاني ، توماس هوبز ، بـ” حرب الكل ضد الكل ” يكمن اولا بأدارة قوية جدا و إعادة توزيع المهام بين المنتسبين بحسب مؤهلاتهم والتخلص من العناصر الفاسدة التي ﻻيرجى اصلاحها وبضخ دماء جديدة نزيهة وكفوءة ، اضافة الى إخراس المترهلين من خلال اغراقهم بالعمل الجاد و المضني طيلة ساعات العمل فأن لم يتغير حالهم – فأنهاء الخدمات ﻻ النقل وﻻ تدوير النفايات وﻻ تغيير المسميات هو الحل الامثل ، اذ ان المترهل الملئ بالعيوب عادة ما يكون من أكثر الموظفين – تسخيتا – ونقدا لعيوب الاخرين ومن أشدهم إستعراضا لكفاءات وهمية تنطلي على عشاق الخديعة واﻷستعباد مصحوبة بزغاريد المتملقين وتصفيقهم الحار ، وبما ان غابة العراق السياسية اليوم مكتوب على مدخلها شروط التعيين وابرزها : ” شريعتنا هاهنا هي شريعة الغاب حيث الغلبة للمخلب والناب ” فلابأس بالاستعارة والتشبيه – حيوانيا – على خطى ، جورج أورويل، في روايته ( مزرعة الحيوان ) وقبله (كليلة ودمنة) وامثال العرب وما أكثرها في هذا الجانب ومن هذا المنطلق اقول ، حين يحاول النمر تحسين صورته فينشق عن الغابة ويتنحى لضرورات المرحلة ، مطلقا على نفسه ( قطة بدينة ) = إنه يريد مضاعفة اعداد الغزلان المأكولة على مائدته المربعة والمستطيلة والمستديرة بعيدا عن مزاحمة بقية المفترسات ، وعندما يغير الثعبان جلدا ضاق به ،فهذا يعني انه أصبح أكبر حجما وأشد فتكا ، وعندما يرتدي الحمار سرجا مصمما للخيول الاصيلة انما يريد ان يتخلص من العار الذي لحق به ومادرى وكما قالت العرب :
ولو لَبِسَ الحمارُ ثيابَ خزٍّ … لقال الناس يالك من حمار !
او كما قيل قديما ” ان السـرج المذهـب لا يجعل الحمـار حصانا ” لتظل هذي العصا من تلك العصية ، وﻻتلد الحية الا حية” وبناء على ذلك فأن الانشقاقات الكتلوية والفئوية الحالية وبروز اسماء وعناوين جديدة ﻻحصر لها من رحم القديمة او من نطفها تعني أن الافعى اﻷم باضت عشر أفاع والعبرة “في المضامين ﻻ في العناوين ” ، والمشكلة هنا تتلخص بـ ” الخرفان ” التي ﻻتتعظ أبدا فلو لبس الذئب صوف خروف زميل لهم سبق اكله لظنوه بقية من القطيع ﻻ خشية من صحبته وﻻ من صداقته بل و من زعامته ايضا ، ولو ارتدى الثعلب ثياب ناسك لصلوا خلفه ، يظنون ان من يعلفهم ليسمنهم يحبهم و من يدفع الضر عنهم يحميهم ومادروا انه يفعل ذلك ليقودهم ذات يوم تترا الى ..المجزرة ويقبض الثمن ، المطلوب في المرحلة المقبلة احداث تغيير جذري في فكر ” الحملان ” قبل فوات اﻵوان، فأن يحشى الخروف فهما ووعيا وهو حي ، خير لها من ان يحشى رزا وصنوبرا وهو ميت على مائدة عامرة بالضحايا من مختلف الاصناف . اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here