خرج .. ولم ( يعد ) !؟

د . خالد القره غولي
مدن ( الانبار ) الجميلة التي خطفها الأعداء من ( الفاسدون – الطامعون ) الذين يعتقدون أن تلك ( المدن ) .. مزارع مهجورة لا أصحاب لها ولا أهل يحرسونها ويحمونها من ( المرتزقة ) والعفاريت الجديدة التي خرجت ( للتو ) من قمقم هذه الأرض رافعين شعار لأبناء ( المحافظة ) يجب أن تغادروها ولكنهم نسوا أن في ( الانبار ) الجريحة ( اليوم ) عباقرة كثر , وشجعان كثر , وحكماء كثر , لكن الوقت غير متاح للمبارزات بين أولئك ( العباقرة – الشجعان – الحكماء ) بل هو وقت إيجاد المخارج للناس قبل أن تحترق هذه المدن .. والسؤال هنا يطرح نفسه أمام حكومة
( الانبار) من رئيس واعضاء مجلس ومحافظ والسادة أعضاء البرلمان من حصة المحافظة وشيوخ دولة ودين وعشائر وعلم ووجهاء ومثقفين وادباء وصحفيين واعلاميين وعامة وكبار الناس في مدن تلك ( المحافظة ) ماذا فعلتم لهذه المدن التي شوارعها لا زالت مقفرة أبنية تهاوت وتهدمت أزقة لونتها الشعارات المستهلكة مآذن ومساجد أتعبها الرصاص يكاد الدخول إلى كافة ( مدن الانبار ) بدءا ًمن قبلة الانبار الجديدة ( بزيبز ) يشعر بالرعب التام ويكون دخوله أشبه بالدخول إلى مدن تحاصرها العصابات المتلونه وجيوش المليشيات والعصابات المتطرفة ومساعديهم ورهطهم الكرام من كل الجهات .. فالخروج من هذه المدن يتطلب سيراً على الإقدام والدخول إليها يدخلك في دوامات الأسئلة على الهوية العشائرية والمذهبية و التفتيش والأسلحة والاستفزاز قبل أن تتعرض سيارتك إلى فحص دقيق وسلب محتويات جيوبك أو أعتقالك هذا هو حال مدن ( الانبار ) ما بعد التغير يا أبناء العالم كافة .. تلك المدن التي كانت غافية على حلم ( الفرات الخالد ) .. لكن هذه المدن حالها تحول إلى كابوس وتم تهجير الالاف من العوائل من منازلهم وسكنهم لاكثر من عام .. والآمر لم تألفه كتب المصطلحات السياسية والعسكرية وهذا حال لسان أبناءها الطيبون على من تقع مسؤولية هذا التدمير المبرمج وفقدان الحياة المدنية العامة وتهجيرأهلها المساكين في مدن كانت عقدة المواصلات المهمة في الشرق الأوسط أهلها يتهمون ( من يتهمون ) العالم كله باصطناع هذا الوضع للحيلولة دون استمرار الحياة فيها و القوات الامنية أغلقت أبوابها إمام الجميع وتبقى الأسئلة بلا أجوبة واضحة رغم الحملات الاستعراضية لافراد الجيش والشرطة العراقية .. فمن المسئول يا ترى .. ولماذا .. وأبقي محتاراً بين ما يُفترض أن يؤديه اعضاء البرلمان العراقي اقصد هنا ( النواب ) الجدد ( الحاليين ) من حصة ( محافظة الانبار) من واجبٍ مقدس أنيط بهم وإبداء المشورة والنصيحة وإصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر .. والسعي الى استئصال كل جذور وبذور ودواعي الفتنة وقبرها أينما حلت , ونحن في هذه الظروف نقف امام ضرورة المشاركة في أعادة الحياة الى ( أهل الانبار) .. من جديد وعودة النازحين الى ديارهم وبعد مرور اكثر من عام كامل ويزيد على تهجريهم .. وأن نكون فاعلين في هذا الآمر .. وهذا ما يتطلع اليه ( الانباريون ) اخوانكم .. وما ينبغي ان يتحقق والذي ينبغي ان تتحشد كل الجهود لتحقيقه , نحن بأمس الحاجة الصادقة الى كل قلب وعقل وإرادة لنشر العلم والتعلم والوعي باعادة فتح المدارس وكليات الجامعة والكلمة الصادقة بين أبناء الانبارالصابر , وأدعو كل المخلصين والشرفاء من السياسيين في ( الانبار ) الى المساهمة الجادة في تطوير هذه المحافظة وان المرحلة التي تمر بها ( مدن الانبار ) اليوم هي من اصعب المراحل حيث الفراغات السياسية والتدهور الامني وظهور الطائفية العشائرية والعنصرية وحالات التمزق والتفرقة والقتل والتهجيرومحاصرة المدن ونقص الخدمات الاساسية والمواد التمونية .. واغلاق جميع الدوائر وفقدان الحياة المدنية .. ومحاولة أعتبار ( الانبار ) أقليم على اساس قبلي عشائري طائفي وعرقي تحت غطاء
( الفيدرالية ) وان بعض القوى ومع اسفي الشديد تدعي أن الحريات والحقوق لا يمكن صيانتها الا ( بتقسيم العراق ) الى ولايات شتي وحسب الطوائف متجاهلة ان الوحدة الوطنية هي سمة المجتمعات السياسية الحديثة وتكالب الاعداء من الخارج والعملاء من الداخل لنهب وسرقة ثروات هذا البلد وتدميره .. واخيرا .. اتمنى من الاخوة النواب
( الانباريين ) من اصبح منهم وزير أو أستلم منصب في حكومة السيد العبادي
( الجديدة ) أن يكون له موقف جديد تجاه أهله في الانبار ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here