الانفصال..آخر الحلول!

محمدواني
ربما سيظهر الاجتماع المهم الذي عقده رئيس اقليم كردستان مسعودبارزاني مع قادة الاحزاب الكردستانية كردية وتركمانية ومسيحية وارمنية في يوم 7 يونيو /حزيران من هذا العام والذي حددوا فيه يوم 25 ايلول من العام الجاري موعدا لاجراء استفتاء لانفصال الاقليم عن العراق كعلامةبارزة ومنعطف تاريخي في النضال الكردي الطويل المليء بالدم مع الحكومات العراقية المتعاقبة ، بغض النظر عن دوافع الاستفتاء الواضحة في الانفصال عن دولة لم تنصف الكرد منذ تأسيسها ولم تقر بحقوقهم الطبيعية المشروعة بل استخدمتهم دائما كفئران تجارب لاسلحتها المحظورة دوليا مثل قنابل النابالم والاسلحة الكيمياوية ، فان الاعلان عن الاستفتاء بحد ذاته تنبيه وتحذيرللمجتمع الدولي من الاساليب السياسية الملتوية والممارسات غير القانوينة التي تمارسها الاحزاب الشيعية الحاكمة منذ توليها السلطة عام 2003 مع المكونين (السنة والكرد)الذين لن يكون للعراق وجود بدونهما والمفترض انهما شريكين سياسيين في الحكم ، ولكن هذه الاحزاب الطائفية دأبت على تهميشهما وابعادهما عن مراكز السلطة الامر الذي ادت الى التفرد في الحكم ونشوء دكتاتورية طائفية مدعومة بجيش ميليشياوي (الحشد الشعبي)ستكون له الغلبة السياسية والعسكرية على المشهد العراقي في الايام القادمة عقب مشاركته في الانتخابات العامة في عام 2018 كما اعلن زعمائه عن ذلك مرارا ..
والقرار الكردي باجراء الاستفتاء بحد ذاته ادانة صريحة وقوية لتلك الاحزاب لخرقها المتواصل لمواد الدستور وعدم تطبيقها ومن اهمها واخطرها على الاطلاق المادة 140 التي تعالج قضية المناطق الكردية التي استولت عليها الحكومات العراقية المتعاقبة عن طريق حملات التعريب والتهجير والتبعيث ومن ضمنها مدينةكركوك الاستراتيجية والتي بموجبها دخل الكرد في العملية السياسية في بغداد بعد ان كانوا منفصلين عنها نتيجة قرار السلطة المركزية في بغداد سحب مؤسساتها الادارية في الاقليم عام 1992.. والاستفتاء ايضا شجب واستنكار للحصار الجائر الذي فرضته السلطة في بغداد على الشعب الكردي منذ اكثر من ثلاث سنوات ، وتحذير العالم من تداعياته السلبية الخطيرة على وجوده .. ربما لم يكن سهلا على بارزاني ان يلجأ الى الخيار الاخير والنهائي بالانفصال عن العراق ووضع حد للعلاقة غير الطبيعية معه لولا الضغط النفسي الهائل الذي رزح تحته نتيجة تجاوزات حكام الشيعة على حقوق الاكراد طوال السنوات الاربعة عشر من حكمهم وفي النهاية توصل الى نتيجة مفادها ؛ ان الحل عن طريق الحوار والاتفاقات مع هؤلاء لن يفضي الى شيء وقد جرب كل الطرق الدبلوماسية الهادئة وعقد اتفاقات لاحصر لها معهم ولكن لافائدة ، الحل الوحيد للمشاكل العالقة والازمات القائمة هو الافتراق والانفصال ويذهب كل واحد الى حال سبيله ويختار الحكم الذي يناسبه مادام التوافق معدوم بينهما ولاتوجد اي بارقة امل لالتقائهما على ارضية مشتركة..
ولم يأت قرار الكردي الحاسم باجراء الاستفتاء للانفصال اعتباطا او مفاجئا فقد سبق لرئيس الاقليم في مناسبات عدة طرح فكرة الانفصال عن العراق وتشكيل الدولة الكردية المستقلة كحق من الحقوق الطبيعية المشروعة للشعب الكردي اسوة بباقي شعوب العالم وباستحالة العيش المشترك في بلد واحد ، فالجانب العراقي لم يترك منفذا للتصالح والتوصل الى اتفاق وعمل كل ما بوسعه للنيل من مكاسب الكرد الوطنية والقومية ونسف العلاقة معهم..وعبرقناة BBCالبريطانية تحدث عن بعض معاناته مع زعماء بغداد وتساءل بحسرة كيف اعطوا “.. لانفسهم الحق في قطع خبز عن مواطني كردستان وكيف اداروا ظهورهم للتعهدات والقرارات والاتفاقيات؟!”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here