شناشيل : ما رأي العامري والخزعلي والمالكي؟

عدنان حسين

[email protected]

ليس ثمة أمر مدهش أو مفاجئ برغم الهول في ما حصل، فكلّ إناء بالذي فيه ينضح، وما كان يمكن لحال التعليم في العراق أن تكون مختلفة عن حال الصحة والاقتصاد والتعليم العالي ونظام العدالة والخدمات البلدية .. كله خراب في خراب، والبركة في أحزاب الإسلام السياسي التي تزعم أنها تعمل ما يقرّبها إلى الله!
نعم، لا شيء مثيراً للدهشة في نتائج امتحانات البكالوريا العامة ( الدراسة الإعدادية أو الثانوية) لهذه السنة .. كل شيء متوقع. انحدار نسبة النجاح إلى ما دون مستوى 29 في المئة ( 28.45%) هو تحصيل حاصل لانهيار النظام التعليمي (الأساس والإعدادي والجامعي). هذا بدورة تحصيل حاصل لانهيار النظام السياسي ولانحدار الممارسة السياسية في العراق على نحو ربّما تجاوز ما كانت عليه الممارسة في عهد نظام صدام الذي اعتقدنا أنه الأسوأ على مدى التاريخ، فثمة الآن ما يباريه في السوء… الفرق أن السوء السابق هويته بعثية والسوء الحالي هويته إسلامية (مطعّمة ببعثية باقية بقوة في كل أجهزة الدولة)، نسبة إلى أحزاب الإسلام السياسي المتحكّمة بإدارة البلاد منذ العام 2003 والمصرّة على مواصلة تحكّمها وفشلها في إنجاز أي قصة نجاح (عدا نجاح الانتصار غير الناجز بعد على داعش، وهذا محسوب للعبادي على نحو خاص).
في بلاد أخرى، تحترم الدولة فيها نفسها وتعتدّ بكرامتها وكرامة مواطنيها، ويحترم وزير التربية فيها نفسه ودولته، كان سيبادر وزير التربية إلى الاستقالة في الحال بعد دقائق من إعلان النتائج البائسة التي جاءت بها امتحانات البكلوريا العامة في العراق هذه السنة، وإن الوزير لا يستقيل يقيله رئيس الوزراء، فإن لم يستطع يتقدم هو باستقالة حكومته .. بكل بساطة لأن وزير التربية قد خذل وزارته، وأن وزارة التربية قد خذلت دولتها وأن الحكومة قد خذلت المجتمع.
لستُ واهماً .. لا أنتظر استقالة من وزير التربية (سنسمع منه رطانة يبرر بها فشل وزارته)، ولا أتوقع إقالة للوزير من رئيس الحكومة، ولا أي اجراء آخر من الحكومة ورئيسها،لأن كتلة الوزير ليست على هذه الدرجة من الحساسية الوطنية. سننام ليلتنا التالية كالمعتاد ونصحو صباح اليوم التالي كالمعتاد، وتمرّ أيامنا وليالينا التالية كالمعتاد، وكأنّ كارثة وطنية أخرى غير حاصلة بالمرّة!
ما أهتمّ به الآن هو أنني أتمنى أن أسمع من السيد هادي العامري أو الشيخ قيس الخزعلي أو السيد نوري المالكي، تفسيرهم لهذه النتيجة المزرية، المعيبة، والموجعة .. هل ثمة علاقة لهذه النتيجة بالتيار المدني الذي يشحذ الثلاثة سكاكينهم في وجهه بدعوى أنه يُشيع الإلحاد والتحلّل الاخلاقي في المجتمع، وأن “خطره” يوازي، وربما يتجاوز، خطر داعش، وأن المنازلة القادمة ينبغي أن تكون معه!
بكلّ جدية أرغب في أن يدلي السادة الثلاثة، أو أيّ منهم، بالرأي في هذه القضية .. وزير التربية الحالي إسلامي.. أسلافه جميعاً، في هذا العهد، إسلاميون .. وكلاء الوزارة والمدراء العامون فيها ومدراء التربية والتعليم في المحافظات كلهم تقريباً إسلاميون أيضاً، والمناهج والحياة التعليمية تجري أسلمتها العام بعد الآخر… كيف، إذن، يتردّى التعليم بكل مراحله ونظامه إسلامي؟!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here