المرجعية تنفض عباءتها من الاحزاب الكبيرة فعلى ماذا يراهنون ؟

علي فاهم
صدر عن المرجع اليعقوبي في النجف الاشرف بيان شديد اللهجة لا بل يعتبر
صاروخ باليستي قصف الاحزاب الكبيرة بعد فرض التصويت على قانون سانت ليكو
1.7 الذي يخدم تواجدها وبقاءها في السلطة وسلب ارادة الجماهير وقد عنون
البيان (بالاستنكار من عدم إصغاء البرلمان لمتطلبات الإصلاح في قانون
الانتخابات ويحذر من تداعيات مستقبلية خطيرة … لازالت بعض الأحزاب
والكتل المستكبرة تصِّرُ على منهجها في التفرّد والاستحواذ واقصاء الآخر،
وهو ما نستنكره ونتبرأ منه.)
وبعد ان حذر من خطر عدم تصحيح الوضع وصف هذه الكتل بحقيقة (إن وصف هذه
الكتل بالكبيرة فيه جناية وحيف على الالفاظ ومعانيها، لأنها ليست كبيرة
في أي شيء الا في الفساد والظلم والاستئثار والاستخفاف بالناس ولا تملك
أي مؤهلات، وإنما صنعتها ظروف وأرادات نافذة ومؤثرة في الوضع العراقي
ومكّنتها من مؤسسات الدولة فصارت تعبث في رقاب الناس وكرامتهم وأموالهم
ومقدساتهم.)
بعد هذا التبرء والتجريد على ماذا تراهن هذه الاحزاب في كسب الاصوات
الكبيرة من العراقيين وتضمن بقاءها في السلطة ؟
1 – تراهن الاحزاب المستكبرة على المال السياسي الذي يعتبر العامل الاهم
في كسب الاصوات من العراقيين وأستغلال الجوع والحرمان والحاجة لدى
العراقيين على مدى العقود وهذا المال السياسي أستطاعت أستحصاله من
السرقات الكبيرة وتوظيف الوزارات والعقود والكومنشنات والمقاولات ويخرج
علينا هذا المال في فترة الانتخابات ليوزع على العراقيين بشكل بطانيات او
صوبات او موبايلات وغيرها من البضائع وحتى يوزع مباشرة على البيوت كهدية
من أستاذ فلان ..
2 – يراهنون على التعيينات الكبيرة التي استثمروها في مقراتهم للتوظيف في
الجيش والشرطة وباقي الوزارات فكان التوظيف والمقابلة والتقديم يجري في
مقراتهم وعن طريقهم وهؤلاء بمئات الالاف يعتقدون أن هذه الاحزاب صاحبة
فضل عليهم ولولاهم لم يكن بمقدورهم اخذ هذه الرواتب الكبيرة وهذه الجيوش
من المتعينين هم رصيد ثابت لهذه الاحزاب لايهمهم كل مايجري بالعراق من
تدهور بالاوضاع والحل هو الغاء انتخاب الجيش والشرطة والمؤسسة العسكرية
كما يحصل في كثير من البلدان
3 – المفوضية غير المستقلة للانتخابات لايمكن انكار حقيقة أن مفوضية
الانتخابات متكونة من ممثلي الاحزاب الكبيرة وتشكلت وفق التوافق بينها
والذي يتحكم في كل الهيئات المستقلة ضمن نظام المحاصصة الحزبية بين الكتل
المتنفذة وهؤلاء يدورون مصالح احزابهم في المفوضية ولا يمكن التخلص من
هذه الميزة الا بتشكيل مفوضية مستقلة فعلاً من شخصيات أكاديمية ومهنية
مستقلين عن سلطة هذه الاحزاب
4 – التحشيد الطائفي تبرع الماكنات الاعلامية للاحزاب المستكبرة في أشعال
الفتنة الطائفية مع أقتراب الانتخابات وتخويف كل جهة من تسلط الجهة
المقابلة مع التشديد على أنهم هم من يحمل لواء الدفاع عن المذهب أو الشخص
الفلاني هو الي يمثل حائط الصد والرمز المذهبي وهكذا تتصاعد وتيرة الضغط
الطائفي ليحصلوا على أصوات كبيرة تخاف من عودة الماضي أو من المستقبل
المجهول
5 – طبيعة المجتمع العراقي الذي يمتاز بأحترامه وتقديره وحبه لمن بيده
السلطة ونظرته الدونية لمن هو خارج السلطة بأنه ضعيف فهو يحترم القوي
ويجله ويحتقر الضعيف وهذا يدعوه الى انتخاب من بيده السلطة من هذه
الاحزاب وهذه الطبيعة العراقية فهمها المتسلطون وقرأوها جيداً وأستثمروها
لصالحهم
6 – المنجزات الانتخابية يراهن أغلب هذه الاحزاب على المنجزات الانتخابية
رخيصة الثمن فتقوم مكاتبهم بتبليط الشوارع في مناطق ريفية بمادة السبيس
او أنشاء جسر صغير وبهذا يضمنون أصوات هذه المناطق التي ترد الجميل لهذا
الحزبأو لهذا المرشح
7 – الجهل الكبير الذي يعشعش في طبقات مجتمعية واسعة من الشعب العراقي
وعدم الوعي وهذا الجهل هو الاداة البارزة التي تستغلها هذه الاحزاب
لتمرير مرشحيها
8 – الصبغة العشائرية الواسعة التي تسيطر على مجتمعنا وهذه السلطة لشيوخ
العشيرة سهلت للاحزاب الكبيرة شراء عشائر كاملة بواسطة شراء شيخ العشيرة
بأموال أو هدايا أو مجموعة من التعيينات أو بناء مضايف وغيرها
9- أستغلال صمت المرجعية العليا عن هذا القانون المصيري وأستغلال بعض
المرجعيات المنضوية تحتها لتوجيه الشارع نحو احزاب السلطة كما حصل في
الانتخابات السابقة
10 – بالاضافة الى القانون الانتخابي الذي فصلوه على قياسهم وهو يخدم
حصولهم على أصوات ليست لهم وهو أخطر ما يراهنون عليه ،
ولهذا كان خطاب المرجع اليعقوبي شديد اللهجة أتجاههم بل هو يحذر من خطر
كبير تعد له القوى الاقليمية والدولية من أجل تغيير الخارطة السياسية
التي تريد فرضها هذه الاحزاب بالقوة وقد يكون أخطر مما حصل في 2014 من
صفحة داعش والله المستعان عليهم .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here