وزير الداخلية و الجنسية العراقية – الصومالية:

كرَّمَ المدعو قاسم الأعرجي وزير الداخلية ألعراقيّ مرتزق بعثي من أصل صومالي قاتل مع الجيش الصدامي الجبان دفاعاً عن النظام ضد إيران و الكويت و حتى الشعب العراقيّ في الجنوب و الشمال, جاء ذلك تكريماً له بدعوى أنه تعرّض لأهانة شرطيٌّ أو موظف في الداخلية .. على كلّ حال أردت أن اقارن بين هذا الموقف البعثي و بين الحقّ الأنسانيّ المُضيع في عراق الجهل و المآسي و التكبر و النفاق و المحاصصة!

في نهاية السّبعينات ثمّ الثمانينات سفّر النظام العراقي مئات الآلاف من العراقيين بحجج مختلفة و في مقدمتها التبعية الأيرانية؛ بيد أن معظم المسفرين كانوا ممّن خدموا حتى في الجيش العراقي, لكنهم كانوا يعارضون النظام أو شارك أحد أبنائهم في بآلجهاد في الحركة الأسلامية ضد النظام البعثي, على كل حال تمّ تسفيرهم في ظروف سيئة و نهب ممتلكاتهم و مصادرة أموالهم المنقولة و غير المنقولة و حتى أوراقهم و وثائقهم الرسمية و في ظروف صعبة .. و كانت من ضمن العوائل التي تمّ تسفيرها هي عائلة السيد (عيسى مولود الخزرجي) من واسط مع مصادرة بستانه و بيته و ممتلكاته و حتى امواله النقدية و أبعد لأيران عبر حدود مهران – بدرة حافي القدمين مع عائلته التي كانت تتكون من خمسة أفراد!

عاشوا في إيران بفضل الدّولة الأسلامية و ولاية الفقيه التي لا يُؤمن .. بل لا يفهمها حتى مراجع النجف ناهيك عن عامة العراقيين, بينما لم يكونوا إيرانيين بآلاصل و لا علاقة لهم بإيران!

على كل حال عاشوا في كنف الدولة الأسلامية كيفما كان و رضوا بآلأقدار التي خطّها لهم العراقيون – البعثيون بدعم العربان و منهم الصوماليون المرتزقة الذين قاتلوا جنبا لجنب مع الجيش العراقي الجبان دفاعا عن صدام و حزب العفالقة الذين عفلقوا عن كل خبث و نجاسة و تدمير للعراق و للعراقيين الأصلاء من أمثال هذه العائلة المنكوبة!

في زيارتي الأخيرة لأيران .. رأيت بآلصدفة أمرأة عجوز .. عرفتها فيما بعد بأنها – أم ضرغام – زوجة المرحوم عيسى مولود جارنا الذي توفاه الاجل في مدينة إيلام قبل ذلك الوقت و جاءت للحدود العراقية – الأيرانية آملة بزيارة وطنها!

سألتها ماذا تفعلين هنا .. قالت هؤلاء الذين يدّعون بأنهم عراقيين و رجال منعوني من دخول العراق و أنت يا (حاج أبو محمد) تعرف القضية من أولها لأخرها, و ها أنا هنا منذ يومين و لا أملك وثائق عراقية غير الكارت الأخضر الأيراني لان وثائقي قد سلبت من قبل هؤلاء أو آبائهم من قبل من الذين كانوا يخدمون صدام!

حاولت كثيراً .. لكن لم تنفع محاولاتي مع حراس و ضباط الحدود بإدخالها لبلدها و بيتها المنهوب و الذي ما زال منهوبا و مهتوكاً من قبل النواب و الوزراء و الحكام و الروؤساء الذين إمتلأت بطونهم بآلمال الحرام, بسبب الرواتب و المخصصات و النثريات التي لم نشهد لها مثيلاً في التأريخ القديم و لا الحديث, بحيث جعلوا العراق الأغنى دولة في العالم أفقر دولة و للأسف الشديد, بعد كثرت الديون عليها من قبل البنك الدولي و الحكومات الغربية!

قلت لها .. يا أم ضرغام : هؤلاء العراقيين الأنذال لا يقبلون رغم إنّي توسلت إليهم, فما زالت التربية البعثية و الأخلاقية العراقية العنيفة تحكم نفوسهم ..

قالت: هل هؤلاء عراقيون حقاً!؟

هل هؤلاء أولاد حلال حقا؟

هل هؤلاء يفهمون شيئا من العروبة و الأسلام و الأنسانية؟

قلت لها يا أم ضرغام: نعم هؤلاء هم العراقيون و تأريخهم الأسود يشهد على ذلك!

نعم .. إنهم هم .. و كما تفضلتِ ؛ هؤلاء الأنذال لو كانوا عراقيين و أولاد حلال بحقّ و يفهمون شيئا من العروبة و الاسلام لما كانوا فعلوا و يفعلون بك و بعائلتك كلّ هذا الظلم!؟

و قد سمعت لحسن الحظ أو لسوء الحظ؛ خبر وفاتها هي الأخرى بعد وفاة زوجها في دار الغربة, لتذهب إلى بارئها و هي تشكو ظلم العراقيين و فسادهم بحقها و بحق عائلتها و مئات بل مئات آلالاف من آلعوائل الذين نهب و سلب العراقييون و قادتهم الحكام الأنجاس أموالهم و جنسياتهم بلا رحمة و لا ضمير!

في مقابل هذه القصة المؤلمة حقاً؛ قال لي صديق من (النّجف) يقيم هنا في كندا, أنه قبل فترة ذهب إلى بغداد و ألى مدينة الكاظمية و أعطى 5000 آلاف دولار رشوة لمسؤول و موظفي مديرية الأحوال و النفوس,و تمّ أحضار الجنسية له و لأولاده الذين جميعهم كانوا قد ولدوا خارج العراق و حتى الجوازات العراقية و أوصلوها لهم إلى داخل البيت مع الشكر!

و لكن ماذا يفعل الفقير الذي لا يملك الرشوة في مقابل ذلك .. يا وزير الداخلية المحترم جداً!

و العجيب أن هذا الوزير المدعو قاسم الأعرجي – الأعوجي – الذي ربما هو إبن عم (الأعوجي بهاء) هو الآخر كان قد سرق العراقيين الفقراء المليارات من الدولارات أثناء حكومة المالكي و من بعده العبادي حتى ملّ من السّرقة مع حزبه و تمّ طرده بلا رجعة, و قد سجنه سيده مقتدى الصّدر شهرين – فقط شهرين – كعقاب له على فساده العظيم!

كما إن هذا ألأعرجي .. الأعوجي الجاهل من المحسوبين على قوات المجاهدين و من قوات بدر بشكل خاص .. و لا أدري كيف إن صديقي العزيز العامري رشّحه لذلك .. بينما كان بحسب بعد الشهادات أحد الأسرى العراقيين الذين قاتلوا مع صدام و أصبح في غفلة وزيرا للداخلية بآلمحاصصة؛ و ها هو اليوم قد أعطى بسخاء الجنسية العراقية مع هدية نقدية لبعثي صومالي مُهجّن مرتزق إكراماً له بدعوى أنه تعرض لأعتداء من قبل شخص .. بينما عائلة أبو ضرغام و أمثالهم بعشرات الآلاف من العراقيين قد حرموا من ذلك ..

بعد هذا بآلله عليك أيها القارئ ألكريم .. إن كنت تعرف معنى الحقوق الأنسانية؛ كيف لا يحترق العراق مع ظلم هؤلاء الفاسدين ألجهلاء الحمقى؟

إنه الجهل و التخلف و الثقافة العشائرية المنحطة و عدم الأيمان الحقيقي بآلله تعالى و بحقوق الناس ..

أنه مقدمات المصير الأسود الذي سيواجهه العراقيون بسبب هؤلاء المسؤوليين الجّهلاء العابدين للشهوة و السّلطة و الدّنيا و حب الظهور و التنعم بآلحمايات و المصفحات و الرّواتب المليونيّة على حساب الفقراء و الثكلى و المعوقين و المهجرين و المسفرين و المجاهدين الحقيقيين!

لذلك لا بد أن يحترق العراق و يلاقوا الموت الأحمر و الأسود و الأصفر معاً .. و هذا وعد الله و دعاء الأمام الحسين(ع): الذي قال مدعيا عليهم, ما مضمونه في دعائه الحزين يوم عاشوراء:

[أللهم فرّقهم تفريقا .. و بدّد شملهم .. و لا ترضي الولاة عنهم أبداً].

و أنا شخصياً و بعد ما رأيت كل هذا الظلم و الفوارق الطبقية و الحقوقية و النفاق و الظهور السيئ لمن يدعون بأنهم شيعة و بدريون؛ لا أثق بهم و لا بهذا آلشعب الذي قتل الصدر آلأول و الثاني و الشهداء العظام و هجموا على الجيران و دولة الأسلام و أكرموا الغرباء و هدروا و سلبوا حقوق المظلومين الأصلاء و هكذا كان آبائهم من قبل للأسف .. حيث قتلوا و سلبوا الأمام الحسن و الحسين و والدهم عليّ(عليهم السلام) و جميع الأئمة المعصومين الذين سكنوا العراق و من والهم من بعد إلى يومنا هذا, أستثني منهم فقط الموالين لمن يمثل ولاية أهل البيت(ع) بحقّ!

و لا أعتب على سُنّة العراق فتأريخهم الدموي و حاضرهم مع داعش معروف .. و لا حاجة لتكراراها, فقد كتبت ما فيه الكفاية عنهم, و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.

و إنا لله و إنا إليه راجعون.

حكمة : العراق يجب أن يحكمه المثقفون الرساليين الذين يعرفون معنى الفكر و فلسفة الرّسالات السّماوية

عزيز الخزرجي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here