لا تأجيل للاستفتاء وسنكون جاراً طيباً للعراق وإيران


آوارا حميد

قال محمود محمد المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني إن الاستفتاء المزمع إجراؤه في إقليم كردستان لا يشكّل خطرا على أية دولة وسيجرى في موعده المحدد.

مسعود بارزاني وممثلو معظم الأحزاب الكردية قرروا إجراء استفتاء إقليم كردستان حول البقاء ضمن العراق او الانفصال عنه في الخامس والعشرين من أيلول (سبتمبر) المقبل، إلا أن القرار واجه معارضة على المستويين الداخلي والخارجي واعتبر قرارا “متسرعا”.

محمود محمد عضو المكتب السياسي والمتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني استعرض في لقاء مع “نقاش” وجهة نظر حزبه، مؤكدا إصرارهم على إجراء الاستفتاء في موعده المحدد.

نقاش: يشكل ما يدور حول الاستفتاء في كردستان أهم موضوع يومي، إلى أين وصل الأمر؟

محمود محمد: كان موضوع الاستفتاء كمسألة قومية ووطنية قرارا تم اتخاذه من قبل جميع احزاب كردستان ما عدا حركة التغيير والجماعة الإسلامية، وقد تم تشكيل لجنة حوله والعمل جار فيما يتعلق بالجوانب السياسية والدبلوماسية والإعلامية، وتعمل اللجنة الآن على تهيئة الأرضية الداخلية ورأت انه من الضروري زيارة دول العالم وتوضيح الأمر لها.

نقاش: يقال إن الحزبين الرئيسيين في كردستان الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني بحثا خلال اجتماعهما الأخير مسألة تأجيل الاستفتاء؟

محمود محمد: كان الإيرانيون هم من تحدثوا عن تأجيله وليس الاتحاد الوطني، وكان وفد الاتحاد الوطني قد استمع الى حديث الإيرانيين، فهم (الإيرانيون) ليسوا سعداء بإجراء الاستفتاء وتحدثوا عن مجموعة من المخاطر ولابد ان نبدد المخاطر ونوضح ان الاستفتاء حق من حقوق شعب كردستان.

نقاش: قال المسؤولون الإيرانيون بوضوح أنهم ضد اجراء الاستفتاء، ألا يمثل هذا مشكلة كبيرة؟

محمود محمد: لا اعتقد أن إيران ستقرر وتقول لنا تفضلوا واجروا الاستفتاء، لابد أن نقوم نحن بالخطوة ونقنعهم بان الاستفتاء لا يشكل خطرا، مثلما أبدوا مخاوفهم اثناء إعلان الفدرالية ولم ترق لهم وابدوا معارضتهم لها ولكن عندما تم إعلانها لم تكن موجهة ضدهم وإنما جرت محاولات أكثر للحفاظ على أمنهم كما تم الحفاظ على مصالحهم أكثر وبعد ذلك لم تبق لهم مشكلة معها، انا متأكد من ان الأمر الآن أيضا سيتكرر واننا نشعر بالمسؤولية اكثر وسنحافظ على أمنهم ومصالحهم أكثر.

نقاش: احدى اكبر القوى المعارضة هي حركة التغيير ومن المقرر ان تجتمعوا معهم، ماذا لو بقيت التغيير على موقفها، هل ستجرون الاستفتاء مع ذلك؟

محمود محمد: إن لم ينضموا ألينا فلم لا نجري الاستفتاء، لقد اتخذ 16 حزبا القرار ولن يتم تأجيل الأمر بسبب حزب واحد فالقرار ليس قرار حزب واحد، تقول حركة التغيير والجماعة الاسلامية انه يجب تأجيل الاستفتاء، لابد ان نعرف السبب وراء ذلك، وفي حال تأجيله لابد أن تقرر المفوضية ذلك وتقول لا يمكننا اجراء الاستفتاء وتوضح السبب، واذا تم تأجيله لشهرين لابد ان نعرف ماذا سيغير ذلك، إذا كان الأمر للتأجيل فقط دون سبب ما، فان ذلك لا يتناسب مع عالم السياسية.

نقاش: تخشى بعض الاحزاب من عدم إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في الإقليم بعد الاستفتاء لذلك يقولون انه لابد من إجراء جميع العمليات معا أو إجراء الانتخابات في وقت مبكر، ماذا فعلتم لتبديد تلك المخاوف؟

محمود محمد: الاستفتاء موضوع والانتخابات موضوع آخر، الاستفتاء ليس أمرا موجها ضد حزب او شخص معين، كما انه ليس للدعاية ليقول طرف انه سيقوم بهذا الأمر اذا تم إجراء الاستفتاء، لذلك نريد ان نعرف ما هو رأي الناس كخطوة قانونية هل هو نعم ام كلا، اما في الانتخابات فهناك مشاريع ويقول كل طرف انه سيقوم بهذا الامر، نحن نتفهم جميع الأمور، واجواء الاستفتاء تختلف عن أجواء الانتخابات.

نقاش: كيف هو الدعم الدولي لإجراء الانتخابات؟

محمود محمد: ما هو موجود حتى الآن ليس سيئا، ان لم تدعم الدول الاستفتاء فالمسألة تتعلق بعلاقاتها الدبلوماسية مع العراق واحتفاظها بسفاراتها لدى العراق لذلك لا تقول انها تدعم جزءا من العراق، اما اذا اجري الاستفتاء فان تلك الدول ستتعامل مع نتيجة الاستفتاء.

نقاش: يجري الحديث عن أن أميركا تقوم بالتوسط بين أربيل وبغداد من اجل التوصل الى اتفاق جديد وتنفيذ مطالب للكرد مقابل تأجيل الاستفتاء، ما مدى صحة ذلك؟

محمود محمد: مطالبنا هي أن نجري الاستفتاء بشكل ديمقراطي وقانوني وشرعي ونتوجه نحو الاستقلال حتى نصبح جارين طيبين ونحافظ على مصالح بعضنا، هذه هي مطالبنا ولم تبق مطالبنا كما كانت في السابق لانها لم تنفذ منذ الحقبة الملكية وحتى الآن على الرغم من ذكرها في الدستور العراقي، مثل المادة 140 ومواد الدستور المتعلقة بتوزيع الثروات والتوافق وتشكيل القوات المسلحة والعلاقات.

نقاش: كانت معظم الخلافات السياسية في كردستان بين الحزب الديمقراطي وحركة التغيير، وقد طلبتم الآن عقد اجتماع مع التغيير، هل لديكم أية مبادرة جديدة لحل المشكلات السياسية؟

محمود محمد: مبادرتنا هي تفعيل البرلمان دون شروط والاجتماع هو بهدف التطبيع ونحن ننتظر أن تحدد حركة التغيير موعد الاجتماع. (كان الحزب الديمقراطي في السابق يقبل فقط بعودة برلمان كردستان إلى العمل وتغيير رئيسه وهو من حركة التغيير).

نقاش: عملية الاستفتاء هي لمعرفة رأي الناس ولكن مقربين من حزبكم يقولون ان من لا يصوت بنعم فقد باع نفسه، إذا كان الناس مضطرين للتصويت بنعم فلماذا تجرون الاستفتاء؟

محمود محمد: ان ما يقال حول إرغام الناس هو موضوع إعلامي وليس حديث اجتماعات الحزب الديمقراطي والأحزاب الاخرى، انه حديث الفيسبوك وبعض القنوات الإعلامية.

نقاش: يقال ان إقليم كردستان لم يستطع تقديم نموذج ديمقراطي جيد ولم يتمكن من تأمين رواتب موظفيه، فكيف يوثق فيه لإقامة دولة؟

محمود محمد: نريد الدولة لحل مشكلة الرواتب والديمقراطية، فبسبب عدم كوننا دولة لا نستطيع اتخاذ أي قرار لتحسين اقتصاد الإقليم وإقرار قوانين خاصة لتأمين الديمقراطية، لذلك نعلن الدولة لتحسين هاتين النقطتين.

نقاش: يقترب عمر برلمان كردستان من نهايته وأفق إجراء الانتخابات ليس واضحا، هل ستمدد مدة البرلمان والحكومة؟

محمود محمد: نأمل ان لا يصل الأمر الى التمديد، ولكن اذا اضطررنا لذلك فليس هناك حل آخر، وقد طلب الرئيس بارزاني اجراء الانتخابات في موعدها واذا لم تجر في موعدها فليس هناك حل آخر.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here