فوائد تناطح كتاب طائفيين في” صوت العراق “

فوائد تناطح كتَّاب طائفيين في” صوت العراق ”

تروق لي ــ أحيانا ــ قراءة مقالات بعض الكّتاب الطائفيين سواء كانوا من هذا الطرف المتخندق طائفيا أو من الطرف الآخر المصطف طائفيا هو الآخر بكل حمية و ضراوة !…
و في الحقيقة ليست المقالات بحد ذاتها أقوم بقراءتها ، إنما عنوانيها المختزلة لمضمونها فقط والتي تكون على نحو تالِ :
النظام السعودي … و الوهابية التكفيرية … الهمجية السعودية … الإرهاب السعودي … وإلى آخر الاسطوانة التي نسمعها منذ أعوام طويلة وحتى الآن بمزيد من ملل و كلل و ضجر خانق ..
و كذلك الأمر بالنسبة للطرف الآخرــ وهم عادة من أنصار و أتباع النظام السابق المتباكين على أيام النظام السابق ” الذهبية ” الدموية و الإرهابية والمليئة بالحروب و الخطوب ــ والذين لا يكتبون سوى ضد النظام الإيراني وعنه متناسين قرون وسطوية النظام السعودي ، من قبيل :
” ايران وحقوق الإنسان… الإعدامات مستمرة…..؟ النظام الإيراني والمليشيات ؟… ونفوذ النظام الإيراني في العراق و.. خطورة النظام الإيراني في سوريا واليمن ـ( كأنما النظام الإيراني هو من يقصف المدن اليمنية بكل حقد و وحشية وليس النظام السعودي ) الخ و الخ من النوطة والربابة والموطة !! …
أما فوائد هذه المقالات جميعا ــ هذا إذا احتوت أصلا على نسبة ضئيلة من الفائدة قطعا ــ و بالرغم من دوافعها الطائفية الخشنة و الواخزة للعين الوطنيين العراقيين ) فهي تكمن في حقيقة الأمر في كون كل طرف من الطرفين يكشف لنا و يفضح مساوئ هذا النظام أو ذاك من النظامين السعودي ـــ و الإيراني الثيوقراطيين والقمعيين الباطشين والقادمين من كهوف القرون الوسطى واللذين ينطبق عليهما المثل العراقي الشعبي والقائل :
ـــ ” عصفور كفل زرزور و اثنينهم طيارة ” ! .
يعني باختصار شديد :
إنه من البؤس الفكري و رثاثة الوعي الحضاري تماما ، تفضيل النظام السعودي على النظام الإيراني أو بالعكس ..
و كذلك إبراز مساوئ هذا النظام و قمعه و إرهابه بحق المواطنين على حساب سكوت عن مساوئ وإرهاب النظام الآخر ..
لأن كلا النظامين قمعيان ومصادران لحريات الرأي و التعبير .

مهدي قاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here