مشكلة العراق هي المسئول الفاسد كيف نحلها

المعروف ان العراق يمر بمرحلة حرجة وخطيرة لهذا يتطلب من كل المخلصين الصادقين العراقيين المتنفذين وغير المتنفذين التوجه بأتجاه واحد وفق خطة موضوعة بدقة وعناية ومتفق عليها من قبل الجميع والسير لتطبيقها بهمة وعزيمة الهدف منها خدمة العراق والعراقيين
كما يتطلب من المسئولين ان يتخلوا عن مصالحهم الشخصية ومنافعهم الذاتية اي يتخلوا عن الدنيا عن عوائلهم عن رغباتهم وشهواتهم ويتوجهوا لبناء العراق لتحقيق رغبات العراقيين
هل يمكن ان يتحقق ذلك
اي نظرة موضوعية للوضع الذي يعيشه العراق يقول لا يمكن ان يتحقق ذلك
لان المسئول يرى في ذلك فرصة مناسبة لتحقيق مآربه الخاصة ورغباته الذاتية فيحاول ان يجمع مالا اكثر في وقت اقصر هذا هو الهدف الذي يسعى اليه كل مسئول وما نراه من تغيير في احوال المسئولين ومن حولهم الا دليل واضح وبرهان ساطع على ان المسئول في واد والشعب في واد وبالتالي نرى المسئول يزداد ثراء ونعيم والشعب يزداد فقرا وشقاء
منذ التحرير في 9-3—2003 وحتى يومنا والمسئولون غير مبالين بهموم الشعب بمعاناته بآلامه التي تزداد وتتفاقم تدريجيا حتى اصبحت لا تطاق في حين نرى المسئولين مشغولين في السفرات والحفلات وشراء القصور والفلل المنيفة والسيارات الرباعية حتى اصبح المواطن العراقي يشعر بالخوف والرعب عندما يسمع ويشاهد مسئول ويقول اللهم ابعدهم عني لانهم اذا اتفقوا سرقوني واذا اختلفوا ذبحوني
وهذا يعني ان مهمة المسئول في العراق هي سرقة المواطن سرقة الشعب العراقي واذا عجز عن سرقته يقوم بذبحه بذبح الشعب
لا ادري لماذا الشعب العراقي غير قادر على اختيار مسئول شريف امين ولماذا لا يأتي الى كرسي المسئولية مسئول شريف امين
العجيب الكثير من المسئولين يعترفون وبعظمة لسانهم وعلى الاشهاد وبدون خوف ومجاملة كلنا لصوص كلنا فاسدين كلنا نتعاطى الرشوة بدون استثناء سواء كان افندي او صاحب عكال او صاحب عمامة كما انهم يعترفون بانهم قسموا ثروة العراق اموال العراقيين بينهم وكل واحد اخذ حصته وفق المحاصصة ولم يتركوا للشعب اي شي حتى انهم لوثوا الماء والهواء كأنهم يريدون التخلص منه
تأملوا اي وحشية واي حقارة وصل اليها هؤلاء المسئولين يستهدفون اذلال ذبح الشعب الذي اختارهم واجلسهم على كراسي المسئولية وسلم امواله وحرماته ومقدساته وشرفه وكرامته بأيديهم فاذا بهم يعبثون بكل ذلك حتى انهم لا يشعرون بالراحة الا بشقاء الشعب ولا يشعرون بالغنى والثروة الا بفقر الشعب ولا يشعرون بالشبع الا بجوع الشعب ولا يشعرون بالعز الا بذل الشعب ولا يشعرون بالحياة الا بموت الشعب
اقول كل المسئولين ولا استثني احد واذا سمعنا كلمات وعبارات يطلقها هذا المسئول او ذاك او نشاهد خلاف وصراع بين هذا المسئول او ذاك المسئول مجرد ذر الرماد في العيون لعبة تستهدف تضليل الشعب وخداعه للزيادة في سرقة امواله واذلاله وبما انهم لصوص وحرامية من الطبيعي كل واحد منهم يريد الحصة الاكبر المعروف ان اللصوص العادين احدهم يقتل الآخر عندما يختلفون على توزيع الاموال التي سرقوها لكن السياسيين في العراق عندما يختلفون على توزيع الغنائم التي سرقوها بل يقومون بزرع الفتنة والصراعات بين ابناء الشعب المسروق المظلوم في حين نراهم يشربون انخاب الصداقة جميعا وبعضهم يحتضن البعض وبعضهم يقبل البعض ويعيشون جميعا في جنة ونعيم في الوقت نفسه يعيش الشعب في نار جهنم التي ادخلوه فيها
هذا هو حال المسئولين جميعا وبدون استثناء ومثل هؤلاء لا يرجى منهم خيرا
هل يمكننا ان نبدلهم ونأتي بغيرهم
نعم يمكننا بشرط ان نغير الاليات نغير الواقع
اولا المسئول خادم للشعب رشح نفسه ليخدم الشعب لا ليخدم نفسه ولا عائلته المسئول رشح نفسه ليحقق رغبات وطموحات الشعب لا ليحقق طموحاته الخاصة وعلى هذا الاساس اختاره الشعب
ثانيا ان يكون راتبه اقل راتب في الدولة
ثالثا لا يسمح له العمل باي عمل آخر تحت اي اسم
رابعا لا تقاعد له ولا مكاسب ولا امتيازات
خامسا تطبيق القانون واحترامه ولا يجوز التجاوز عليه او خرقه او القفز فوقه مهما كانت الظروف
سادسا وضع عقوبات رادعة ضد كل من لا يطبق ذلك اخفها الاعدام ومصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة
اقول صراحة ان الاليات والاوضاع الحالية تسهل وصول اللصوص والفاسدين للوصول الى كراسي المسئولية وبما انهم مبدعون في عملية النصب والاحتيال والغش والتزوير والخداع والتضليل فلهم القدرة على الحصول على كراسي المسئولية
يقول الامام علي اذا زادت ثروة المسئول عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص
وهذا اكبر دليل على ان المسئولين جميعا عناصر سارقة وفاسدة لانهم جميعا زادت ثرواتهم واموالهم وعقاراتهم ونسائهم
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here