رياضتنا وعرب طنبورة

جعفر العلوجي

تشهد المشاركات العراقية الخارجية في البطولات الاسيوية والعالمية تراجعا مخجلاً و معيبا في ظل الفوضى العارمة وما تحقق من نتائج مخيبة للأمال اضرت كثيرا بسمعة العراق في هذه المحافل ، مما يدل على الفوضى والعشوائية التي تسود العمل الرياضي في ظل المكتب التنفيذي الحالي للجنة الاولمبية ، ان مثل هكذا مشاركات تحتاج الى دراسة مستفيضة والمقارنة بين النتائج المتحققة من قبل رياضيينا مع النتائج المتحققة في البطولات الاسيوية والعالمية ، المشاركة في هكذا بطولات معترف بها تحتاج الى قرارحاسم من قبل لجنة الخبراء في اللجنة الاولمبية ، واعطاء رأيها السليم و منح الضوء الاخضر او الاحمر في بطولات نحن لا زلنا بعيدين عن مستوياتها كثيراً .
الاصرار و التعنت والتزمت و البحث عن الملذات من قبل بعض رؤساء الاتحادات والذي يشغل البعض منهم مواقع مهمة في المكتب التنفيذي ادى الى ان تمر هذه الموافقات و المشاركات غير المجدية ، و تخصيص مبالغ مالية طائلة لها و التي جاءت دون رادع او ضمير حي او احساس بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم رغم ان البلد يعيش ويلات الحرب والتقشف الذي ضرب كل مجالات الحياة ،التمسك بالمشاركة في البطولات الاسيوية والعالمية والخروج منها بخفي حنين و خالي الوفاض امر معيب جداً، ومن ثم نسمع ان المشاركة جاءت لاجل الاحتكاك ، هذه المفردة التي باتت نغمة نشاز اصبحت غير صالحة للعزف ، فقد شبعنا احتكاكاً و هدرا للمال ولم تشتعل نار الانجاز طيلة الاعوام المنصرمة ، كما ان ميزانية الاولمبية اصبحت خاوية بفعل هذه التصرفات غير المسؤولة و التي قدم البعض مصلحته الخاصة على مصلحة وسمعة العراق و رياضته و هو امر خطير يحتاج الى وقفة طويلة ولا سيما بعد مرور هذه المشاركات رغم اعتراض لجنة الخبراء عليها .
ان الاضرار التي اصابت الرياضة العراقية لا تعد ولا تحصى و اخرها وليس اخرها مشاركة المنتخب الوطني للكرة الطائرة في منافسات اسيا و حصوله على المركز 13 من مجموعة 16 دولة مشاركة ، و نذكر ايضا ان هناك السباح بكر سلام الدليمي لا زال خارج العراق ومنذ اكثر من ثلاث سنوات تنفق عليه اللجنة الاولمبية الاموال الكبيرة و اخر انجازاته تحطيمه لرقم عراقي ! في بطولة ( بودابست ) الدولية .
رياضتنا تذكرني بقصة امرأة خرساء و طرشاء اسمها طنبورة تزوجت من رجل فقير ، الارض فراشه والسماء لحافه، و في ليلة الزواج الاولى عودها زوجها عادة حين تراه يفرش عباءته على الارض معناه انه يطلب الفراش، وهذا ما يعرفه المتزوجون ، فتاتي و تنام على عباءته ، ومرت السنوات وانجبت طنبورة عددا من الاطفال و زاد فقرهم وعوزهم فكان البيت لا يحوي سوى بعض الحاجيات الضرورية و الذي كان يقع عند محاذاة نهر دجلة في قرية صغيرة ، وعندما فاض النهر هرع سكان القرية الى الفرار من الفيضان طلبا للنجدة و انتشر الصراخ والعويل ومن بينهم زوج طنبوره الذي هرع الى بيته ليحمل ما خف حمله وغلى ففرش عباءته و دخل لجمع الحاجيات المهمة و عندما عاد ليضعها في عباءته وجد طنبوره مسترخية على العباءة ، معتقدةً ان زوجها يريد مضاجعتها ، بسبب انها لا تسمع صراخ اهل القرية فتأفف زوجها عند رؤيته لهذا الوضع، حينها قال ( العرب وين و طنبورة وين ) .
هذا المثل الذي ذكره زوج طنبوره ينطبق اليوم على رياضتنا في المشاركات الخارجية الاسيوية والعالمية فبالاساس ان رياضتنا بالكاد تستطيع مجاراة الرياضة العربية فكيف والحال مع هذه المشاركات الكبرىو لا اقول سوى ( رياضتنا وين واسيا والعالم وين .
*قصة طنبورة منقولة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here