ذِكـرياتي مع جـريـدة ( عَـمّـا كَـلـدايـــــا ) الغـرّاء الـمتـوقـفة ــ سـدني

بقـلم : مايكـل سـيـبي / سـدني ــ 19 آذار 2008

هي ذكـريات كـلـدانية … أيام زمان قـبل 16 سـنة !!!!!!!
ولا تـزال 1600 دولار تـصرخ في جـيـب محـتـكـرها لـنـفـسه !!!!!!!!!!!!!

لم أكـن أعـلم أن العـمل الصحافي مـمـتع ، لأن عـملي كان في إخـتصاص لا يمتّ بــِصِـلة إلى وسائل الإعـلام ، كـما وأيضاً لم تـتوفـر لي في السابق أية فـرصة للعـمل فـيها . ولكـن في مطـلع عام 2001 وأنا جالس في البـيت رنّ جـرس التلفـون ليـكـلــّمني صـديق ويطـلب مني ( إنْ كـنـتُ متفـرّغاً ) الحـضور آنـياً إلى داره كـزيارة عادية فـلـبّـيتُ الطلب . ولما وصلتُ الـدار ، لم أكـن أنا الوحـيـد المـدعـو وإنـما رأيتُ في ذات الوقـت أربعة رجال ( إثـنان منهـم في عـنـفـوان الشـباب ) يشاركـونـني الزيارة هـذه فـعـلـمتُ أنّ الـدعـوة المقـدمة لي ليستْ خالية مِـن شأن . وبعـد الترحـيـب قال لي صاحـب الـدعـوة : إن لـدينا فـكـرة إصـدار جـريـدة تهـتم بالشأن القـومي الكـلـداني في سـدني ، فـما رأيك ؟ أما بالنسبة لي فـقـد حـبّـبْـتُ الفـكـرة من حـيث المـبـدأ ولكـني بـيّـنـتُ للحاضرين أنّ العـمل القـومي ينـطلق من شـعـور فـطري بحُـب القـومية ولا أرغـب بالعـمل لصالح أية جـهة سـياسـية ، فأيّـدوني وأكـّـدوا لي بأنها ستكـون مستـقـلة . ثم سألتُ عـن الهـدف مِن إصـدارها ، مصـدر تمويلها ( وهـو الأهـم ) ، مقـرّها ، طباعـتها ، توزيعـها ، وكـل ما يتعـلق بمشروعـها ، فـناقـشنا جـميع هـذه الأمور بتفاؤل ثم بحـماس وإنـدفاع .

وكان من بـين الأمور التي ناقـشـناها في جـلستـنا تلك – إسم الصحـيفة – وهـو من الأولـويات الفـعالة والمؤثـرة في نفـسية القارىء ( المجـتمع ) الموالي منهـم أوالمناهـض عـلى حـد سـواء ولـذلك طُــُرحَـتْ أسماء عـديـدة من قِـبَـل الإخـوة الحاضرين مثل : الكـلـدانيون ، الأمة الكـلـدانية ، الكـلـدان ، وأسماء أخـرى لا أتـذكـّرها ، ومن المؤكـد أنـني ساهـمـتُ في إعـطاء رأيي بهـذا الأمر فـكان ( عـمّا كـلـذايا ) والذي تبنــّـيناه في نهاية المطاف ، وأتـذكـّر حـينما إتصل صاحـب الـدعـوة بشماس قـديـر مستفـسِراً منه عـن أيّ اللفـظـتـَين تكـون أصح ( كـلـدايا أم كـلـذايا ) ؟ فـردّ عـليه الشماس المشار إليه وقال : كـلـدايا هي الأصح ، فأخـذنا بها وبالعـربـية تصبح الشعـب الكـلـداني وبالإنـگـليزية Chaldean People . ناقـشـنا موضوع الهـدف من إصـدارها ، فـهـو نشر ثـقافة الأمة الكـلـدانية وتراثـها بما يتيسّر بـين أيـدينا من قابليات وكـتابات عـنها ، والأهـم من ذلك هـو إسـتـنهاض الحـس القـومي عـنـد شعـبـنا الكـلـداني في أستراليا . أما عـن مصـدر تمويلها فإن صاحـب الدعـوة ( والذي سيصبح المـدير المسؤول للجـريـدة لاحـقاً ) قـلـّـل من القـلق بشأنه حـيث تعـهّـد بالإعـتماد عـلى نشر الإعـلانات التي سوف يأخـذها عـلى عاتقه معـتمـداً عـلى شـبكـة معارفه العـريضة وهـكـذا كان ، كـما أضاف أن دارَه والـ Computer الخاص له سـتـكـون بخـدمة هـيئة التحـرير لإصـدارها وكـمقـر للجـريـدة .

إعـتمـدنا في عـملية طـبع مواضيعـها بالدرجة الأولي عـلى أنامل شاب قـدير والذي بالوقـت نفـسه كان كـفـوءاً ومساهـماً معي في التـنـقـيح اللغـوي ( وهـو سيصبح مـديراً لتحـريـرها ) ، أما صياغة الأفـكار والسباكة البلاغـية فـكانت مناطة بي في الغالب . ونظراً لإمكـانياتـنا المتواضعة فـقـد صار الإتـفاق عـلى أن يصـدر عـدد واحـد منها كـل شـهـر وبـ 12 صفـحة من حـجـم A3 تعـلوها عـبارة ( الكـلـدانيّون هـم شعـب ما بـين النهـرين بمخـتلف تسمياتهـم ) في الزاوية العـليا اليسرى من الصفـحة الأولى ، وعـلى حاشيتها الأفـقـية العـليا عـبارة : أول جـريـدة كـلـدانية عامة مستقـلة شـهـرية تصـدر في أستـراليا ، ووضعـنا في أعـلى الصفـحة الرئيسية صورة تخـطـيطـية لأسـد بابل عـلى كـل مِن جانبَي العـلم الكـلـداني الغـير المقـرّر ولكـنه مقـترح مِن قِـبَـل مصممه القـدير الأسـتاذ عـامر حـنا فـتوحي المقـيم في أميركا ( دون الإسـتـئـذان منه – وأنا لا أعـلم ) . أما مطبعة جـورج في منطقة فـيرفـيلـد فـقـد إتفـق السيد المـديـر المسؤول مع صاحـبها فـيما بـينهـما ، عـلى إستـنساخ 400 نسخة أو أكـثر وبكـلفة 400$ لكـل طبعة شـهـرية .

لقـد كان سِعـرالنسخة الواحـدة منها للقارىء باهـضاً جـداً !!! لا يتعـدى الـدولار الـواحـد في الشهـر ( أليستْ غالية ؟ ) . إنطلق السيد المديـر وسجّـل المؤسّـسة التي ستصدر هـذه الجـريـدة في الدائرة الحـكـومية المخـتصة بإسم : مؤسسة الشعـب الكـلـداني للإعـلام ، وبـدأنا ستة أشـخاص ظـهـرتْ أسماؤنا كهـيئة التحـريـر في العـدد الأول الذي صـدر في شـهـر شـباط وكـتب إفـتـتاحـيتها شخـص لا أعـرفه ، وتزامن هـذا العـدد مع الشروع بـبناء كـنيسة مار توما الرسول الكاثوليكـية للـكـلـدان في سـدني فـكـتـبنا الخـبر في الصفـحة الرئيسية مبتـدئاً بالعـبارة التالية [ قـبل أن يلفـظ القـرن العـشرون أنفاسه الأخـيرة تمّ صب وتبليط جـزء من ساحة الكـنيسة لتكـون موقـفاً للسيارات كـمرحـلة أولى ] ، أما في الصفـحة العاشرة فـقـد نــُشِرتْ قـصيـدة بعـنوان [ تبّـاً لـك يا سارق الـبـيت ] بالإضافة إلى المقال الذي سبق أن مُـنِـع نشره في إحـدى المجـلات مِن قِـبَـل زميلٍ ، ومِن ثــَمّ آخـرٌ بـديلاً عـنه كان قـد تـبَوّأ منصب مسؤول الروابط الثـقافة الأسفـنيكـية والإجـتماعـية الداخـلية وعـبْـرَ البحار و المحـيطات في إحـدى الجـمعـيات ، ولما سألتُ أخـينا الكـبـير هـذا عـن سبـب إمتـناعه عـن نشر مقالي الذي حـمل عـنوان [ أنا الراعي الصالح لأسرتي ] ، أجاب بكـل سـذاجة قائلاً : لا نريـد أن يعـرف الأمريكان أنّ عـنـدنا مشاكـل في أستراليا ! فـقـلتُ في نفـسي : فـعـلاً أني الراعي الصالح الذي يؤثر عـلى السياسة الأميركـية وأسَـبّـب خـللاً في توازن القِـوى فـيها وأعـرقل خـطـطـها التـنموية في الألفـية الثالثة ( مو هـيـﭽـي ؟ ) . ولو كـنـتُ أنا مسعـولـَه ، أرشّ عـلى صاحـبنا عـطر الـ ناردين وأضعه في قـنينة فـوق التلفـزيزن كـتــُحـفة ، وزينة للغـرفة .

ولما نشرتُ مقالي ذلك في جـريـدتـنا لم تحـدث هـزة أرضية في أميركا ولا في جـزيـرة – واق واق . وبالمناسبة فإن السيد المدير المسؤول أخـذ النسخة المؤقـتة من هـذا العـدد الأول من جـريـدة عـما كـلـدايا وقـبل خـروجـها من المطـبعة ، وروّجـها متباهـياً بها في مجـلس عـزاء وأنا فـرحان معه أيضاً ، ولا أخـفي أنـنا كـنا فـرحـين في إنجازنا البسيط وبجهـودنا الـفـردية وخاصة من تمويلنا الـذاتي . وحـين أصبح العـدد الأول جاهـزاً مساءاً أخـذ المديرالمسؤول عـدة نسخ منه ووزّعـها إلى أعـضاء جـمعـية وهـم في جـلسة إجـتماع ولنفـس الغـرض السابق ( التباهي ) مما سبـب إمتعاضاً فارغاً عـنـد البعـض ، وقـد إتخـذها أحـدهـم ذريعة وهـمية للإنسحاب من العـمل في الجـريـدة ولم يظهـر إسمه في العـدد الثاني الصادر في شهـر آذار 2001 ، الذي تميز بإعـلان عـن إحـتفالنا بمهـرجان أكـيتو بتاريخ 30/3/2001 وكان فاشلاً ، كما ظهـرتْ أربع صوَر للسيد المدير المسؤول [ وكـما أجاب أحـد المصريّـين عـن سؤال يوماً ما قائلاً : هُـوّ عايز كِـدَه ] ولم نعـترض لأن ذلك في رأيي موضوع لا يستحـق المتابعة . إنّ كـل الأعـداد العـشرة التي صـدرتْ إحـتوتْ عـلى مقالات ناقـدة للأوضاع الآنية الزمانية والمكـانية والتي كانـت تــُشـَـوّق الكـثيرين إلى قـراءتها . ومنـذ العـدد الثاني صرتُ أنا كاتب المقال الإفـتـتاحي للأعـداد التسعة الأخـرى من جـريـدتـنا . أما العـدد الثالث في شـهـر نيسان فـقـد تصـدّر خـبر زيارة المرحـوم مار بـيـداويـذ الـپاطريرك إلى أستراليا . لكـن العـدد الرابع / أيار ، تميز بمقاله الإفـتـتاحي الذي جاء رداّ عـلى مقال أرسِل إلينا بواسطة الفاكـس في وقـت متأخـر من ليلة أحـد أيام شهـر نيسان 2001 وقـرأه لي المدير عِـبْـرَ التلفـون وحـينها قـلتُ له : ولا يهـمّـك ، إنّ الردّ عـليه في غاية البساطة . إنّ المقال كان قـد كـتبه كاهـن يستهـزىء ويتهـم المحـتفـلين بعـيـد أكـيتو في ملبورن بإستعـلاء وعـجـرفة ، كما ظهـر في هـذا العـدد إسمان في هـيئة التحـريـر لم أعـرفـهـما . وجاء العـدد الخامس / حـزيران ، بمقال إفـتـتاحي ( سورايا ) والذي أوضحـنا فـيه مفـهـوم هـذه الكـلمة عـنـدنا نحـن الكـلـدان عـلى الأقـل ، ثم طرأتْ تغـيـيرات عـلى الهـيئة الإدارية ، فـقـل عـدد أعـضاؤها وتــَحَـدّد موقـع كـل واحـد منهـم فـيها أما المدير المسؤول بقي مـديراً مسؤولاً ، وأنا لم أكـن أؤيّـد موضوع المناصب لابل حـتى نشر الأسماء لأنـني أحـبـذ العـمل من خـلف الكـواليس طالما أن الغاية ليست إكـتساب الشهـرة وإنما الغاية هي مخاطبة الجـمهـور ، إلاّ أن المدير المسؤول ألحّ عـلى موضوع المواقـع الإدارية للعاملين في إدارتها مثـلما تعـمل الصحـف المعـروفة والواسعة الإنـتشار فـقـلنا : طيـب .

وعـنـدما إقـترب صدور العـدد السادس / تموز ، كانت حـملة التهـيئة للإحـصاء السكاني قـد بـدأتْ فـنشرنا إعـلاناً نوضح فـيه للقـراء كـيفـية ملء حـقـلــَي المـذهـب الكاثوليكي والقـومية الـكـلدانية في قـسيمة الإحـصاء ، كـما نشرنا في هـذا العـدد مقالاً حـمل عـنوان [ صراحة أم قـباحة لأحـد الإخـوة الألقـوشيّـين ، طيور الكـناري والزرزور ] . ولما حان موعـد العـدد السابع / آب ، لم تــُـوجّـه دعـوة إلى جـريـدة عـما كـلـدايا لحـضور مهـرجان مار أفـرام المقام في ملبورن وذلك لأن عـقـول البعـض الذين يجـلسون في الصدارة هـناك هي أشبه بعـقـول العـصافـير ، مما حـمَـلنا عـلى نقـد مَن كان يهـمه الأمر في وقـتها . أما العـدد الثامن / أيلول ، فـقـد تميز بخـبر قـرب موعـد وصول المرحـوم الـپاطريرك مار روفائيل بـيـداويـذ إلى أستراليا وإنـتخاب السيد أنـور خـوشابا محافـظاً لفـيرفـيلـد للمرة الثالثة ، ونشر صورة للخـتم الكـنسي القـديم لكـنائسنا والذي يحـمل عـبارة [ محـيلا شمعـون پـطرك د كـلـدايه ] ، حـتى جاء العـدد التاسع متأخـراً ثلاثة أشـهـر / كانون الأول 2001 ! الذي سبّـب لي بعـض الإحـراج حـيث كان يُـفـترض أن يُـنشر لي مقال كـتبتــُه عـن ذكـرى أربعـينية رجـل قـدير في شـهـر تشرين الأول ، ثم تبعه العـدد العاشر متأخـراً أيضاً بثلاثة أشهـر / آذار2002 والذي كان مقاله الإفـتـتاحي يرتكـز عـلى آخـر كـلمتــَـين فـيه ولكـنهـما – لم تظـهـرا- في الطباعة ولم تصل الفـكـرة إلى القـراء فـفـقـد المقال هـدفه وقـيمته البـلاغـية ، وبهـذا العـدد توقـفـتْ صحـيفـتـنا نهائياً إثـر إنسحابي منها للأسباب : أولاً – إن التأخـيرَين المذكـورَين جـعـلاني أسـتـنـتج أنـنا لا يمكـنـنا مواصلة العـمل ولا يمكـن أن نخـدع الناس فـكان ذلك سبـباً في إتخاذي قـراراً شخـصياً بالإنسحاب بحـجة أنـني سأنشغـل بأموري الخاصة ولن يكـون بإمكاني المساهـمة بعـد ، أما السبب الآخـر ثانياُ – فـقـد كـنا قـد قـررنا الإعـتماد عـلى تمويل جـريـدتـنا مالياً عـلى مصـدرَين : أجـور الإعـلانات والمبـيعات . أما المبـيعات فـقـد إستطعـتُ أن أجـمع 40 مشتركاً لـمدة سنة واحـدة – في سـدني وملبورن – بجـهـدي الشخـصي وبمساعـدة إبن خالتي في ملبورن خـالـد مكـسابو ، وأتـذكـّـر أن أحـد الإخـوة إستطاع أن يأتي بمشترك واحـد فـقـط في سـدني ، ولكـن السيد المدير حـفـظه الله كان يأخـذ بـيـده رزمة من نسخ كـل عـدد حـين صدوره ويتمشى في منطقة فـيرفـيلـد فـرحاً ويوزع منها للقـراء مجاناً أو يطلبونها منه مباشرة وهـو من النوع السخي أو يخـجـل من مطالبـتهـم بثمنها الباهـض ( 1$ في الشـهـر ) ! وبهـذاً أصبح بعـض القـراء أمام إشكال مشكـوك فـيه ولهـم الحـق في ذلك ، فـمن جـهة أنا أبـيع العـدد الواحـد بـدولار واحـد أما السيد المدير فإنه يوزع الجـريـدة مجاناً ؟ فـيا تــُرى ! لماذا هـذا التباين ، وما مصير هـذا الـدولار ؟ إنه سؤال فـطير ولكـن يوجـد بسطاء كـثيرون يسألونه مما أضاف عـنـدي دافـعاً إلى الإنسحاب بالتي هي أحـسن دون إثارة مشاكـل وعـتاب وزعـل . وللـذكـرى والحـقـيقة أقـولها أن صاحـب الدار ( المـدير المسؤول ) كان يهيّء بـيئة مناسبة لعـملنا بـدون تـذمّر أو ملل ولكـني أنا شخـصياً كـنـتُ أشعـر بأنـنا نثـقـل عـلى أهـل الدار ونحـرمهـم راحـتهـم ، وكـم من مرة إخـبرتــُه بـذلك ، ومن الطرائف التي صادفـتـنا في أحـد أيام العـمل كان مساء الجـمعة بقـينا نعـمل إلى ما بعـد الساعة الواحـدة ( صباح السبت ) نـناقـش ونطبع ونصحّـح فـنثير بعـض الضوضاء حـتى جاء طـفـل من أقارب أهـل الدار كان ضيفاً عـنـدهـم وقال بـبراءة الأطـفال : عـمو – نـريـد أن نـنام ! فـقال له عـمه : ولما لا تـنامون ؟ قال الطفـل : ليس بإمـكانـنا أن نـنام بسبـبكـم ، إن أصواتكـم تمنعـنا من النوم .

إن الرسالة وأية رسالة كانـت ، قـومية ، دينية ، إجـتماعـية ، أو غـيرها هي مبادىء تـدعـو حاملها إلى إلغاء الـذات والزمن من حـساباته ثم الهــِـمّة عـلى التصميم والتضحـية ، وهـكـذا بـدأنا بكـل سـرور ، فـقـد كان مقـر الجـريـدة يـبـعـد عـن سكـنـي مسافة 28 كـلم ويتطـلب مني أن أخـرج من العـمل في 6:15 مساءاً لأصل إلى البـيت للتهـيّـؤ وبسرعة والمرور من عـنـد سكـن مـدير التحـريـر كي آخـذه معي ونـنـطلق إلى حـيث مقـر الجـريـدة فـغالباً ما كـنا نـبـدأ عـنـد حـوالي الساعة الثامنة وإلى ما بعـد منـتصف الليل ، ولم نطالب يوماً بأي تعـويض أو مصروف نـبـذله بشأنها وأتعاب جـميعـنا كانـت مجاناً . وبسبب قـراري بالإنسحاب طـلبتُ أخـيراً إجـتماعاً في نادي ماركـوني في شـهـر نيسان 2002 حـضره العاملون معـنا سابقاً ، فـصـفــّـينا حـساباتـنا المتعـلقة كافة بـدون إستـثـناء وبضمنها أجـور الإشتراك بالإنـترنيت لصاحـب الكـومبيوتر، وكان الفائض الصافي المتبقي من وارداتـنا هي (( 1600$ )) بقـيتْ ولا تزال محـفـوظة عـنـد السيد المـدير المسؤول إلى حـد كتابة هـذا المقال آب 2017 !!! ، عِـلماً أن أثمان أعـداد الجـريـدة التي كـنا نبعـث بها إلى ملبورن لم نستلمها لأن السيد المدير قال في وقـتها أنه يخـجـل من أن يُـطالـِب بها .

أما ثمن الجـريـدة ( للعـددَين الأخـيرين اللذين لم يصـدرا والمستوفى مسبقاً من المشتركـين 2$ + 50 سنـتْ للطابع ) فـقـد أرجعـتــُه إلى البعـض منهـم ، أما إلى بضعة أسماء من أهالي ملبورن ، فـلا . وبعـد مرور حـوالي سنة إقـترح المدير إحـياء جـريـدتـنا ( عـمّـا كـلدايا ) فـوافـقـتُ وهـيأتُ لـذلك مقالاً إفـتـتاحـياً أبرّر فـيه بصورة منطـقـية ومقـبولة عـن أسباب توقـف الجـريـدة وأسباب صـدورها مرة ثانية ولا زلـتُ أحـتفـظ بـذلك المقال ، ولكـن صرتُ أنـتظر الأجـواء المناسبة كي نباشر بالعـمل بشرط أن نضمن إستمراريتها لمشوار طـويل كي لا نخـجـل أمام الجالية مرة أخـرى ، ولكـن قـبل أن تأتينا مثل تلك الأجـواء ، فإذا بالسيد المدير يطلب طلباً مخالفاً للأسس المتفـق عـليها حـين جـلسنا وناقـشـنا قـبل صدور العـدد الأول منها وهي إستقـلاليتها ، حـيث أصرّ عـلى أن تصـدر هـذه المرة بإسم تـنظيم سياسي عـراقي دخـل الإنـتخابات العـراقـية في أوائل عام 2005 ، وقـلتُ له : بـدأناها مستقـلة ونواصل معـها مستقـلة ولن أعـمل في أية صورة أخرى مناقـضة لإتفاقـنا ، وأضفـتُ : من حـقـك أن تصدر أية صحـيفة ناطـقة بإسم تـنظيم سياسي أو يتبنى آيـديولوجـيّـته وبأيّ إسم تخـتاره ، ولكـن لا يحـق لك إستخـدام إسم جـريـدتـنا لغـرضك المشار إليه ، وعـليه أخـمـدَ الفـكـرة ثانية . وأود أو أضيف أن الأخ مـديـر التحـرير ذكــّـرني أكـثر من مرة في نهاية عام 2006 وخـلال عام 2007 عـن مصير الـ (( 1600$ )) فـقـلتُ له رأيي وهـو : نـتبرّع بها بالتساوي لتـنـظيماتـنا الـكـلـدانية في سـدني ( لا الجـمعـيات القـروية ) أما هـو فـكان رأيه أن نوزعـها بـينـنا بالتساوي ، قـلتُ : وهـذا ممكـن أيضاً حـيث يمكـن لكـل واحـد أن يتصرف بحـريته بها ولكـن إسأل المدير السابق للجـريـدة كي نسمع رأيه وعـنـدئـذ يمكـنـنا أن نـتوصل إلى القـرار النهائي التوافـقي بشأنها ، ولا زلتُ أنـتظر بـ ( شـوقٍ لا يوصـف ) إلى النـتيجة أو نقـترح تسليمها إلى جـهات دولية مثـل ( الـبنـك الدولي ) للنـظر بأمرها ، وإنّ غـداً لناظـره لقـريـب . ومن الجـدير بالـذكـر أنـني سألتُ المدير يوماً عـما إذا كان بالإمكان الحـصول من الدوائر الحـكـومية المعـنية عـلى منحة مالية قانونية نستحـقــّها عـلى هـذا النشاط الثـقافي و دعـماً لـهـذا المجـهـود الإجـتماعي ! أجابني قائـلاً : لقـد راجـعـتُ وإستـفسرتُ ولم نحـصل عـلى شيء .

مـلاحـظة : إذا ظـهرتْ في مقالي هـذا أية معـلومة غـير صحـيحة ، أرجـو ممن يهـمّه الأمر تـنويهي عـليها في وسيلة الإعـلام هـذه تحـريرياً – وليس شـفـوياً – كي يتسنى لي الرد عـليها أمام نـظر القـراء ، فالإنسان ليس معـصوماً من الأخـطاء .

****************

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here