الاستفتاء والطابور الخامس الكوردستاني …

في تاريخ كل الشعوب تتواجد في كل ثورة مجموعة تتحرك بعكس أهداف الثورة القومية و الوطنية والعمل ضدها وخيانتها وتمت تسميت هذه المجموعة عبر التاريخ بالطابور الخامس ومن الواضح وببالغ الأسف نحن أيضاً في كوردستان نرى بأم أعيننا هذه المجموعة و المسمى بالطابور الخامس الكوردستاني وهي تعمل جاهدةً للنيل من عزيمة الشعب الكوردستاني في تقرير مصيره والاستفتاء على استقلال كوردستان محاولين إشاعة الأكاذيب الزائفة والتي لا صحة لها طاعنين بذلك جسد الوطن بخنجر الغدر والخيانة مستغلين بذلك المناخ والأجواء الديمقراطية المتاحة في إقليم كوردستان حيث تعمل وبشكل مستمر و يومي ومن على شاشات التلفاز وصفحات الجرائد لتشويه القضية الكوردية وكسر هيبتها والوقوف بوجه ما يتطلع إليه الشعب الكوردي في قادم الأيام .
فبتحديد الخامس والعشرين من سبتمبر القادم لإجراء الاستفتاء وما تبعة من صدى واسع على الصعيدين الدولي والداخلي فقد استغل الطابور الخامس الكوردستاني هذه الفرصة وخاصة تجار الحروب وضعيفي النفوس وعديمي الانتماء الوطني عن طريق بث الإشاعات المغرضة بين الناس محاولين بذلك امتصاص قوتهم ومعيشتهم اليومية وخلق حالة من الهلع والفوضى من أجل المال غير مبالين بما مُقبل عليه هذه الشعب من انجاز قومي ، وخلق صورة في الأذهان على إن الوضع قبل وبعد الاستفتاء سيكون نهاية الإقليم وان الحدود ستغلق بوجهه خاصة التركية والإيرانية وهناك حصار سيفرض على الإقليم حتى ذهب الناس يشترون المئونة وتخزينها كل ذلك يصب في مصلحة جيوب هؤلاء التجار على حساب المواطن البسيط ناهيك عن إضعاف عزيمة الموطنين في الإقبال على صناديق الاستفتاء إلا إن السؤال هناء هل من المعقول إن تقوم تركيا وإيران بغلق حددوها بوجه سكان الإقليم وللإجابة علية بالقول أن الاقتصاد هو الذي يتحكم بالعالم وهناك المئات من الشركات التركية والإيرانية التي تعمل بإقليم كوردستان فضلاً عن حجم التبادل التجاري بين الإقليم وإيران وتركيا يفوق عشرات مليارات الدولارات فللإقليم اتفاقيات إستراتيجية مع تلك الدول وخاصة تركيا كاتفاق الخمسين عاماً النفطي فضلاً عن مرور خط أنبوب النفط من الإقليم إلى ميناء جيهان التركي بعد أزمة سوريا السياسية فضلاً عن وجود العديد من العديد من المشاريع الأخرى التي تجمع مصالح الطرفين والفضل في ذلك يعود لرئيس وزراء حكومة الإقليم نيجيرفان البارزاني الذي جعل من أعداء الأمس أصدقاء وشركاء اليوم في الاقتصاد والتجارة كذلك الحال بالنسبة لإيران التي تعاني من عقوبات اقتصاديا أمريكية وأوربية ومقاطعة خليجية يعتبر إقليم كوردستان من أهم الأسواق التي تعتمد عليها إيران لتصدير بضائعها إلية ومنطقة غنية بالاستثمار بوجود العديد من شركاتها فيها فليس من المعقول إن تقوم هذه الدولتين بغلق الحدود وخاسرة سوق مهم مثل كالإقليم .
صحيح إن الاستفتاء سيكون له الأثر سواء على المستوى الداخلي و الدولي إلا انه ليس كما يصور له الطابور الخامس وان ما أُشيع أبان حرب الإقليم ضد داعش في 2014 لم يحدث ما قيل على لسان هؤلاء وتم القضاء على داعش بالرغم من مرور الإقليم بأزمة مالية فرضت علية من قبل بغداد .
ومن هنا يجب على حكومة اقليم كوردستان أن تضع حد لنشاط الأعداء وتشخصيهم و تحجيمهم و كشفهم وتعريتهم فنحن اليوم بصدد مسيرة جديدة لعملية كتابة التاريخ السياسي الكوردستاني ومقبلين على تأسيس دولة كوردستانية في المستقبل القريب فعليها معاقبة تلك المجموعات بالطرق القانونية بهدف الحفاظ أولا على التجربة السياسية وقطع السبيل على تفشي و نشر الأفكار المشبوهة للطابور الخامس والتحضير لأي حدث غير مناسب لا سامح الله ودعم الإنتاج المحلي وقطاعات الصناعة والزراعة ، و طمئنت الناس بأن الاستفتاء ليس نهاية العالم كما يصور له بالعكس هو يوم تاريخي يمارس فيه الشعب حقه في التعبير عن رأيه في تقرير مصيره ومستقبل أجياله .
المحامي يوسف عبدالباقي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here