الكلمات التي أُلقيت في الحفل الذي أقامته منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلاند

الكلمات التي أُلقيت في الحفل الذي أقامته منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلاند مساء السبت ٢٢ / ٧ / ٢٠١٧ وذلك بمناسبة تحرير الموصل الحدباء من داعش والقوى الإرهابية المجرمة .

الدكتور / خليل الجنابي

نيوزيلاند

١ بعد تلاوة الصلاة الربانية وكلام مقتضب بدأ الأخ الخوري ( أبريم أوراها بثيو ) رعية مار كيوركيس الشهيد الكنيسة الشرقية القديمة ولنكتون نيوزيلندة . كلمته : –

بسم الأب والإبن والروح القدس بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : أيها الأخوة والأخوات : أحييكم بإسمي وبإسم الجالية العراقية في مدينة ولنكتن : وبإسم رعية مار كيوركيس الشهيد الكنيسة الشرقية القديمة وأحيي الشعب العراقي العظيم وقواتنا المسلحة الباسلة بكل صنوفها : وأحيي دولة رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي القائد العام للقوات المسلحة وأبارك النصر المؤزر الذي أحرزه ويحرزونه أبناء شعبنا ضد شرذمة الضلال والظلام ، أعداء الإنسانية والحضارة ، أعداء الديانات الذين لا يفرقون بين الأديان والقوميات والذين لم تسلم من جرائمهم الكنائس والجوامع والمعابد ، قتلة الأطفال والشيوخ والنساء .

اليوم ونحن أبناء العراق العظيم والعريق بكل أطيافنا نشعر جميعاً برباط مقدس واحد وهو رباط الوطن والمواطنة . ننتمي إلى وطن واحد من أعرق الأوطان والذي تمتد عروقه في بواطن التاريخ وتتوغل جذوره في أعماق الحضارة . الحضارة التي نورت العالم ، إنه عراقنا الحبيب . وإن كنا نعيش بعيدين عنه ووراء البحار والمحيطات إلا أننا لا ولن ننساه .

اليوم ونحن نحتفل بتحرير نينوى ، مدينة الحضارة والمدنية ، تحرير الموصل أم الربيعين ومدينة الحدباء نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون مع الشعب العراقي ومع قواتنا المسلحة الباسلة لتحرير كل شبر من أرض العراق المقدسة وتطهيرها من دنس قوى الشر والظلام ليعيش أبناء العراق بكل أطيافهم ودياناتهم ومجتمعاتهم : مسيحيون وإسلام ، عرباً وأكراداً ، آشوريون وتركمان ، وأيزيديون وصابئة وشبك يعيشوا معاً تحت راية واحدة هي راية الوطن . متآخين متحابين ، ونشارك جميعاً في بناء العراق وإسعاد شعبنا ، ونبتهل الى الرب بنشر أمنه وسلامه في ربوع وطننا الغالي لينعم أبنائه بالأمن والسلام والإستقرار والطمئنينة . والرب يبارككم جميعاً . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . آمين .

٢ كلمة موحدة لجمعية نينوى الآشورية ، الجمعية الكلدانية المتضامنة ، الحركة الديمقراطية الآشورية ( محلية أوكلاند ) ، اللجنة الخيرية الآشورية ألقاها السيد ( صباح خوشابا ) .

باسم جمعية نينوى الاشورية والجمعية الخيرية الاشورية والحركة الديمقراطية الاشورية والجمعية الكلدانية المتضامنة نبارك لجميع القوات العراقية الوطنية، بمحتلف صنوفها المسلحة، الرسمية منها والشعبية المساندة تحرير نينوى وسهله، التي إغتصبت منذ ثلاثة سنوات من قبل الارهابيين، وهي بذلك تسجل تأريخاً مجيداً في مسيرة العراق، وفي محاربته للإرهاب في المنطقة وتحقيق سيادته على أراضيه، وحماية ربوع الوطن من كل الارهابيين وما يعكر سلامته وإستقلاله، وحينما يشارك كل العراقيين في عملية تحرير أراضيه، فإنما يبعثون بذلك ، رسالة الى المجتمع الدولي؛ بأن عراقية نينوى وسهله هي في مقدمة كل المسائل التي تهمهم ، وتظل نينوى قطعة من ذلك الجسد الذي أسمه العراق، فمن يغتصبها كإنما يغتصب العراق.

تساءلنا قبل الآن عن ثمن تحرير نينوى وسهله وحينها رفع البعض صوتهم منادين من جانبهم بأنهم يمتلكون الحق في المشاركة بذلك التحرير، دون وجه حق، وحاولوا أن يفرضوا لهم موقعاً بين المواقع، في عملية التحرير، بل أن البعض منهم طالب بالمشاركة في تجحفل التحالف الدولي في عملية التحرير أو إسنادها، بل وطالب بحصته في مواجهة \” داعش\” ، ونيل حصته ثمناً لذلك التحرير..وأكدنا على عراقية المحافظة وأهمية تحريرها على يد العراقيين، دون منازع، وها هي اليوم، القوات الوطنية العراقية والمتطوعين من العراقيين، تأخذ على عاتقها، المشاركة في عملية التحرير؛ تلك العملية التي حظيت بدعم ومساندة كل العراقيين والتحالف الدولي والعديد من الدول العربية الشقيقة.

إن عملية تحرير نينوى وسهله ، قد إحتلت مكانها المتميز في التأريخ العراقي والعالمي، وإصبح لها مكانها الباهر في جملة الحروب والمواجهات التي تصدت للإرهاب، وطرد الغزاة، وحماية السيادة والإستقلال؛ ولها خصوصية خاصه وهي أهم شيء أنها وحدت صفوف الشعب العراقي بكل مكوناته، الدينية والمذهبية، والإثنية، وأصبحت رمزاً ومؤشراً واضح المعالم لمعنوية الشعب العراقي العظيم.

اثبت الشعب العراقي للعالم أجمع أن إستبساله وصموده بوجه الإرهاب، وتكاتفه كتلة متراصة في مثل تلك الظروف ووحدة مكوناته السياسية، والإثنية، وكتله الدينية والمذهبية هو دليل على أصوله العريقة التي أخذت على عاتقها تحرير نينوى وسهله ، بقيادة قواته الوطنية المسلحة، من الجيش والشرطة وبمشاركة فصائل المتطوعين من مختلف الفئات العراقية الشعبية، ومطاردة وإنهاء فلول الإرهاب على الأرض العراقية.

ان النصر على ألارهاب بات وشيكاً لا محال وتحرير نينوى وسهله فلنجعل منه منطلقا لمعالجة جذرية وكاملة للعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والامنية، التي مكنت الدواعش المجرمين من السيطرة على بعض الاراضي العراقية. ولنعمل على التوجه الجاد نحو الخلاص من نهج المحاصصة والتعصب الطائفي الاثني، والوقوف الحازم في وجه كل انتهاك لحقوق الانسان، وكل تمييز وتفرد، انها فرصة للمراجعة والتقويم، والانطلاق نحو وضع بلدنا على الطريق الصحيح، وصولا الى اقامة دولة المواطنة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .

تحية لشهدائنا الأبرار الذين ضحوا بارواحهم من أجل تحرير الارض والعرض من دنس الارهاب وتحية حب وتقدير وثناء لقواتنا المسلحة ولكل المرابطين في ارض المعركة.

وتعازينا الحارة لعوائل الشهداء الذين روت دمائهم ارض الوطن الغالي ونطلب من الله أن يشفي جرحانا عاجلاً وكذلك تمنياتنا أن يرجع جميع المهجرين قسراً الى مناطقهم التي هجروا منها.

ولكم جزيل الشكر والامتنان.

٣ كلمة موحدة لجمعية الثقافة العربية النيوزيلندية ، جمعية الصابئة المندائيين في نيوزيلندا ، جمعية ذوي المهن الطبية العراقية النيوزيلندية ، التيار الديمقراطي العراقي في نيوزيلاند القاها الدكتور ( أمين المظفر ) رئيس جمعية الثقافة العربية النيوزيلندية .

الأعزاء الحضور ، مرحباً بكم وسلام الله وأمانه عليكم أجمعين .

إنه لشرف عظيم لنا جميعاً أن يحضر من ولنكتن معنا اليوم القس ( أبرم بثيو ) وذلك بالرغم من الأجواء العاصفة ، فألف أهلاً وسهلاً به .

في هذه اللحظات الجميلة المفرحة ، لا أحب أن أطيل عليكم وأنقل لكم ما تعرفون وما تسمعون كل يوم ، ولكن لا بد من القول أن فرحة النصر على أعتى القوى الظلامية لا تحدها حدود ولا تثنيها تقولات ، تقولات البعض التي تتردد أصداؤها هنا وهناك . هذا البعض قد يكون مخلصاً صادقاً ، وهم أحبة وأصدقاء ، أو مدعياً كاذباً متباكياً أذله رداء داعش ، فنراه يعطيك من طرف اللسان حلاوة ، يروغ ويروغُ منك كما يروغ الثعلب. يقول لنا هذا البعض كيف تحتفلون اليوم وتنسون دماء الشهداء وآلام العوائل النازحة !؟ .

فنجيبهم نحن لم ننس هذا ولا ذاك ، نقول لهم أن فرحة اليوم هي فرحة أم الشهيد ، إذ ستحتفل أم الشهيد معنا ، كما ويزيدها فخراً أن دم ولدها لم يذهب هَدَراً ، وفرحتنا وفرحة كل العراقيين هي إنتقام لدم الشهيد ، وهي سهام قاتلة في قلوب وأفكار الدواعش ومؤيديهم علناً أو سراً .

بعد قليل سنشاهد ( فيديو ) قصير عن الموصل وعن أفراح أهلها وأفراح العراقيين عامة .

ومع كل هذا أقول أن الفرحة لن تتعاظم إلا بعد إحتضان عوائل الشهداء وتقديم ما يليق بتضحياتهم ، فأسماء هؤلاء الرجال نياشين على صدورنا .

وما لا يقل عن هذا أهمية هو إعمار ما تهدم وعودة النازحين إلى ربوع ديارهم ، فبعودتهم يعم الإستقرار والسلام المنشود .

أنهينا دولة الخرافة ISIS ولكن لم ينتهِ المشروع بعد ، فسيظهر لنا تحت عناوين ومسميات أخرى ، عناوين تنشد تمزيق المنطقة وبالذات تقسيم العراق وسوريا ، فهم يستفيدون دون تردد من الظروف الإستثنائية التي تعيشها المنطقة .

ومن ضمن هذه المشاريع التي بدأت ملامحها تظهر بخجل هي إغراء بعض الأقليات الأثنية والدينية والمذهبية بتكوين أقاليم لهم . ستكون هذه المقدمة ، ولكن وكما رأينا في إقليم كردستان ، ستعلو أصوات هؤلاء فيما بعد لتكوين دويلات مهلهلة وضيفتها إبقاء المنطقة في حروب لا يعلم بها إلا الله متى وكيف تنتهي .

فمشاريع داعش تُرسم في تل أبيب وتخرج لنا من واشنطن بعدها مروراً في أوربا . نعم تخرج لنا بثوب رقيق جميل كي ينعش طموح الإنفصال في هذه المناطق . ليس في شمال العراق وشمال شرق سوريا فقط ، بل حتى في بعض مناطق جنوب العراق مثل البصرة .

فحذاري حذاري أن تستهوينا إغراءات ووعود هذه المشاريع ، ولنا فيما يجري في منطقتنا من عبر ودروس ! .

وأخيراً ، أعزائي نتساءل : ماذا كسب شعب جنوب السودان بعد التقسيم إلى سودان الإسلامي في الشمال وسودان المسيحي في الجنوب ؟ . إنه لمؤلم حقاً أن يصعب عليك اليوم أن تجد فيها كأس ماء بارد صافي ، ولكن لا أسهل من أن تجد كل أنواع الأسلحة تجوب كل قرية ومدينة فيها ! .

شكراً لكم والسلام عليكم .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here